كذبة المغرب للجميع
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

كذبة المغرب للجميع

المغرب اليوم -

كذبة المغرب للجميع

بقلم : نور الدين مفتاح

حتى وإن كانت وصفات البنك الدولي تثير الريبة لما ارتبطت به في ذاكرتنا من رهنه لمصالح الشعوب لصالح القوى المتحكمة فيه، فإن تحليلاته لا تكون دائما مجانبة للصواب. أليس هذا البنك الدولي هو الذي شخص وضعية المغرب في تقرير كشفه الراحل الحسن الثاني وأصبح يعرف بـ "السكتة القلبية"!

سبب هذا الحديث هو صدور وثيقة عن هذه المؤسسة الدولية هذا الأسبوع تفكك بعض الجوانب الاقتصادية والاجتماعية في مغرب اليوم، وسنقتطف منها بعض الأجزاء لنقف على هذا الواقع المخيف الذي يحيط بنا ولا تميط عنه اللثام حكومتنا الموقرة.

يقول التقرير إن المجهود الاستثماري للمغرب منذ سنة 2000 ضخم ويصل إلى ثلث الناتج الداخلي الخام، ولكن مردوده على المستوى التنموي يبقى ضعيفا، فمثلا تركيا وكولومبيا استطاعتا أن تحققا نموا كبيرا باستثمارات أقل، والسبب؟ إن المغرب اختار الاستثمار في البنيات التحتية، ونتائجها تكون على المدى البعيد، وكان على المملكة -حسب البنك الدولي- أن تستلهم نموذج سيول التي اختارت الاستثمار في الصادرات والتعليم، والنتيجة أنها واحدة من أقوى الاقتصادات في العالم.

وبدون مواربة، يضع البنك الدولي يده على التعليم كمفتاح لهذا التعثر التنموي الذي تعرفه المملكة، أي الاستثمار في الإنسان. وبعد تشخيص مفزع لواقع التعليم في المغرب، الذي يلخصه في كون التلاميذ المغاربة يحتلون الرتبة الأخيرة على الصعيد العالمي في مستوى القراءة مثلا، يصل إلى النقطة الأخطر، وهي أن النظام التعليمي لدينا هو الأكثر تفاوتا في العالم، لأنه يقسم البلاد إلى مملكتين، حيث يعيش تلاميذ المدرسة العمومية في عالم وتلاميذ التعليم الخصوصي في عالم آخر، وهذا هو الطريق المخالف تماما للتجارب التي نجحت في التقدم برأسمالها البشري، ويورد منها التقرير كوريا الجنوبية وسنغافورة وفنلندا، حيث حسمت في تكريس تعليم ابتدائي جيد ومعمم في مدرسة عمومية واحدة.

لنلاحظ اليوم كيف أننا مازلنا نجتر قضايا كان يجب الحسم معها قبل عقود، خصوصا أنها لا تكلف لا مليونا ولا مليارا كإصلاحات، ومنها الدمقرطة، وهذه الديموقراطية المنتظرة ليست ترفا، ولكنها وسيلة لتحديد الأولويات، وهنا يمكن أن نطرح السؤال البديهي في هذا السياق: من حدد أن يكون الاستثمار في البنية التحتية له أولوية على الاستثمار في البشر؟ الجواب نعرفه. ولماذا يبقى إصلاح التعليم، الذي تم تخريبه في سنوات الرصاص، لأسباب سياسية محضة، يراوح مكانه إلى اليوم، ولا يبدو أن الغد سيكون أحسن ونحن نعيش واحدة من المغربات، خرج فيها رجل تقنوقراطي من دواليب وزارة الداخلية إلى وزارة التربية مباشرة؟ ولماذا يتم شغل المغاربة بمواثيق التربية والتكوين وبالمجالس والبرامج لمدرسة عمومية لا يلتفت إليها أولئك الموكول لهم إصلاحها، بل إنهم يحتقرونها، وأبناؤهم بعيدون عن خرابها، وجزء من هذه النخبة الحاكمة يحتقر حتى لغة الدستور، ويدفع في النقاش العمومي بقضايا للمزيد من تهشيم المهشم من مثل التضاد بين العربية والدارجة، في الوقت الذي يوجد أبناء هؤلاء وأولئك في مدارس البعثات والجامعات الخاصة؟

وحتى هذه الإصلاحات التي تشغل الحزب الأغلبي ومن معه في الحكومة، وتقدم على أساس أنها إنجازات باهرة، تبقى مضحكة بالمقارنة مع هذا الزلزال الهيكلي الذي يهز أركان البلاد، وهو التجهيل الذي ينتج عنه التفقير للبلد وللطبقات الشعبية، فهل سننتظر فتاة محرومة من قسم في حي شعبي حتى تكبر وتصبح مطلقة أو أرملة فقيرة لنسلمها صدقة هي من منجزات الحكومة؟ أو هل ننتظر أن نرفع ثمن البوطاغاز إلى 120 درهما ونسلم لأسرة من الفقراء وضحايا المدرسة العمومية 1000 درهم في الشهر لنعتبر أن المشكل تم حلّه؟

لو بدأنا منذ 20 سنة في إصلاح المدرسة العمومية، وكنا في وطن واحد متكافئين في الفرص، لما احتجنا لصدقات الحكومة! ولكن، إذا كان التأسف على ما فات بدون جدوى، فالتأسف على الآتي، وعربونه ظاهر من اليوم يدمي القلب، فلا نحن عرفنا الديموقراطية، وكم نظرنا كالسذج للانتقال وموازين القوى وهلم واقعيات مضنية، ولا نحن لمسنا التنمية، ولا أحسسنا حتى بالكرامة في الوطن عندما ترى أولاد "لفشوش" يبصقون على الضعفاء وكأنهم متطفلون عليهم في بيوت آبائهم.

إنها كذبة كبرى أن يكون المغرب هو مغرب الجميع. إننا في واحد من أكبر بلدان العالم من حيث الفوارق الاجتماعية  والطبقية واللسنية  والقيمية، فالسواد الأعظم منا عليه أن يشحت من الأقلية، فهل هذا هو الاستثناء المغربي؟

إنني أشك في أن هناك أصلا نية في إصلاح هذا التعليم ليصبح مستوى ابن فاطنة في مدرسة الدوار مثل مستوى ابن كذا في ليسي ديكارت، أشك وكم من شك، هو كاليقين.

المصدر : جريدة الأيام 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كذبة المغرب للجميع كذبة المغرب للجميع



GMT 13:17 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ثلث المغاربة لا يفتخرون بمغربيتهم..لماذا؟

GMT 05:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 00:36 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

في هجاء الريسوني

GMT 04:55 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

قراءة في طلاق ملكي

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 21:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة ناسي تثير التساؤلات قبل مواجهة الرجاء

GMT 21:48 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبين مغاربة ضمن لائحة الأفارقة الأعلى أجرا في العالم

GMT 23:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيليان مبابي وصل للقاع بعد إهداره ركلة جزاء أمام بيلباو

GMT 22:13 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مونزا متذيل ترتيب الدوري الإيطالي يقيل مدربه نيستا

GMT 01:25 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جافي لاعب برشلونة الإسباني يعترض على أداء ليفاندوفسكي

GMT 00:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُعلن أن المحيطون براشفورد يتخذون قرارات خاطئة

GMT 23:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

يو إف سي تُعلن عن نزالات بطاقة الرياض رسمياً

GMT 20:33 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib