بقلم : المختار الغزيوي
اليوم المغرب/ الدولة أقوى بكثير من أن يزور انتخابات أو أن يتدخل فيها، أو أن يفرض حزبا دون آخر على المغاربة
المغرب مطمئن لمساره العام، وكنا دوما وأبدا مقتنعين أن الصناديق لن تمس، وأن مافيها هو ماسيتم الإعلان عنه، لأن جلالة الملك التزم بالأمر شخصيا، وهنا في المغرب عندما يلتزم الملك بأمر ما نعتبره في عداد المسلمات التي لا نقاش حولها.
طبعا بقي لدى الأصدقاء في العدالة والتنمية شيء كثير من الشك والتشكيك حتى اللحظات الأخيرة من مباراة السابع من أكتوبر، إلى درجة أنهم فقدوا أعصابهم وسارعوا إلى إعلان نتائج خاصة بهم قبل وزارة الداخلية في حركة لافتة للانتباه، دالة على انفلات بعض من أعصابهم التي بدت غير باردة طيلة الحملة الانتخابية
وماذا لو ذهبنا بعيدا في الشجاعة وأصلحنا أخطاء تمت في الماضي القريب من الوقت؟
ماذا لو شجعنا الاتحاد الاشتراكي وحزب الاستقلال – وهو ما سيتم على مايبدو – على التحالف مع عبد الإله ابن كيران في الحكومة المقبلة رفقة بنعبد الله و”التقدم والاشتراكية” الذي يعد دخوله للحكومة دينا في عنق ابن كيران لابد من تأديته بعد واقعة بلاغ الديوان وما تلاها؟
ماذا لو دفعنا جميعا هاته القطبية إلى مزيد من الاتضاح، ودافعنا عن وضوح الطرح الفكري، وعن ضرورة تمايز القطبية المجتمعية رفقة بعض من القطبية السياسية أكثر فأكثر؟
القطبية المجتمعية أولا ثم القطبية السياسية، لأن الاعتراف اليوم جار على ألسنة الجميع بأن كل أحزابنا تتشابه، وأنه لا فرق بين أعجمي فيها وعربي إلا ببعض التقوى الديمقراطية لا أقل ولا أكثر
الكتلة، التاريخية، أو الوطنية، أو الديمقراطية مع العدالة والتنمية في حكومة واحدة، والأحزاب الأخرى في كتلة معارضة مقابلة، وسنعود – مثلما قد يقول القائل – إلى حكاية الوفاق والكتلة التي عشناها ذات سنوات مضت، لكن لا بأس..
لعلنا يومها كنا نتلمس بداية الطريق، ثم أضعناه في عديد المنعرجات
اليوم المغرب/ الدولة أقوى بكثير من أن يزور انتخابات أو أن يتدخل فيها، أو أن يفرض حزبا دون آخر على المغاربة
المغرب مطمئن لمساره العام، وكنا دوما وأبدا مقتنعين أن الصناديق لن تمس، وأن مافيها هو ماسيتم الإعلان عنه، لأن جلالة الملك التزم بالأمر شخصيا، وهنا في المغرب عندما يلتزم الملك بأمر ما نعتبره في عداد المسلمات التي لا نقاش حولها.
طبعا بقي لدى الأصدقاء في العدالة والتنمية شيء كثير من الشك والتشكيك حتى اللحظات الأخيرة من مباراة السابع من أكتوبر، إلى درجة أنهم فقدوا أعصابهم وسارعوا إلى إعلان نتائج خاصة بهم قبل وزارة الداخلية في حركة لافتة للانتباه، دالة على انفلات بعض من أعصابهم التي بدت غير باردة طيلة الحملة الانتخابية
حتى وزير العدل والحريات الذي كان عضوا فاعلا ورئيسيا في لجنة الإشراف على الانتخابات، و”الحكيم” الذي تقول أدبيات الحركة والحزب الحاكمين إنه عوض الراحل عبد الله باها في نصح ابن كيران والحد من اندفاعه وانفعاله غاب عن لحظة الإعلان الرسمية عن الانتخابات وفضل التواجد خلف رئيس الحكومة المعين الإثنين تفاديا “لكل ما من شأنه أن..”
هذا ال”مامن شأنه أن” كان المغاربة المؤمنون حقا بالمغرب، الواثقون بكلام ملكهم، المصدقون لالتزامات دولتهم مع الداخل ومع الخارج متأكدين أنه لن يكون، لكن الأهل في “البيجيدي” بقوا على سوء ظنهم وهو على كل حال، من حسن الفطن مثلما علمنا المأثور، مع أنهم اضطروا فور الإعلان عن فوزهم في الانتخابات إلى التراجع عن كل “الفظاعات” الكلامية التي اتهموا بها الدولة المغربية طيلة الحملة، وأعلنوا يوم السابع من أكتوبر “عرسا ديمقراطيا” و”منارة” و”لحظة تاريخية” إلى آخر المصطلحات الحماسية التي ورثوها عن كثرة مشاهدتهم لقنوات الشرق التي تسير على سيرهم.
ماعلينا. كل هذا لا يهم. أهم منه اليوم ألا نترك أحزابا كبرى وتاريخية ولها ثقلها ووزنها في البلد مثل الاستقلال والاتحاد لوحدها في لحظة هي فعلا مفصلية بمنطق السياسة والتاريخ لا بمنطق الانتماء الحزبي الضيق
الحاجة في المغرب اليوم، لكن في مغرب الغد أي بعد خمس سنوات لبقاء هاته الأحزاب قائمة، ولبقائها أقوى مما هي عليه اليوم، ولن يربح لا ابن كيران ولا البلد ككل الرهان إذا ماتم المزيد من الإضعاف لهاته الأحزاب اليوم.
هل سينتصر العقل في التشكيل الحكومي، وفي تحالفات الساعة الدائرة في كل مكان، ونعيد المغاربة الذين ذهب قسط منهم قسرا إلى صناديق الاقتراع ولم تذهب الغالبية – لا لأنها استجابت لنداء العدل والإحسان والنهج الديمقراطي المضحك بمقاطعة الانتخابات – ولكن لأنها تحس أن لعبة اللاعقل التي تتحكم في عديد الأشياء السياسية في الوطن لا تعنيها، ولا تشجعها على بعض من الانخراط في العملية ككل ؟
هذا السؤال مطروح بقوة اليوم، وسيطرح علينا غدا، والأمل هو أن نكون قد أعددنا له مايكفي من عناصر الإجابة لئلا نواصل على نفس المسار ونجد أنفسنا ختاما أمام استحالة الرد على أي كان مهما كان سؤاله بسيطا وبديهيا