سعادة العمدة وملايين «ريضال» 21
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

سعادة العمدة وملايين «ريضال» (2/1)

المغرب اليوم -

سعادة العمدة وملايين «ريضال» 21

بقلم رشيد نيني

لحسن الحظ أن عمدة عاصمة المملكة خرج عبر بعض المكلفين بأكل الثوم مكانه، لكي يوضح للرأي العام أنه لا يعاني من خلل عقلي. فقد أوضح المفوض بأكل الثوم مكان العمدة أن هذا الأخير غادر شركة «ريضال» بعدما وضع ملفا صحيا يثبت عجزه الكلي عن العمل، وأن هذا العجز بدني وليس عقليا.
هذا التوضيح، وإن كان يطمئن سكان العاصمة حول الصحة العقلية لعمدة مدينتهم، فإنه يميط اللثام حول فضيحة تزوير كبيرة يجب على وزارة الداخلية والمجلس الأعلى للحسابات الانكباب على البحث فيها.
فقد بدا واضحا الآن أن السبعين موظفا الذين وضعوا لدى قسم الموارد البشرية ملفات طبية لإثبات عجزهم البدني وأخذ تعويض المغادرة، وبينهم سعادة العمدة، لم يكونوا جميعهم عاجزين، ما يعني أن الشهادات الطبية التي تقدموا بها كانت مزورة، وأن إدارة الشركة تواطأت معهم، والدليل أنها لم تقم بإجراء خبرة مضادة قبل منحهم «اللعاقة».
والدليل على ذلك أن موظفين على الأقل، هما الصديقي ومصطفى بابا، مستشار وزير التجهيز، تسلما منصبيهما في وزارة التجهيز مباشرة بعد مغادرتهما «ريضال» بتعويض سمين لكل واحد منهما.
ويجب أيضا فتح تحقيق مع الطبيب الذي سلمهما شهادات العجز الطبي، والتي تثبت عدم قدرتهما على العمل، لأنه يظهر أن الأخوين يتمتعان بصحة جيدة، والدليل أنهما يشتغلان بحيوية ونشاط.
من يكون إذن عمدة عاصمة المملكة الذي «صيد» شركة «ريضال» في 100 مليون وغادر نحو وزارة التجهيز، تاركا «ريضال» تشحط المواطنين بفواتيرها الباهظة؟
وكيف يمكن لعمدة سبق له أن استفاد من سخاء شركة «ريضال» المبالغ فيه، أن يفرض رقابة على هذه الشركة من أجل حماية زبائنها من الجشع؟
محمد الصديقي، عمدة مدينة الرباط والقيادي بحزب العدالة والتنمية، من مواليد سنة 1960، وهو مهندس متخصص في الهندسة المدنية، كان يشتغل إطارا بالشركة الفرنسية «ريضال» المكلفة بتدبير توزيع الماء والكهرباء والتطهير السائل بالعاصمة الرباط التي يترأس مجلسها البلدي حاليا، بعد انتخابات الرابع من شتنبر الماضي. وكان الصديقي مكلفا بالإشراف على مستودعات التخزين والتجهيزات والأوراش بالشركة.
غادر شركة «ريضال»، في يونيو سنة 2012، أي بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، وذلك بعدما وضع ملفا طبيا يتضمن شهادات طبية حول إصابته بعجز بدني، وحصل بموجبه على تعويض قدره 100 مليون سنتيم.
واستفاد الصديقي إلى جانب أطر سابقة بشركة «ريضال»، ومنهم زميله في الحزب، مصطفى بابا، مستشار وزير التجهيز عزيز رباح، بتقديم ملفات طبية تتضمن معلومات غير حقيقية حول إصابتهم بعجز بدني كامل يمنعهم من العمل، وذلك بتواطؤ مع إدارة الشركة للتغطية على الاختلالات التي عرفتها هذه الأخيرة بخصوص الاقتطاعات المخصصة للمساهمة في صندوق التقاعد.
ومباشرة بعد حصوله على مبلغ التعويض من شركة «ريضال» بناء على الملف الطبي، التحق الصديقي ليشغل منصب مدير ديوان عزيز رباح، وزير التجهيز والنقل، إلى جانب مصطفى بابا، الذي غادر «ريضال» بدوره بتعويض عن العجز، ليلتحق بديوان رباح كمستشار.
واستفاد الصديقي من سكن وظيفي بشقة في ملكية «ريضال» تقع بالعمارة رقم 2، شارع ابن سينا بحي أكدال وسط العاصمة الرباط، وقام بتجهيز الشقة على حساب الشركة في إطار تعويضات حصل عليها قبل مغادرته للشركة، كما يملك شقة أخرى مناصفة مع زوجته بحي الرياض الراقي بالعاصمة.
منذ سنة 2009، حصل الصديقي على العضوية بمجلس مدينة الرباط، وشارك في تسيير المجلس إلى جانب العمدة الاتحادي السابق، فتح الله ولعلو، ويشغل حاليا عضوا بالمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، ورئيس جمعية مهندسي الحزب، ورئيس جمعية «النور» السكنية، ونائب الكاتب العام لجمعية «التضامن» السكنية، ونائب رئيس جمعية «النرجس» السكنية.
بعد انتخابه رئيسا للمجلس الجماعي، عقب الانتخابات التي جرت يوم 4 شتنبر الماضي، وباعتباره رئيسا للمجلس الإداري لشركة التدبير المفوض «ريضال»، اقترح الصديقي يوم 30 دجنبر الماضي، على مدير الشركة اتخاذ قرار من جانب واحد، بتعيين المهندس نعمان الخليل في منصب مدير قسم مراقبة وتدبير وتطوير الخدمات المفوضة في قطاع توزيع الماء والكهرباء بالرباط، خلفا للمهندس منصف بربيش الذي شغل المنصب بقرار لوزير الداخلية بتاريخ 7 أبريل 2014، وبدعم من والي جهة الرباط سلا زمور زعير.
الخلفيات التي تحكمت في هذا التعيين، هي التستر على فضائح «ريضال» وحصول بعض أطرها السابقين على تعويضات مقابل مغادرتهم للشركة، بناء على ملفات طبية مشكوك في صحتها تشير إلى إصابتهم بعجز بدني يمنعهم من العمل. لذلك سارع إلى طلب إعفاء المهندس بربيش، لكون هذا الأخير وجه مراسلة إلى الصديقي يطلب منه توجيهها إلى المجلس الأعلى للحسابات تتضمن معطيات تفضح تلاعبات في العديد من الملفات، وعوض التوقيع على المراسلة الموجهة إلى جطو، طلب الصديقي إعفاءه من منصبه، واقترح تعيين صديقه خليل نعمان، وكلاهما استفاد من مغادرة الشركة والحصول على تعويضات مالية، حيث غادر هذا الأخير عمله بالشركة، يوم 31 دجنبر 2013، أي يوما واحدا قبل دخول العمل بنظام جديد للتقاعد، حيث حصل على تعويضات المساهمة في التقاعد، بعد انتقال الشركة للانخراط في النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد، والذي دخل حيز التنفيذ يوم فاتح يناير 2014.
وبدوره كان صديق الصديقي يتوفر على سكن وظيفي بحي النهضة، مجهز على حساب شركة «ريضال» ما بين سنتي 2012 و2014.
لذلك بدا محمد الصديقي، رئيس مجلس مدينة الرباط، والقيادي في حزب العدالة والتنمية، خلال الجلسة الأولى لدورة فبراير لمجلس مدينة الرباط، مرتبكاً جداً، لما حاصره عدد من المستشارين، الذين طالبوه بمنحهم فرصة للتدخل، في إطار نقطة نظام، وأقسموا ألا يسحب منهم «الميكروفون» إلى أن يفسر لهم سعادة العمدة، السبب الحقيقي الذي جعله يغادر شركة «ريضال» سنة 2012، ويستفيد من تعويض سخي بلغ أزيد من 100 مليون سنتيم، ويشرح لهم طبيعة العجز الصحي الذي يعانيه، والذي بناء عليه قررت «ريضال» السماح له بالمغادرة.
ولم يكد ينتهي المستشار في مجلس مدينة الرباط، ورئيس مقاطعة حسان سابقاً، من إتمام كلمته، حتى احمرت وجنتا الصديقي السمينتان بمجرد اعتلائه كرسي رئاسة مجلس العاصمة الرباط، من فرط حضوره الولائم وتنقله بين الدول، وآخرها سفره إلى بيروت ثم بلجيكا، قبل أن يحزم حقيبته مسافراً إلى دبي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعادة العمدة وملايين «ريضال» 21 سعادة العمدة وملايين «ريضال» 21



GMT 05:05 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

حتى أنت يا مصيطيفة

GMT 05:06 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الدرهم العائم

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

يتيم في العيد

GMT 06:30 2017 الثلاثاء ,30 أيار / مايو

عادات سيئة

GMT 05:40 2017 السبت ,27 أيار / مايو

ولاد لفشوش

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib