بقلم المختار الغزيوي
الآن لم يعد الإشكال هو كيفية توظيف” العدد الكامل للمتدربين، بقدر ما يطرح السؤال الكبير والذي لا يريد أحد أن يطرحه: ونحن في نهاية الأسبوع الأول من أبريل وبعد تغيب الأساتذة الأسدس الأول وأزيد من نصف الأسدس الثاني، كيف سيدبر أمر تكوين هؤلاء الأساتذة والوقت المتبقي على انطلاق السنة الدراسية لن يكفي بالمرة لتدارك ما فات، وحتى ما إذا ما بذل مجهود على مستوى التكوين داخل المراكز الذي يشكل 40 في المائة من رزنامة التكوين، فكيف سيتم تدارك الجانب العملي والتطبيقي الذي يشكل 60 في المائة ونحن على مشارف نهاية العام؟
الأمر يبدو مستحيلا بالمرة، ويترتب عنه سؤال واضح يتطلب إجابة أكثر وضوحا: هل سيعين هؤلاء الأساتذة للتدريس دون تكوين الأمر الذي يبدو ضربا من العبث؟
السؤال طرحه علي متخصص في ميدان التربية والتكوين يتابع نقاش الأساتذة المتدربين، أو الطلبة الأساتذة أو أسموهم مثلما تريدون، ويتابع اللعب السياسوي بهذا الموضوع من هاته الجهة ومن تلك، ويرعبه فعلا ألا يطرح أحد السؤال عن الأهم أي عن وظيفة هؤلاء الأساتذة المتدربين أو الطلبة الأساتذة بعد أن تلقي حرب النقار السياسوي أوزارها، ويعود الفرقاء المختلفون إلى تقاسم كعكة الانتخابات التشريعية المقبلة وينسوا تماما وجود هؤلاء وما يفعلونه داخل الأقسام بأبنائنا
وقد تابعت هذا النقاش من مبدئه حتى المتم، ولم أجرؤ إلا مرات قليلة على طرح هذا السؤال لأنني أعرف أن الطلبة الأساتذة أو الأساتذة المتدربين لا يقبلون أن يناقشهم أحد في خطواتهم التي يعتبرونها نضالية، ويمرون عبر الفيسبوك ومختلف منتديات التواصل الاجتماعي إلى سب كل منتقد لهم.
وقد رأيت عددا كبيرا من الإعلاميين المغاربة يتعرضون لأوصاف “التمخزين” و”تعياشت” و”مد اليد لابن كيران” من طرف جزء من هؤلاء الأساتذة المتدربين أو الطلبة الأساتذة لمجرد أن أولئك الإعلاميين لم يسايروا الطرح “النضالي” أو اقترحوا حلولا أخرى أو قالوا بأن الحكومة ربما وجدت المخرج لمن كان يبحث عن مخرج، ولم يكن يبحث فقط عن التصعيد ولي الذراع
لذلك آثرت الصمت والسلامة اللفظية لأنني أصلا أتوفر على عدد كاف من “المحبين” الذين يسبونني في نقاشات أخرى لعدم قدرتهم على النقاش، ولا أريد أن أضيف إلا لائحة الشتامين أبناء وإخوة أنا أرى أنهم الضحية الوحيدة في الموضوع
الضحية بين من يزايد بهم لعدم عثوره علي مطية يركبها (الجماعة الضالة إياها ومن يسير على هديها من الفضلاء الديمقراطيين سامحهم الله على مايفعلونه في وطنهم)، وبين حكومة أعترف أنها أدهشتني وهي تقسم بألا حل إلا حلها، وتركب هي الأخرى عناد الجبال، وتجعل من مشكل قطاعي عابر كان يمكن تدبيره بالعقل السليم مشكلا مجتمعيا كبير،ا يتداول الكاذبون صوره في الفيسبوك وصور منع المشاركين فيه من السفر، ولا يخجلون من مقارنة وطنهم بالاحتلال الإسرائيلي دون أن يرف لهم لا جفن الحياء ولا جفن حب هذا الوطن.
لذلك لا مفر من العودة إلى البديهيات ولا مفر من طرح السؤال الأهم: لنفترض جدلا أن هاته القضية حلت ووظف الكل مباشرة أي تكوين تلقوه؟ وما الذي سيلقنونه لأبنائنا؟ وهل يسيعودون إلى حجرات الدرس مرة أخرى طالما أن التكوين الوحيد الذي تلقوه وتلقوا منه جرعات مبالغ فيها هو التكوين على ممارسة السياسوية ؟الرخيصة من طرف هاته الجهة ومن طرف تلك
الخلاصة المؤلمة لكن الحقيقية هي التالي بغض النظر عن كل تطورات هذا الملف: المدرسة العمومية في ذمة الله، ولا عزاء لأبناء الفقراء
أصلا السياسة منذ القديم لم تفعل إلا هذا الأمر : إبادة تعليمنا العمومي وقد كان لها ذلك، واستطاعت أن تنجب لنا بهذا القتل من نراهم اليوم يتصدرون الواجهات على اختلاف أنواعها.
ألف مبروك لكل الفرقاء و”الأقطاب” المشاركين في عملية القتل هاته، ونطلب منكم المزيد فلم نألف منكم إلا السيئات…