بقلم المختار الغزيوي
لا ندري ولا أحد يدري إن كان من الضروري أن نتحدث عن الإجرام الذي يمارس في ملاعب الكرة تحت مسمى التشجيع، أم أن الأمر – علي حجم الكارثة والضرر والوحشية فيه – أصبح أقل من عادي، وأصبح فرضا شبه أسبوعي يتكرر وكفى
لا ندري لأننا تحدثنا عن هذا الموضوع طويلا، وأشرنا بالأصبع غير مامرة إلى المسؤولين وقلنا كثير الأشياء، لكن لا أحد انتبه، ولا أحد تحرك، ولا أحد اعتبر أنه فعلا معني بما يقع في ملاعبنا نهاية كل أسبوع من أحداث خطيرة.
قلنا إن الفرق تتحمل المسؤولية لأنها تدافع عن المشاغبين حين يلقى عليهم القبض.
وقلنا إن السلطات الأمنية التي تسمح بدخول المتفجرات إلى الملاعب والشماريخ وما إليه تتحمل المسؤولية لأنه من المفروض ألا يدخل شهاب ناري واحد
وقلنا إن السلطات المسؤولة عن الملعب التي تتغاضى عن دخول القاصرين، بل والتي تتقاضى مقابلا منهم أقل من المبلغ الرسمي للتذاكر تتحمل المسؤولية .
وقلنا إن العصابات المسماة “الألترات” والتي زاغت عن سكتها وأضحت تتعامل بشكل مافيوزي تتحمل المسؤولية.
وقلنا إن الجامعة التي تسير شؤون الكرة والتي ترتكب الجرائم في البرمجة وتشعل غضب الجماهير دون دوافع واضحة تتحمل المسؤولية.
قلنا إن الأسرة التي لم ترب أبناءها وتطلقهم إلى الشوارع لكي تنتهي منهم ومن مشاغلهم تتحمل المسؤولية.
وقلنا إن المدرسة التي لم تعد تلقن أحدا شيئا تتحمل المسؤولية.
وقلنا إن الإعلام المتواطئ سواء مع رؤساء الفرق أو مع بعض روابط المشجعين يتحمل المسؤولية
قلنا إن التلفزة الكئيبة التي ابتلانا بها رب العالمين والتي لا تعرف كيف تتعامل مع مصائب مثل هاته وتخصص لها بين الفينة والأخرى برنامجا يتحدث فيه أناس لايفقهون شيئا تتحمل المسؤولية
قلنا وقلنا وقلنا الشيء الكثير، وفجأة نجد أنفسنا في نقطة الصفر واقفين عندها تشير إلينا أننا نستحق هاته العلامة التي اخترعها العرب، بل أقل منها بكثير.
ذلك الصغير الذي بقي ممددا على مدرجات مركب محمد الخامس وصمة عار في جبيننا جميعا
كل كلمات الكون، كل خطبه، كل القرارات الاستعجالية والبطيئة والأخرى البين – بين لن تعيده إلى أسرته، ولن تعيده إلى الحياة
هو ذهب لكي يشارك ناديه الأسطوري احتفالية السنة السابعة والستين من الميلاد، ولم يكن يعرف أن ناديه لم يعد يتوفر من الأسطورية إلا على الكلام، وأن مجرمين في التسيير ومجرمين في التدبير ومجرمين في اللعب ومجرمين في التشجيع قد تكالبوا عليه وجعلوه على الشكل الدامي االمحزن المؤلم الذي رأيناه يوم السبت
تلك الرجاء، بلاعبيها ومشجيعها وكل من ينتسب إليها لا تمثل الرجاء الحقيقية. لا تمثل “باجيكو” أو “بير جيكو” ولا تمثل رجاء الشعب التي أحببناها وإن كنا من مدن أخرى التي يموت أبناؤها من أجل الشعب ولا يقتلون الشعب
شيء ما تكسر في دواخل عدد كبير ممن يحبون الخضراء بسبب محبي الخضراء ذلك السبت
وأقولها وأجري على من خلقني مرة أخرى: نادي كبير مثل الرجاء يجب أن يسيره أناس كبار، ويجب أن يعتلي به هؤلاء الكبار إلي مصاف الأندية العملاقة، وأن يعرفوا كيفية التعامل مع جماهيره بمنطق آخر غير منطق المشجع الهاوي الذي كان يجلس في “المكانة” ذات يوم والذي خاف اتخاذ إجراءات حقيقية لئلا يجد نفسه مطرودا من جنته العقارية الجديدة المسماة : الرجاء للأسف الشديد
لارجاء بعد اليوم في كرة المغاربة. هناك دماء وقتل واعتداء علي ممتلكات الأبرياءوهناك تشويه لصورتنا نحن جميعا
فقط لا غير