لا عودة للرابع ولا أمل في الحوار والقانون على الحارك

لا عودة للرابع ولا أمل في الحوار والقانون على الحارك !

المغرب اليوم -

لا عودة للرابع ولا أمل في الحوار والقانون على الحارك

بقلم : أسامة الرنتيسي

الدعوات التي تخرج بين الحين والآخر تطالب بالعصيان المدني تكشف عن بساطة مطلقيها، وضعف خبرتهم في الاحتجاجات الشعبية وشرارات الاعتصامات، فحتى الاعتصام مرة أخرى على الرابع أصبح بعيد المنال، بعد ان دخل اعتصام الرابع الشهير معامل التحليل عن جهات التصنيع والتوجيه والهدف منه، لتضيع الطاسة، ويفقد بريق النتائج التي حققها، بعد أن جاءت حكومة  في الأقل رئيسها وبعض أعضائها من رحم الداعمين لتوجهات الرابع وأفكارهم.

إذا كان د. عمر الرزاز غير محظوظ أبدا في الفترة التي ترأس فيها الحكومة، وكان مزاج الشارع فيها فائرا لا يقبل بأنصاف الحلول ويريد أن يرى إصلاحا سريعا، فإن قابل الأيام أصعب بكثير، وستتلاشى  موجات الترحيب كلها وحتى الغزل عند أول منعطف لا يأتي على سكة المزاج الشعبي، ويكون متناغما مع مطالبه.

نحن نعيش في زمن جديد ومتغيرات أصابت بنيان المجتمعات، زمن عربي تتفتح فيه جنائن الحريات والمطالبة بالتغيير والإصلاح. ونحن في زمن أردني مثقل بالتحديات الكبرى، وفيه يبحث أصحاب القرار السياسي عن كلمة السرّ التي ستفتح على باب التغيير وتلبية متطلبات برنامج إصلاحي بات ضروريا وملحًا لا يحتمل التأجيل.

ليس بالضرورة أن يحمل قرار تغيير الحكومات معاني تغيير السياسات الرسمية القائمة التي أثقلت كاهل المواطن وربّما أفقدته رشده، وتبنّي سياسات إصلاحية جادّة على المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية جميعها.

في الأسبوع الأخير التقطت الحكومة فكرة ربط قضايا وعناوين الأزمة الاقتصادية بالحوار على مجمل مطالب الاصلاح السياسي في قانوني الانتخاب والأحزاب، بعد أن رفع بعض النشطاء شعار “لا ضرائب من دون إصلاح”.

 يدور الحديث الآن أن تترافق مفاصل الإصلاح السياسي مع نظم وتشريعات اقتصادية ذات دلالات اجتماعية ومعيشية، تشكّل همّا وكربا يوميا لآلاف العائلات الأردنية. وبهذا الواقع، إن لم يطرأ عليه تغيير جذري في تفكير الحكومة وبقيت السياسات والتشريعات الاقتصادية على حالها، فإن لغما ما سيبقى في حضن الحكومة، لا أحد يعلم متى سينفجر.

كلمة السرّ الدقيقة التي لا تخطئ هي اعتماد استراتيجية جادّة للإصلاح السياسي والاقتصادي المعيشي والمباشر، فالفئات الفقيرة التي وقع عليها ظلم الجشع والفساد ونهب المال العام وغياب الحريات هي التي يجب أن تتلمّس بأيديها منافع الإصلاح، لا أن تدفع ثمنه مرّتين.

الجرأة والشجاعة تقتضيان دفع مستحقات الإصلاح السياسي والاقتصادي من جيوب ومصالح الفئات التي أوصلت البلاد إلى حواف الانهيار.

لكن في المحصلة وبتشاؤم شديد من الحال المايل أراهن على ثلاثة أشياء:

اولا؛ لا عودة مرة أخرى لاعتصام الرابع حتى لو مر قانون الضريبة مثلما تريده الحكومة وصندوق النقد الدُّولي.

وثانيا؛ لن يعرقل مجلس النواب كثيرا قانون الضريبة، سنسمع معارضة شرسة عنيفة، لكن النواب كرماء، وسيقرونه على الحارك!.

وثالثا؛ دعوات الحكومة للحوار لن تختلف عن سابقاتها، ولن تنتج شيئا، هذا إذا لم نعد للوراء أكثر وأكثر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا عودة للرابع ولا أمل في الحوار والقانون على الحارك لا عودة للرابع ولا أمل في الحوار والقانون على الحارك



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

أيقونة الموضة سميرة سعيد تتحدى الزمن بأسلوب شبابي معاصر

الرباط - المغرب اليوم

GMT 06:47 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
المغرب اليوم - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 06:55 2025 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل
المغرب اليوم - أبرز العيوب والمميزات لشراء الأثاث المستعمل

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 13:53 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

لجين عمران تروج لماركة حقائب شهيرة

GMT 17:42 2023 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

أفكار جديدة لديكورات غرف المكاتب المنزلية

GMT 05:48 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

تعرفي على "الصيحة" الأكثر رواجاً لتصاميم مطابخ 2019

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

أفكار لاستخدام "أسرّة الأطفال" في المساحات الصغيرة

GMT 20:54 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

عزيز بوحدوز يطلب من الجمهور المغربي أن يسامحه

GMT 07:34 2018 الإثنين ,04 حزيران / يونيو

كوكو شانيل تبيّن حبها المتجدد لتصميم المجوهرات

GMT 02:49 2015 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

ساو باولو البرازيلي يودع الحارس الأسطورة روجيريو سيني

GMT 14:13 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

الأمير سليم يعلن خطبته على حبيبة مهند السابقة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib