جلالة الملك، توفيق بوعشرين وحرب الثروة
مقـ.تل 6 سائحين في لاوس في حالات تسمم جماعي بمادة الميثانول الجيش الإسرائيلي يُصدر الأوامر بالإخلاء للمستوطنين والنازحين في عدة مناطق شمال قطاع غزة الأمن العراقي يُعلن احباط مخطط إرهابي خطير في محافظة كركوك استهدف اغتيال عدد من الشخصيات أمنية ومواقع حكومية تأجيل تشييع جنازة الملحن المصري محمد رحيم للمرة الثانية ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية
أخر الأخبار

جلالة الملك، توفيق بوعشرين وحرب الثروة

المغرب اليوم -

جلالة الملك، توفيق بوعشرين وحرب الثروة

بقلم - نور الدين مفتاح

أسبوع حزين بكل ما في الكلمة من معنى. والبداية بالوعكة الصحية التي ألمت بعاهل البلاد الملك محمد السادس، بحيث اضطر لإجراء عملية جراحية غير معقدة لضبط دقات القلب، وكانت الصورة العائلية التي تم تعميمها بشكل غير رسمي جد معبرة، بحيث بدا فيها كل أفراد الأسرة -باستثناء الأميرة للاسلمى- بدون بروتكول والملك على سريره كأي مريض، وهي بالتأكيد أجرأ صورة في تاريخ الملوك العلويين تصل إلى حدود إظهار الملك وهو على فراش المستشفى. إن الذات الملكية في التقاليد المرعية لها ضوابط بين حال شخص الملك وصورته في المخيال العام، إلا أن هذا تكسر بنوع من التدرج إلى أن وصل إلى هذه الصورة التي ستدخل إلى التاريخ. فحمداً لله على السلامة جلالة الملك، وبالشفاء العاجل إن شاء الله.

أما المسألة الثانية، فهي القنبلة التي تفجرت في الوسط الإعلامي المغربي في قضية توفيق بوعشرين، مالك مجموعة "ميديا 21" المصدرة ليومية "أخبار اليوم" وموقعي "اليوم 24" و"سلطانة". ومنذ مداهمة مقر يوميته مساء الجمعة الماضي، وإلى غاية صدور البلاغ المزلزل للوكيل العام للملك حول متابعته في حالة اعتقال من أجل جنايات تتمحور كلها حول جرائم جنسية، أقيمت المحاكمات وصدرت  الأحكام على رأس كل ساعة سواء من طرف الذين كانوا معه أو الذين كانوا ضده، وهكذا أدينت الأجهزة منذ الساعة الاولى للاعتقال وصدر الحكم باستهداف حرية "الصحافة"في المغرب، وفي المقابل تم التشفي في الرجل وإدانته وهو ما يزال لم يكسب حينها حتى صفة المتهم بعد! والذي غاب في هذه القضية، التي ستكون بالفعل "قضيّة القرن" كما قال أحد محاميي بوعشرين، هو التريث والاحتكام إلى صوت العقل ببناء الأحكام على الوقائع التي لا يعرف كل حقيقتها لحد الآن أحد،وحتى  عندما قرر  الوكيل العام للملك متابعته توفيق بوعشرين بتهم ثقيلة، منها الاتجار بالبشر والاغتصاب وتسجيل 51 فيديو لتوثيق ممارسات جنسية مفترضة، فإنه في عرف القانون وأمام القاضي لا يصبح محضر الإتهام إلا بيانا وليس حكما ، ولا يحكم القاضي إلا حسب ما يدور أمامه في الجلسة. ولهذا، وحتى يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وكذا حتى نكون نزهاء فكريا ومنصفين مع أنفسنا قبل غيرنا، وكي نعرف من هو الضحية في هذا الملف ومن هو الجاني، لابد أن نستند إلى الوقائع التي ستعرض على المحكمة ابتداء من 8 مارس القادم، وكل ما جرى خلال أطوار الإحضار أو الاستنطاق أو التكييف أو الشهود أو وسائل الإثبات المادية سيكون محط دفوعات شكلية تعقبها استنطافات ومواجهات ومرافعات في الجوهر، وحينها ستنجلي حقيقة مع من يجب أن نتضامن، وكل هذا مشروط بضمانات المحاكمة العادلة. ومع احترامي لكل الآراء، أظن أن كل اندفاع في هذا الاتجاه أو ذاك هو وضع للعربة أمام الحصان.

وأما عن الملف الثالث، فإنه يتعلق  بوافعتين مقلقتين تلقيناهما باندهاش في ما يتعلق بقضية وحدتنا الترابية.  فمن جنوب إفريقيا، قررت المحكمة العليا هناك في 23 فبراير الماضي مصادرة شحنة باخرة الفوسفاط المغربية المقدرة بـ 50 ألف طن، بدعوى أنها مستخرجة من أراضي لا سيادة لبلادنا عليها! وكأن قضاء جنوب إفريقيا أصبح محكمة دولية تقرر في نزاع معروض على الأمم المتحدة!

 

وفي 27 فبراير أصدرت محكمة العدل الأوربية قرارا بخصوص اتفاقية الصيد البحري المزمع توقيعها بين الاتحاد الأوربي والمغرب بأن هذا الاتفاق لا ينطبق على الصحراء!

 

وبغض النظر عن حجم الأضرار المباشرة التي يمكن أن تمس المغرب من مثل هذه القرارات، كالإغلاق العملي للطريق البحري الذي يمر عبر جنوب إفريقيا في وجه المنتجات المغربية، أو تهديد مداخيل الصيد البحري التي لا تتجاوز بالنسبة للمغرب 36 مليون أورو، فإن السؤال الأهم هو لماذا في الوقت الذي يحقق المغرب على الأرض تحولا هائلا في المقاربة التدبيرية للثروات الطبيعية بالأقاليم الجنوبية، نجده يتعثر دوليا في ملف ثروات الصحراء الذي أخذته البوليساريو منذ 2010 كرأس حربة في معاركها ضد المغرب؟ لماذا في الوقت الذي يخصص المغرب 140 مليار درهم لأكبر مشروع تنموي في تاريخه خاص بالجنوب، نجده يراكم الأحكام التي تعتبره فاقدا لشرعية استغلال ثروات الصحراء؟

 

إن المغرب لن يتضرر أكثر من إسبانيا مثلا إذا لم يتم إبرام اتفاق الصيد البحري، ولا المغرب محتاج لفوسفاط الصحراء، بحيث إن احتياطيه من فوسبوكراع لا يتجاوز 1,6٪ من الاحتياطي الوطني، وإنه منذ 1975 لم يصل التوازن المالي لشركة الفوسفاط بالصحراء إلا سنة 2008، وإن كل ما يستخرج من هناك تصرف أضعافه في الصحراء، وهلمّ حججا ومرتكزات وحقائق يصاب إزاءها الإنسان بالغبن وهو يرى هذا المآل لبعض القضايا التي يقفز خصومنا فرحاً بانتصارات قزمية بها. صحيح أن المغرب في صحرائه وأن سيادته عليها ليست للمساومة، ولكن لابد للمسؤولين عن الملف من أن يستيقظوا، وأنا أحيلهم على الحوار العميق للأستاذ ادريس الكراوي، الأمين العام للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، لكي لا يرتكنوا إلى ارتياح ذاتي زائف أو يعلقوا تقصيرهم على شماعات متهالكة. إن التشخيص موجود، والوصفة جاهزة، فهل من منفذ قوي  ومحارب جسور كفء؟ والله لا أدري، ولكن من خلال ما جرى في الاتحاد الإفريقي في قمة أديس أبابا الأخيرة، وما جرى في جنوب إفريقيا وبالمحكمة الأوربية، أعتقد أن وضع نقطة استفسار أو استنفار أصبح ضروريا، والغريب أن لا أحد من المكلفين بالملف، وعلى رأسهم السيد وزير الخارجية ناصر بوريطة، يكلف نفسه حتى عناء الخضوع لمساءلة الرأي العام، وهذا قلناه قبل أسابيع ونعيده اليوم، فلعل التكرار يساهم في وقف تثاؤب من هم مسؤولون عن مواجهة الأخطار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جلالة الملك، توفيق بوعشرين وحرب الثروة جلالة الملك، توفيق بوعشرين وحرب الثروة



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:41 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

إكس" توقف حساب المرشد الإيراني خامنئي بعد منشور بالعبرية

GMT 02:37 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الأسهم الأوروبية تنهي تداولات الأسبوع على انخفاض طفيف

GMT 03:49 2024 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

كيف يمكن إحلال 40 مليار دولار واردات سنوية من مجموعة بريكس

GMT 21:29 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

الدولار عند أعلى مستوى في شهرين ونصف والين يتراجع

GMT 01:10 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بعض دول الـ«بريكس» لها مؤشرات اقتصادية عالية

GMT 02:26 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع الاحتياطي النقدي المصري 279% في 10 سنوات

GMT 02:41 2016 الأحد ,07 شباط / فبراير

دبي تطلق مشروع أكبر مكتبة في العالم العربي

GMT 03:05 2019 الخميس ,21 شباط / فبراير

ساندي تُبدي سعادتها بدورها في فيلم "عيش حياتك"

GMT 00:30 2018 الثلاثاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عبد الحق الخيام يلقي نظرة الوداع على والدته

GMT 15:43 2015 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار سيارة بيجو 301 في المغرب

GMT 02:03 2017 الإثنين ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بالوتيلي يقود نيس للفوز على ديغون ومهدد بعقوبة مشددة

GMT 17:36 2024 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

بسمة وهبة تتعرض لهجوم حاد بعد حضورها عزاء والدة لطيفة

GMT 14:13 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

داري يُنقل إلى مصحة خاصة لتشخيص إصابته
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib