خالد يوسفاعارة مؤقتة من الفن الى السياسة

خالد يوسف..اعارة مؤقتة من الفن الى السياسة

المغرب اليوم -

خالد يوسفاعارة مؤقتة من الفن الى السياسة

أسامة الرنتيسي

مصر يمّا يا بهية
يامّ طرحة وجلابية
الزمن شاب وانتي شابة
هو رايح وانتي جاية
في الانتخابات البرلمانية المصرية التي لم تنته جولاتها، ولم تظهر نتائجها النهائية حتى الان، فاز عدد من الفنانين والاعلاميين، وتجاوز العدد الاولي لاصحاب الفكر اليساري نحو 25 عضوا، ابرزهم واكثرهم شعبية المخرج السينمائي الشهير خالد يوسف.
خالد يوسف اكتسح دائرة كفر شكر بالقليوبية من الجولة الاولى وحصل 29716 صوتا من أصل 56110 صوتا في الانتخابات من إجمالى عدد الناخبين بالدائرة والذى يبلغ 113070 صوتا.
خالد فاز في الانتخابات منذ سنوات،، وبالذات في يوم جمعة الغضب المصري، وحريق المتحف، هل تذكرون كيف تسمّرت كل الملايين العربية، يوم جمعة الغضب المصري أمام الشاشات، ولم تترك خبراً لفضائية يفوتها، أيديها على قلوبها، لأنها مصر، قلب العالم العربي، وشرايينها الممتدة لكل الجسد العربي.
منذ الصباح بدا يوماً غير عادي، يشبه يوم البوعزيزي في تونس، كانت الفضائيات العربية مستعدة للبث المباشر مهما كانت الكلفة، وكانت الفضائيات المصرية الخاصة والحكومية مستعدة أيضاً، الكل يلتقط الصورة، ويلتقط اللحظة.
تطورت الأحداث، وارتفعت أعداد المشاركين في يوم الغضب، تصريحات متعددة على الفضائيات، وضيوف من كل الاتجاهات، انقطعت الاتصالات وكل وسائل الاتصال الإلكتروني، قرر الحاكم العسكري فرض حظر التجول على محافظات القاهرة والإسكندرية والسويس، رغم أن أحداً لم يلتزم بالحظر، وبقي المتظاهرون يفترشون الشوارع ويواصلون مطالبهم.
اشتعلت النيران في مقرات الحزب الحاكم، ولم يخرج واحدٌ من الثلاثة ملايين ونصف الموقعين على استمارات العضوية فيه للدفاع عن الحزب الذي يمثلهم، غابت السلطة التنفيذية إلا من رجال الأمن الذين يعضهم الجوع والفقر أكثر من الشباب الغاضبين.
يومها اذكر ان وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، خرجت وكررت كلمات الرئيس الأميركي باراك أوباما وتعاطفه مع المتظاهرين، والذين قال عنهم إنهم يعبرون عن "إحباطات مكبوتة لعدم حدوث تغيير ذي معنى"، وحث الحكومة المصرية والمحتجين على ضبط النفس، وحثت كلينتون الحكومة المصرية على السماح بالاحتجاجات السلمية وعدم حجب مواقع الإنترنت، قائلة إن أمامها فرصة مهمة الآن لتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.
توالت المواقف الدولية وخاصة الغربية، وهي نسخ عن بعضها، ودعت إلى الاحترام الكامل لحقوق المواطنين بتنظيم مظاهرات سلمية، وأعربت عن قلقها إزاء استخدام العنف ووجود عدد كبير من الجرحى والمعتقلين.
وحده بكل صدق عبّر عن خوفه على مصر التاريخ والحضارة، وليس خوفه على مستقبل الحكم، المخرج المبدع خالد يوسف، حينما خرج على فضائية "العربية" وهو ينتفض ويحبس دموعه، خوفاً من أن تمتد يد العبث إلى المتحف المصري، "ليس المهم المال ولا الحكم، ولا غيره، المهم الآن تاريخ مصر وحضارتها". هكذا خرجت الكلمات بلعثمة الملهوف من فم المبدع خالد يوسف، مطالباً قوات الأمن والجيش وكل من يستطيع حماية تاريخ مصر ومتحفها، حتى لا يتكرر ما حصل مع تاريخ العراق عندما قام نفر بنهب متحفه وتراثه العظيم.
عودة للفن وعباقرته، أجمل ما في فيلم عادل إمام الشهير "طيور الظلام"، الذي ينتقد فيه الحركات الإسلاموية، المشهد الذي كان يجلس فيه في بيت عزاء والده وبجواره رياض الخولي صديقه في الجامعة القائد في الحركة الإسلامية…"يقول عنه عادل إمام إنه كان شيوعيا متخفيا بين الإسلاميين"، والصديق الآخر أحمد راتب "اليساري أبو الشعارات الذي لم تبدله الأيام"، وذلك عندما غنّى الثلاثي في بيت العزاء، "يا واش يا واش يا مرجيحة. متصدهاشي يا مرجيحة. هيلا هيلا هبا هيلا هيلا هبا..".
وعلى ذمة المهندس سامح فرج، فإن "يا واش يا واش" معناها "مهلا مهلا" أو "رويدا رويدا". وهو أحد التعبيرات الشعبية المصرية، وهذا التعبير ورد شرحه بالتفصيل، وكذلك كتابته بالحروف التركية في كتاب "معجم فرج للعامية المصرية والتعبيرات الشعبية"، الصادر عن الهيئة المصرية للكتاب عام 2006.
تذكرت "طيور الظلام"، و"يا واش يا واش"، وانا اتابع فوز خالد يوسف في الانتخابات، وحجم الفرح الذي رافق ذلك من اصدقاءه ومحبيه، ومن ثوار يناير، لكن قلبي انقبض كثيرا خوفا من أن تسرق السياسة الفنان المبدع خالد يوسف من ساحته الرئيسية الفن والابداع، لهذا اقترح واتمنى على الفنان والبرلماني الجديد خالد يوسف ان تكون فترة اعارته الى السياسة محدودة، وان لا تخطفه من عالم الفن الذي يعتبر خالد ابرز اعمدته في السنوات الاخيرة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خالد يوسفاعارة مؤقتة من الفن الى السياسة خالد يوسفاعارة مؤقتة من الفن الى السياسة



GMT 18:56 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 18:54 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 18:51 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 18:49 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 18:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 18:44 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 18:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أميركا والفضائيون... أسرار الصمت المدوي

GMT 18:38 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib