هكذا رسم الملك محمد السادس الخطوط الحمراء لقضية الصحراء
سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023 توقف مؤقت للعمليات في مطار قازان الروسي إثر هجوم أوكراني ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا المكتب الحكومي لدولة فلسطين تعلن احصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 440
أخر الأخبار

هكذا رسم الملك محمد السادس الخطوط الحمراء لقضية الصحراء

المغرب اليوم -

هكذا رسم الملك محمد السادس الخطوط الحمراء لقضية الصحراء

بقلم - نور الدين مفتاح

الذين انتظروا مساء الإثنين الفائت خطابا ملكيا مزلزلا لم يظفروا بمرادهم، لقد قطع محمد السادس سلسلة الخطب الساخنة التي انطلقت منذ عيد العرش، ليلقي في عيد المسيرة الخضراء خطابا هادئا ولكنه صارم، وحتى وإن كان يوحي بأنه لا يحبل بجديد، فإن الجدّة تكمن في رسم الملعب المغربي تجاه لاعبين جدد في المنتظم الأممي، هما الأمين العام الجديد السيد أنطونيو غوتيريس ومبعوثه الشخصي للصحراء السيد هورست كولر، وإشهار أربع لاءات حتى لا تكون هناك أوهام في التعاطي مع هذا الملف، وحتى يشهد الجميع على أن الموقف المغربي هو موقف ثابت علني، سيكون من المؤسف أن نكرر إزاءه سوء تفاهم قد يعيد ما جرى لنا مع الأمين العام الأممي السابق بان كي مون ومبعوثه الشخصي كريستوفر روس.
 
اللاء الأولى، وهي المبتدأ والمنتهى، تتلخص في كلمات واضحة، وهي لا لأي حل لقضية الصحراء خارج السيادة المغربية ومبادرة الحكم الذاتي، وهذه النقطة تم التعبير عنها في الخطاب نفسه بطريقة أقوى حين قال محمد السادس: "الصحراء كانت وستظل مغربية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها مهما كلفنا ذلك من تضحيات"، إذن فكل ما تم الترويج له كتنازلات مفترضة بعد دخول المغرب إلى الاتحاد الإفريقي وجلوسه إلى جانب الجمهورية الصحراوية المعلنة من طرف واحد، أو أن رسائل العودة إلى المنتظم الإفريقي تضمنت خريطة منقوصة للمغرب، هو مجرد مناورات، وما سبق للمبعوث الخاص السيد كريستوفر روس أن قدمه في آخر أيام مهمته كحل كونفدرالي هو مضيعة للوقت والجهد، والورقة الوحيدة التي يقدم المغرب في المفاوضات هي الحكم الذاتي الذي يمكن في إطاره مناقشة الزيادة أو النقصان، ما دام الأمر يتعلق بالمفاوضات داخل مربع السيادة لا خارجه.
 
أما اللاء الثانية، فهي ألا تتملص الجزائر من مسؤوليتها  في إيجاد مخرج من المأزق الذي وضعت فيه المنطقة، ما دامت هي التي افتعلت هذا النزاع وهي التي تغذيه لحد الآن، ولذلك يقول الملك إن المشكل ليس في الوصول إلى حل ولكن في المسار الذي يؤدي إليه، وهذا المسار لا معرقل له إلا الجزائر.
 
أما اللاء الثالثة فتفيد باستبعاد أي هيئة أخرى غير مجلس الأمن من الانكباب على الملف، باعتباره الهيئة الدولية الوحيدة المكلفة برعاية مسار التسوية، وواضح بجلاء أن هذا يعني أولا عدم شرعية تدخل الاتحاد الإفريقي في الموضوع، ويؤشر على أن معركة المغرب داخل المنتظم الإفريقي ستسير في هذا الاتجاه، أي أن ينكب الاتحاد على القضايا الجامعة المنتجة بدل القضايا المفرقة، وأن يترك نزاع الصحراء لأعلى هيئة أممية، وهي مجلس الأمن.
 
ولا يقف الأمر عند هذه الحدود، بل يتجاوزها إلى رفض المغرب حشر اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار في الموضوع، حيث إنها منذ تسجيل القضية لديها عندما كانت الصحراء مستعمرة إسبانية لم تخرج من جدول أعمالها على الرغم من أنها عادت إلى المغرب، وحتى إن كانت قضية متنازعا عليها، فإنها لا يمكن أن توصم إلى حدود اليوم بأنها قضية تصفية استعمار.
 
ومن هنا ربط الملك منطقيا هذه اللاء الثالثة بالرابعة التي قال عنها بوضوح: "الرفض القاطع لأي تجاوز، أو محاولة للمس بالحقوق المشروعة للمغرب، وبمصالحه العليا، ولأي مقترحات متجاوزة، للانحراف بمسار التسوية عن المرجعيات المعتمدة، أو إقحام مواضيع أخرى تتم معالجتها من طرف المؤسسات المختصة".
 
إن مجلس الأمن الدولي لا يتحدث في مرجعياته عن استعمار مغربي مفترض للصحراء، وإنما عن نزاع لابد له من حل سياسي بتوافق أطراف هذا النزاع، كما أن مجلس الأمن مرتبط بخطة التسوية المنبثقة عن اتفاق 1991، ولكنه أيضا مرتبط بما تلاها، وبتقريره استحالة ترجمة تقرير المصير إلى استفتاء، وبالحكم الذاتي الذي نصت عليه كل قرارات هذا المجلس منذ 7 سنوات خلت، ومفهوم أن يكون الموضوع الذي سبب أكبر أزمة بين الرباط والأمين العام الأممي السابق، لدرجة أن المغرب اضطر إلى تقليص بعثة المينورسو وقطع المساهمة في تمويلها هو نعت هذا الأخير للمغرب بالدولة المحتلة! كما لا يمكن في إطار متصل أن نتحدث عن توسيع صلاحيات المينورسو مثلا لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، والسبب واضح، وهو أن شأن حقوق الإنسان هو شأن وطني وله مؤسسات مستقلة تتابعه، وأن من يطالب به دوافعه سياسية وليست حقوقية، وأن شرعية الذي يطالب لا تؤهله لطلبه لأنه يرفض لحد الآن مجرد إحصاء "اللاجئين" في المخيمات، فما بالك بالسماح بمراقبة حقوق الإنسان فيها.
 
إن هذا التحديد المتجدد لرقعة المفاوضات بخصوص الصحراء موجه بالأساس للجزائر، التي تعتقد أن التمادي في جرجرة القضية في الأركان الأربعة للكرة الأرضية سيزعزع الموقف المغربي، وهو موجه ثانيا لقيادة البوليساريو حتى لا تظل نائمة ومنومة المواطنين في المخيمات في الأوهام، وموجة للإدارة الأمريكية الجديدة أيضا، على الرغم من أن دونالد ترامب يقدم صورة غير المهتم بمثل هذه القضية الثانوية بالنسبة لإدارته، وموجه لموريطانيا وللاتحاد الإفريقي وللقيادة الأممية الجديدة، مع إرفاق الرسالة بأسماء أخرى هي لإسبانيا التي ستقرأها بلغة أخرى هذه المرة مع ما جرى لها في إقليم كاطالونيا، ولفرنسا الثابتة على موقفها الداعم للمغرب مهما اتجهت رياح الانتخابات يمينا أو يساراً أو خارجهما.
 
إنها رسالة تطمين للمغاربة وللصحراويين الذين ينتظرون حركة أكبر على المستوى التنموي والثقافي، فلا يجب أن يأخذنا الثبات على الموقف إلى التثاؤب، وهذا دور الجميع من القمة إلى آخر منتخب في الأقاليم الجنوبية، فالقضية محتاجة دائما لليقظة والتعبئة، لأننا لم نربح بعد سيادتنا كاملة أمميا على الرغم من أنها مربوحة بحكم الواقع والاقتناع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هكذا رسم الملك محمد السادس الخطوط الحمراء لقضية الصحراء هكذا رسم الملك محمد السادس الخطوط الحمراء لقضية الصحراء



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 16:06 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

منتجات لم يشفع لها الذكاء الاصطناعي في 2024

GMT 08:33 2017 الأربعاء ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الطقس و الحالة الجوية في تيفلت

GMT 00:40 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

حطب التدفئة يُسبب كارثة لأستاذين في أزيلال

GMT 05:45 2017 الأحد ,31 كانون الأول / ديسمبر

بنغلاديش تعتزم إعادة 100 ألف مسلم روهينغي إلى ميانمار

GMT 07:34 2017 الثلاثاء ,26 كانون الأول / ديسمبر

نادال يُنهي 2017 في صدارة تصنيف لاعبي التنس المحترفين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib