وفي المرة المقبلة، ياباريس، ويابيروت
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

وفي المرة المقبلة، ياباريس، ويابيروت !

المغرب اليوم -

وفي المرة المقبلة، ياباريس، ويابيروت

المختار الغزيوي

وفي المرة المقبلة، يا باريس، سندخل الباتاكلان قصدا ومباشرة. لن يهمنا نوع العرض الفني الذي سيقام فيه ليلتها. سندخل، وسنرقص وسنغني وسنحتفي بالحياة، ولن نغادر إلا مع أول آيات الصباح.

وفي المرة المقبلة يابيروت سنذهب إلى شارع الحمراء، سنغازل الصبايا الجميلات، سنقول لهن إنهن رائعات وأننا قادمون من بعيد البعيد لكي نرى جمالهن، فلم كل هذا الصد ولم كل هذا الهجران؟

وفي المرة المقبلة ياباريس، سنسائل فولتير في قلب شارعه الذي احتضن كل هذا الهراء «تراك لا زلت على نفس الاقتناع أنه من الضروري السماح لمن يخالفونك الرأي بالحديث؟». سيبتسم وهو القادم من عصر الأنوار إلى عصر الظلام هذا الذي نحن فيه سيرتشف من الكأس القديم رشفته وسيحدثنا عن السيد المسيح، وعن دريفوس، عن النازية بعده، عن فلسطين اليوم، وعن كل ماشاهد ومالم يشاهده في الإصحاحين القديم والحديث.

وفي المرة القادمة يابيروت سنذهب إلى برج البراجنة، هناك في الضاحية الجنوبية، سنرقب مقهى الشيشة التي تعرفنا عليها ذات زيارة عابرة للجميلة المسماة بيروت، سنقول لها « ألازال ممكنا أن ندخن فيك الشيشة ونحن نضحك أيتها الصبية؟».

وفي المرة القادمة ياباريس سنذهب إلى البرج الشهير، ذلك الذي أقفلته داعش رفقة اللوفر وديزني وبقية الأنحاء مباشرة بعدما وقع الذي وقع. ألباريس معنى وكل مقاهيها مقفلة وكل متاحفها مقفلة وكل معارضها مقفلة وكل قاعات حفلاتها مقفلة؟ باريس التي علمتنا معنى الانفتاح يقفلها إرهابي جبان يطلق النار على العزل وهم ينصتون للموسيقى أو وهم يشاهدون مباراة ودية في كرة القدم؟

وفي المرة المقبلة يابيروت سننزل حتى الكورنيش الطويل لك ياست الدنيا. سنأكل صيادية السمك على الطريقة اللبنانية، سنتعشى في الفور سيزونس مثل الأثرياء الطارئين، ثم سنسأل أصدقاءنا المسيحيين «أي الأماكن أفضل للسهر حتى يبزغ من النهار نهاره، وحتى يبدو لنا الديك أسدا؟» سيضحكون وسيقولون لنا «هيا بنا» وسنذهب معهم.

وفي المرة المقبلة ياباريس لن ننسى أن نذرع الشوارع كلها جيئة وذهابا. نحن الذين نكره شوبينغ أغنياء الأزمة الغبي، سندخل كل محل لوحده بالساعات، سنبقى هناك طويلا وسنشتري كل شيء ولا شيء، فقط من أجل الذكرى. فقط من أجل التشفي في هؤلاء الذين يعتقدون أنهم قتلوك وأنهم قادرون على الفناء

وفي المرة المقبلة يابيروت، سنذهب إلى المكتبات العتيقة قرب البرج العتيق، سنشتري كتبا كثيرة والجرائد والمجلات فقط لكي نزعج الدواعش لأنهم لايستطيعون القراءة ولا يقدرون. سنسائل جبرا عن السفينة، سنقول لإيليا إننا نبتسم رغم التجهم وسنحاكي العظماء الذين قالوا الكلام الأدبي الكثير ثم رحلوا تاركينه لك ياجميلة الجميلات.

وفي المرة القادمة ياباريس لن ننسى الجلوس قرب المدفأة القديمة. سننادي مادلين لكي تصب لنا المزيد من قهوتها الدافئة اللذيذة عقب ليالي السهر. سنقول للعزيز ميشيل إنه لايستطيع مجاراتنا نحن العرب في الأقداح والدنان وليالي الانتصار على النوم وسنمني الشقر المنبهرين بنا بأن يصلوا يوما إلى كل هذا العنفوان الأسمر حين سيزورون مراكش ذات شتاء.

وفي المرة المقبلة يابيروت سنقول لك شعرا، أنت التي لا تستحقين أن تكوني مجرد عربية لأنك أكبر من هؤلاء التتار. سنقول لك كل الحب، وكل الألم أنك وجدت نفسك في المكان الخطأ وفي الزمان الخطأ ملزمة بأن تحملي كل عقد المحيطين بك من غير القادرين على الحياة.

أي مرة ؟ وأي مقبلة؟ كنا نتمنى لكما الوفاء بكل هاته العهود، لكننا نعرف أننا وفي المرة المقبلة ياباريس، حين سندخل محطة  «سان لازار» سنلتفت يمينا ويسارا، خائفين من مجنون يصرخ فينا “الله أكبر” قبل أن يبدأ في إطلاق الرصاص. تماما مثلما نعرف أننا وفي المرة المقبلة يابيروت لن نسهر في مقاهيك. سنزورك خلسة متخفين، وسنغادر في أول طائرة خوفا من كل هذا الموت، ومن كل هذا الفناء.

بيروت، باريس، أيتها الجميلتان. عذرا. في هذا المكان اليوم القبح يحكم، وهو لايستطيع رؤية الجمال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وفي المرة المقبلة، ياباريس، ويابيروت وفي المرة المقبلة، ياباريس، ويابيروت



GMT 18:56 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تحت البحر

GMT 18:53 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب الطامح إلى دور شبه ديكتاتور!

GMT 18:50 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

لا سامح الله من أغلق ملفات الفساد

GMT 18:47 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

انتصرنا!

GMT 18:46 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الفكر السياسي سيرورات لا مجرّد نقائض

GMT 18:41 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

«إنت بتفهم في السياسة أكتر من الخواجه؟!»

GMT 18:39 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس ترمب؟!

GMT 18:36 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

المواصلات العامة (3)

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 13:18 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

نصائح خاصة بـ"يكورات" غرف المعيشة العائلية

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 14:44 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

48 مليار دولار لبريطانيا من تجارة العقار العالمية

GMT 05:22 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

«بلانات شباط» و«بلانات الشينوا» (2/2)

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 05:34 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بن زايد يبحث مع عبد الرازق تعزيز العلاقات الثنائية

GMT 21:40 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

طنجة من أفضل 10 مدن عالمية للسكن بعد سن التقاعد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib