البيجيدي فاز و البام اكتسح و البقية بين مغبون و منهار

البيجيدي فاز و البام اكتسح و البقية بين مغبون و منهار

المغرب اليوم -

البيجيدي فاز و البام اكتسح و البقية بين مغبون و منهار

بقلم : نور الدين مفتاح

نتائج انتخابات السابع من أكتوبر تحمل فعلا نهاية فيلم هيتشكوكي متقن الحبكة و عالي الضغط في سلم التشويق، فالمتوقع حصل بدون طعم المتوقع و غير المتوقع حصل بمرارة غير المتوقع وما بين الفوز و عدم الفوز خيط رقيق كخيط بيت العنكبوت.

فالعدالة و التنمية هو حزب تيار العصر في العالم الإسلامي في هذا الزمن، وهو حزب الاكتساح المنتظر ولكنه بقي في حدوده المرسومة، و أصبح مجرد احتلاله للمرتبة الأولى هو الانتصار بالنظر لما جرى من توجسات و استيهامات و ملابسات مخيفة خلال مجريات التهيئ لهذه الانتخابات. لقد انتصر صحيح،  لكنه لم يفعل ذلك الفعل المدهش كما في الانتخابات الجماعية و الجهوية السابقة التي قام فيها فعلا بالإكتساح، و عموما وزنه اليوم متقارب عدديا مع وزن غريمه حزب الأصالة و المعاصرة الذي يقوده إلياس العماري.

أما البام، فهو فعليا لم يصل إلى حرث الأرض من تحت أقدام إخوان بنكيران و فشل في إزاحة الإسلاميين من الحكومة، و لكنه بالمقابل حقق ما يمكن أن نصفه بالاكتساح بحيث ضاعف عدد مقاعده بأكثر من 100 بالمائة و أصبح القوة الثانية عدديا في البرلمان، و دخل إلى التاريخ كأول حزب معارض يتوفر على أكثر من 25 بالمائة من مقاعد مجلس النواب، و كرس ما درج الإعلام على وصفه بالتقاطبية الثنائية حزبيا في البلاد، و تجنب الموت المحقق لو كانت نتيجته ضعيفة، وهو مرشح لأن يكتسب رويدا رويدا شرعية تدريجية تبعده عما يسميه المتتبعون ب "خطيئة الولادة".

 و بعد القطبين اللذين كان منافسوهما يتهكمون على قطبيتهما، سنجد حزب الإستقلال بعيدا عن كوكبة القيادة  و قد فقد خمس مقاعده البرلمانية تقريبا في استمرار لحصد نتائج الإستراتيجية الكارثية لزعيمه الجديد حميد شباط و عدم وضوح تموقعه و أخطائه الإستراتيجية التي قهرت آلته الانتخابية القوية ممثلة في مفتشيه الإقليميين، و قد تكون هذه الانتخابات ربما بداية نهاية تاريخ قوة  ما سمي بأحزاب الحركة الوطنية.
 
الأحرار و الحركة الشعبية ذاقوا من نفس كأس التراجع بحيث صب صنبور زبنائهم  المعتادين في صهريج البام و حان وقت العد العكسي لظهورهم خصوصا مع مشاكل الحركة  الشعبية التي سيغادرها لا محالة العنصر ولا خليفة له مجمع عليه.
 
و كما كان متوقعا انهار الاتحاد الاشتراكي وفقد رسميا ما يناهز نصف مقاعده وتساوى تقريبا مع الاتحاد الدستوري و هو مال دراماتيكي لحزب وطني كتب جزءا من تاريخ المغرب المستقل وجنى عليه أبناؤه الذين ساعدوا النظام في زمن مضى على تكسير عظام من كان ممثلا للقوات الشعبية.
 
تقهقر التقدم و الاشتراكية كان بمثابة المفاجئة المتوقعة و الفاجعة الداخلية التي ستقلب على نبيل بنعبد الله مواجع اختياراته، فاندفاع الأمين العام لحزب الشيوعيين المغاربة القدامى كان أكبر من حجمه الميداني و ارتهانه الكامل للعدالة و التنمية جعل منه نسخة فضل الناس التصويت على أصلها و هو حزب ابن كيران.
 
و في الأخير هناك فيدرالية اليسار ووجه نبيلة منيب الصبوح الذي ظهر في الأخير أن ما سمي بالطريق الثالث لم يكن إلا ظاهرة في عالم افتراضي لا علاقة له بالعالم الحقيقي، فلم يحصل هذا التجمع اليساري إلا على مقعدين يتيمين رغم تغطيته و لأول مرة ل 97 في المائة من الدوائر الانتخابية فيما كان المرجح أن يحصل على الأقل على فريق برلماني.
 
إن هذه اللوحة التي لا تعكس عموما التوجهات الحقيقية للمغاربة ما دام  لم يشارك في الاقتراع إلا أكثر من 20 في المائة ممن لهم حق التصويت، ستفضي إلى يوم قيامة اخر و هو يوم انطلاق تشكيل التحالف الحكومي و سيكون لا محالة قطعة من جحيم إذا عين الملك السيد عبد الله ابن كيران رئيسا للحكومة.     

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيجيدي فاز و البام اكتسح و البقية بين مغبون و منهار البيجيدي فاز و البام اكتسح و البقية بين مغبون و منهار



GMT 13:17 2019 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ثلث المغاربة لا يفتخرون بمغربيتهم..لماذا؟

GMT 05:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 03:32 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

تأملات على هامش ستينية الاتحاد الاشتراكي

GMT 00:36 2019 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

في هجاء الريسوني

GMT 04:55 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

قراءة في طلاق ملكي

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 00:09 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

كوبل مغربي تركي يخطف الأنظار على " إنستغرام "

GMT 16:10 2023 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط ينخفض مجدداً مع تغلب مخاوف الطلب على شح الإمدادات

GMT 18:22 2020 السبت ,22 آب / أغسطس

طريقة تحضير معطر جو طبيعي في المنزل

GMT 22:16 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 16:50 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

MBC مصر تعرض الجزء الأول من "كابتن أنوش" ابتداءً من الخميس

GMT 02:18 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سميرة الكيلاني تقدم وصفة طبيعية لعلاج الإنفلونزا والرشح

GMT 12:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

جنسيس تعمل على تطوير GT فارهة ثنائية الأبواب

GMT 17:46 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

سيلين ديون تودع مع أطفالها ومحبيها زوجها رينيه انجليل

GMT 07:02 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

شركة "فيراري" تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة

GMT 04:05 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"مطعم صبري" في الجيزة علامة لحياة طلاب جامعة القاهرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib