اليساركذبة أبريل لكل السنوات…

اليسار..كذبة أبريل لكل السنوات…!

المغرب اليوم -

اليساركذبة أبريل لكل السنوات…

بقلم المختار الغزيوي

ذلك المشهد صبيحة الأربعاء كان دالا بالفعل. الرئيس الفرنسي هولاند بكلمات يحاول أن تبدو متماسكة “يزف” للشعب الفرنسي نبأ فشله مجددا في إتمام مشروع بدأه. هذه المرة تعلق الأمر بنقاش التجريد من الجنسية الذي هددت به الحكومة الفرنسية ذات نونبر الإرهابيين من حملة جنسيات أخرى قبل أن يقتنع هولاند أن اليمين وبالتحديد الخصم اللدود ساركوزي لن يمنحه هاته الهدية، ولن يساعده على الذهاب بها مزهوا إلى انتخابات 2017 الرئاسية
في نبرة هولاند ذلك الصباح طعم هزيمة، عبر عنه فيما بعد الكاتب الأول للحزب الاشتراكي الفرنسي بصراحة وهو يعتذر للشعب الفرنسي عن عدم قدرة اليسار على الذهاب بعيدا في فكرته، وعن فشله في تدبير ملف حارق من الملفات التي تولى تدبيرها.
تذكر اليساريون في كل مكان عدم قدرة بوديموس والحزب الاشتراكي في إسبانيا تشكيل حكومة ائتلافية رغم مرور فترة غير هينة على فوز بوديموس بالانتخابات، وتذكر الناس تسيبراس في اليونان، وتذكروا “يسارا” بشكل آخر في بلدان أخرى، قبل أن ينتهوا على مشهد فيديل كاسترو من على فراش المرض يكاتب أوباما وينتقده على ماقاله في زيارة كوبا الأخيرة، بعد أن زنهى أوباما الزيارة وطار إلى بلدان أخرى
للصدفة ربما تزامنت كل هاته الخيبات والإخفاقات مع نقاشات مشابهة يتم استلالها من العدم لدينا هنا في المغرب تهم اليسار وشعب اليسار وسؤال اليسار وإمكانيات توحيد اليسار، وكلها نقاشات تنتهي قبل أن تبدأ ولا تبرح مكان القاعة التي احتضنتها، ولا تجد أي صدى – لا كبير ولا صغير – في الشارع المغربي غير المعني أصلا بها
أفدح من ذلك، وعندما يحمل أناس ألفوا تقسيم أي شيء تمسه أيديهم فكرة توحيد اليسار يبتسم الكثيرون هنا وهناك، ويطرحون السؤال بوقاحة لا تصل وقاحة الأوائل “ممن يسخر هؤلاء السادة؟”، قبل أن يأتي الجواب بسرعة “رنهم لايسخرون. إنهم جادون وهم يريدون إعطاء أنفسهم شرعية الوجود ولو باختراع مثل هاته النكت غير المضحكة كثيرا”.
الفكرة اليسارية، وهذا كلام أعرف أنه يؤلم كثيرا من أصدقائنا النوستالجيين الذين يتشبثون بأن الفكرة لن تموت مهما كان التطبيق سيئا، ومهما امتد زمن هذا التطبيق السيء إلى آن يرث الله الأرض ومن عليها، ه فكرة اليوم عالقة بين منعطفات عدة، وغير قادرة على مجابهة نفسها بالسؤال الأهم: ألازالت هناك حاجة حقا لليسار بمعناه التقليدي؟
دول عديدة في بعضها تجارب يسارية عريقة فعلا أجابت على السؤال بوضوح وشجاعة، وطوت الصفحة، وانتقلت إلى نقاش أكثر ديمقراطية، وأكثر اجتماعية وأكثر بيئية وأكثر ارتباطا بمايهم الناس فعلا اليوم،  بل وتبنت أفكارا كانت تراها يمينية في وقت سابق وغير قابلة للالتحاق بها قبل أن تفهم أن هذا التقسيم في حد ذاته غبي وحمل كثيرا من المضار للفكرة اليسارية قبل أن يضر غيرها من الأفكار
نقاش مثل هذا لو وجد طبقة سياسية فعلية قادرة على حمله إلى الناس بطريقة مقبولة لأسال كثيرا من المداد ولزثار اهتمام الجماهير، لكن المشكلة اليوم هي أن الهوة بين القيادات اليسارية وبين الجماهير لم تعد هوة فقط.
أضحت قعرا شاسعا تصرخ من أسفله بكل أنواع الصراخ، فلاتعدو صيحتك أن تبقى في الواد، وحكايتنا داوها الجواد مثلما كانت تحكي لنا الجدات والأمهات عقب انتهاء كل الخرافات الشعبية الجميلبة
تصبح على خير سيدي اليسار. أحلاما طيبة، وكل فاتح أبريل وأنت كذبة كبيرة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليساركذبة أبريل لكل السنوات… اليساركذبة أبريل لكل السنوات…



GMT 04:18 2017 الجمعة ,04 آب / أغسطس

الملك والشعب…والآخرون !

GMT 04:27 2017 الجمعة ,28 تموز / يوليو

أطلقوا سراح العقل واعتقلوا كل الأغبياء !

GMT 06:11 2017 الخميس ,01 حزيران / يونيو

ولكنه ضحك كالبكا…

GMT 05:21 2017 الإثنين ,01 أيار / مايو

سبحان الذي جعلك وزيرا ياهذا!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 13:53 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

لجين عمران تروج لماركة حقائب شهيرة

GMT 17:42 2023 السبت ,16 أيلول / سبتمبر

أفكار جديدة لديكورات غرف المكاتب المنزلية

GMT 05:48 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

تعرفي على "الصيحة" الأكثر رواجاً لتصاميم مطابخ 2019

GMT 07:11 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

أفكار لاستخدام "أسرّة الأطفال" في المساحات الصغيرة

GMT 20:54 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

عزيز بوحدوز يطلب من الجمهور المغربي أن يسامحه
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib