السطو بحسن النية
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

السطو بحسن النية

المغرب اليوم -

السطو بحسن النية

بقلم : رشيد نيني

لعل عددا كبيرا من المتورطين في ملفات السطو على عقارات الغير، سواء كانوا أجانب أو مغاربة، تنفسوا الصعداء بعد مطالعتهم للبلاغ الأخير لوزير العدل والحريات والذي يكشف عن خلاصات ما أسفرت عنه اجتماعات لجنة تم تشكيلها على عجل بعد الرسالة الملكية التي طالبت الوزير بالتحرك العاجل للتصدي لمافيا العقارات.

ذلك أن مجمل المقترحات التي أسفرت عنها اجتماعات اللجنة لا تعني بالنسبة للذين اغتنوا من نهب عقارات الغير تضييقا على مجال نشاطهم الأساسي وهو تزوير ملكيات عقارات إلى حين التفكير في خطط شيطانية أخرى، والحال أن الوزارة لم تتحدث عن جوهر المشكل وما الذي يتعين القيام به حاليا لمحاسبة متهمين بالسطو على أملاك مغاربة وأجانب بوثائق مزورة.

تعج محاكم المملكة بعدد من هذه الملفات، وفي كثير منها لا تجري متابعة الأشخاص الذين آلت إليهم العقارات بعد تزويرها بحجة أنهم مجرد مشترين يتمتعون بحسن النية كما ينص على ذلك القانون الذي ظل معمولا بها وتسلل عبر ثغراته أفراد مافيا العقار.

لذلك فقد كان أولى بالوزير ولجنته أن يسارعوا إلى سد هذه الفجوة وتنزيل إصلاح تشريعي وقضائي يوسع دائرة النظر القضائي في ملفات العقارات المزورة لتشمل المشترين، الذين يظهر أن كثيرا منهم هم المستفيدون من وقوع التزوير، وليس المتورطون فعليا في التزوير الذين لا يظهر لهم أثر في بعض الملفات لأنهم مجرد شخصيات وهمية لا وجود لها على أرض الواقع.

ومباشرة بعد توجيه الملك محمد السادس رسالة تأمر وزير العدل بتتبع هذا الموضوع الذي وصلت روائحه إلى الخارج تحركت عدة ملفات ظلت راكدة حتى غمرها غبار رفوف المحاكم، وشرعت النيابة العامة في استدعاء متهمين واتخاذ قرارات متابعة واستنفار الضابطة القضائية للتحقيق في شكاوى مواطنين لم يكن ليلتفت إليها لولا الرسالة الملكية.

بيد أن تحرك القضاء إزاء ظاهرة السطو على العقارات، وفق تجلياتها التي حددتها الرسالة الملكية بدقة، لا يجب أن ينساق وراء الملفات على نحو معزول، بل يجب أن يندرج النظر القضائي في هذا الموضوع ضمن سياسة جنائية متكاملة تتقصى في كيفية تحويل شبكة من المزورين لمساطر ومؤسسات إدارية وقضائية إلى وسائل للسطو على أملاك الناس بمجرد وثيقة مصطنعة أو إمضاء ملفق.

إن موضوع تزوير ملكية العقارات لا يتعلق بملفات وشكاوى معزولة، بل بممارسة منظمة، وهذا ما خلصت إليه أبحاث الفرقة الوطنية وقضاة التحقيق الذين تعاقبوا على البحث في هذا الملف منذ سنة 2011 على الخصوص.

وقد تبين للمحققين أنه في نهاية كل عملية تزوير تستهدف ملكية عقارية يظهر منعشون عقاريون وأرباب شركات عقارية وأثرياء جدد من محدثي النعمة كمشترين تؤول إليهم العقارات وتصعب متابعتهم وانتزاع ما حازوه منهم لأنهم يدعون في كل مرة أنهم مشترون بحسن نية ولا علم لهم بأن العقار كان موضوع تزوير في سندات الملكية.

بيد أن محكمة النقض، ورغم أنها في الأصل محكمة قانون، اختارت السير في اتجاه معاكس تماما لسير قضاء التحقيق والشرطة القضائية التي تخصصت في الملف واشتغلت عليه ميدانيا، فقد برز رأي قضائي داخل غرف محكمة النقض قبل أيام يقر أمر «حسن النية» في ملفات تزوير العقارات، وهو ما يستلزم متابعة المزور وتبرئة المشتري الذي آل إليه العقار المزور في النهاية.

الأمر يعني أنه يتعين على المالك الأصلي للعقار أن ينسى أمر استرجاع أملاكه وبدل ذلك يدخل في حرب مساطر لا تنتهي مع متهم بالتزوير، وإن كان قد حالفه الحظ فستخرج المحافظة العقارية، حيث يجري تفويت ملكيات ولو بوثائق مزورة أحيانا، لتقر للمتضرر مبلغا ماليا مدفوعا من جيوب دافعي الضرائب، كما حدث قبل مدة بالرباط.

إن إقرار هذا الرأي القضائي يعني التوقيع على بياض لأشخاص متورطين في ملفات سطو على عقارات، وضمنهم شخصيات وازنة حتى في عالم القضاء آلت إليهم ملكيات عقارات بعضها موضوع تحقيق قضائي حاليا.

والمثير أن هذا التوجه الذي قد يكون آخر منفذ يتسلل منه متورطون ضمن مافيا عقارات الأجانب ويتجنبون عبره المتابعة هو مناقض لطرح الرئيس الأول لمحكمة النقض بنفسه، والذي تحدث، خلال مداخلة له في الموضوع أعقبت الرسالة الملكية الشهيرة، قائلا إننا «أمام عصابات ولوبيات منظمة»، موضحا أن «النوازل والوقائع تبين أن الأمر لا يتعلق بحالات فردية مبنية على الصدفة أو على ملابسات شخصية لمرتكبيها، بل الأمر تجاوز ذلك إلى عصابات ولوبيات منظمة محترفة تضم أحيانا عناصر أجنبية قد تقوم بجزء من أنشطتها حتى خارج التراب المغربي»، بل إنه زاد موضحا كيفية تورط رجال قانون في الموضوع قائلا إن هذه الظاهرة تمارس عبر «أشخاص محترفين في رصد الثغرات القانونية والتجاوزات الإدارية، وتصيد ضعاف النفوس من موظفين ومهنيين وقانونيين من أجل مساعدتهم على الاستيلاء على عقارات الغير، إما زورا أو احتيالا ونصبا».

لقد رفع الملك محمد السادس سقف التحرك المفترض إزاء ملف السطو على العقارات عاليا وهو ما يفرض على القضاء والمشرع تحمل مسؤوليته على الأقل من خلال تفعيل خطوات سطرها رئيس محكمة النقض لتدارك الهفوات التي استغلها مزورون للحصول على عقارات فاخرة، وأولها إقرار إصلاحات عميقة في مدونة الحقوق العينية والتي تكرس، حسب الرئيس الأول لمحكمة النقض، «أوضاعا غير منطقية»، وبينها مثلا تحديد أجل رفع دعوى للمطالبة بحق بعد الاشتباه في الاستيلاء على أراض ضمن الملك الخاص للدولة في أربع سنوات فقط، ما يعني أنه لا يمكن التحرك في حال اكتشاف عملية تزوير استهدفت عقارا بعد أربع سنوات من وقوع التزوير.

إنها لمهزلة حقيقية لصورة المغرب وضرب في العمق للاستثمار أن ينصح وزير العدل مصطفى الرميد كل من يملك عقارا بأن يضرب فيه «الفكد» في المحافظة العقارية مرة كل أربع سنوات حتى لا تسطو عليه مافيا العقار وتبيعه وتحفظه في أسماء ملاك آخرين.

ولعل المصيبة الكبرى ليست فقط في اعتراف وزير العدل بوجود المافيا في المغرب بل في ذلك القانون الذي تقدمت به حكومة عباس الفاسي وصوت عليه البرلمان بغرفتيه يومين قبل ذهاب حكومة الفاسي لحال سبيلها، وهو القانون الذي يقيد صاحب الحق إذا تضرر بسبب تدليس أو زور أو استعماله شريطة أن يرفع الدعوى للمطالبة بحقه داخل أجل أربع سنوات من تاريخ التقييد المطلوب إبطاله أو تغييره أو التشطيب عليه.

فكما لو أن وزير العدل عوض أن يطالب بإلغاء القانون رقم 39-08 المتعلق بمدونة الحقوق العينية، الذي يحمي حقوق المافيا عوض حماية حقوق المواطنين، يبادر إلى تحذير المواطنين من مغبة نسيان تفقد ممتلكاتهم لدى المحافظات العقارية، ويحملهم مسؤولية ضياعها في حالة عدم القيام بمراجعة المحافظة كل أربع سنوات.

هذا القانون الذي تم التصويت عليه في اجتماع لجنة مكونة من ممثلي وزارة العدل ونواب برلمانيين انعقد بتاريخ 6 يوليوز 2011 بحضور رئيس اللجنة وأربعة أعضاء فقط من أصل 31 عضوا، يجب أن يلغى لأنه يعطي الأفضلية للمشتري بحسن النية استنادا إلى عقد مزور ويحرم منها المالك الأصلي للعقار.

ولا بد أن السيد وزير العدل وهو ينصح المواطنين بمراجعة المحافظة العقارية كل أربع سنوات للتأكد من أن أملاكهم لا تزال في حوزتهم فاته أن عددا كبيرا من المغاربة الذين لديهم عقارات في المغرب يعيشون في الخارج وليست لديهم فرصة القدوم كل أربع سنوات لتفقد ممتلكاتهم العقارية.

لذلك فالصيغة المعيبة والملتبسة لنص هذا القانون لا شك أنها ستفضي إلى خلق مشاكل يستعصي حلها، سيما إذا تعلق الأمر بالأشخاص الذين تضطرهم ظروف السفر والهجرة إلى عدم مراجعة مصالح الوكالة الوطنية للمحافظة على الأملاك العقارية للاطلاع على الرسوم العائدة لهم، حيث بالإمكان أن تمر أربع سنوات أو أزيد على إدراج تقييدات بالرسوم المذكورة بناء على وثائق مزورة، وعند اكتشاف هذه الوضعية يسقط حق المالك في المطالبة بالإبطال أو التشطيب على التقييد لمرور أربع سنوات.

لذلك فحل ملف مافيا السطو على العقارات يبدأ بإسقاط هذا القانون، والباقي كله يسهل حله، لأن الأصعب في كل هذه الحكاية هو توفير الحماية القانونية لمن يمارس السطو وحرمان أصحاب الأملاك منها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السطو بحسن النية السطو بحسن النية



GMT 05:05 2017 الثلاثاء ,06 حزيران / يونيو

حتى أنت يا مصيطيفة

GMT 05:06 2017 السبت ,03 حزيران / يونيو

الدرهم العائم

GMT 06:18 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

يتيم في العيد

GMT 06:30 2017 الثلاثاء ,30 أيار / مايو

عادات سيئة

GMT 05:40 2017 السبت ,27 أيار / مايو

ولاد لفشوش

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib