قراءة في طلاق ملكي
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

قراءة في طلاق ملكي

المغرب اليوم -

قراءة في طلاق ملكي

بقلم - نور الدين مفتاح

عندما كان الملك محمد السادس يقود ثورته التواصلية من داخل التقاليد المخزنية المعقدة، كان يترك للآخرين جزءا من التكييف والمواكبة في إطار تقدير مهني صعب.

فحين أعلن عن خطوبته من للا سلمى في 2002، كان مستشارو الملك يجتمعون ببضعة صحافيين في المشور السعيد للتداول معهم في كيفية إعلان الحدث، وكان ضمنهم أزولاي وبنيعيش وغيرهما، انتظرنا صورة للا سلمى لساعات، وعندما وصلت، كيفها كل واحد كما قدر. وفي "الأيام" نشرنا الصورة التاريخية لحدث غير مسبوق مع عنوان جريء: "ملكة المغرب".

بالطبع ليست في تقاليد المغرب ملكة ولا امرأة لتحمل مسؤولية الملك، إلا أن الحماس دفع إلى اختيار التضخيم المناسب لجرأة ملك شاب في قطع بعض الأوردة العتيقة للتصور المخزني للحياة الخاصة للجالس على العرش.

وسار الملك في رسم حدود الانفتاح في حياته الأسرية، وظل الهم طيلة عشرين سنة هو الحرص على تواجد الملك الحاكم والملك الإنسان، وتم استغلال الثورة التكنولوجية الجديدة بذكاء، وأصبحت تظهر صور الملك وهو بلباس شبابي متحرر متجاورة مع صوره وهو بجلباب أمير المؤمنين، وأصبحت زوجة الملك جزءا من المجال العمومي بشكلها الذي يتماشى مع مرأة مغرب الألفية الثانية ولباسها المتحرر، وانتهى إلى غير رجعة عهد الزوجات "السريات" للملوك العلويين.

خلال هذا التحول التواصلي وقع بطبيعة الحال الاحتكاك في أكثر من مرة مع الصحافة الوطنية والدولية، وفي مناسبتين اثنتين أصاب هذا الاحتكاك "الأيام" بمحاكمة حول "حريم القصر" في 2005 وتحقيق بوليسي منهك حول صورة أم الملك في 2009، وكان هذا جزءا من كلفة التحول، لأن كل جديد لابد له من مخاض لترسم له الحدود.

إن المعادلة الصعبة بين الحق في الحياة الخاصة وحق المغاربة في معرفة أخبار عائلتهم الملكية على غرار باقي الشعوب المتقدمة مع ملوكها وملكاتها هي التي ما تزال تدبر إلى اليوم على حبل دقيق، وسيستمر هذا الأمر بين الإقدام والتأني، إلا أن الاتجاه سيكون نحو مزيد من الانفتاح، لأن ما قام به الملك بخصوص حياته الخاصة في علاقتها مع الرأي العام لا رجعة فيه.

من هنا يمكن فهم الكيفية التي دبر بها القصر موضوعا من أكثر المواضيع حساسية، وهو نهاية الزواج الملكي.

لقد تواصل القصر بالرموز، وفي بداية العام 2018 بمصحة باريسية، حيث أجرى محمد السادس عملية جراحية على القلب خرجت صورة ضاجة بالرسائل، الأولى هي أنه لأول مرة توزع صورة ملك على فراش المرض، وكان السائد أن الملك قوي دائما ولا يمكن أن يتقاسم لحظات ضعفه مع العموم لأنها تمس بهيبة العرش، والثانية هي غياب للا سلمى، وبالتالي كان على الجميع أن يستنتج ويفهم دون الحاجة للكلمات.

وخلال عام ونصف العام غابت الأميرة "أم سميت سيدي" عن الفضاء العمومي وتناسلت الأخبار، فيها المسرّب وفيها المخمن وفيها المبالغ فيه، إلا أن القصر لم يتدخل، ونحن في "الأيام" كتبنا مرات عن الموضوع وتساءلنا وشاركنا قراءنا قدر المستطاع تخميناتهم وربما حيرتهم، وفي النهاية كان يجب أن تبقى المبادرة في يد صاحب الشأن وهو الملك، الذي يجتهد بدوره في تدبير نفس المعادلة الصعبة ما بين الحياة الخاصة كمِلْك لأصحابها وحق المواطنين في معرفة أخبار عائلته الملكية.

وجاءت الفرصة، وأعطى السياق مناسبة من ذهب لرفع الإحراج، والمساعدة على سلاسة الإخراج وبدون صدمة، للإعلان عن طلاق الملك والأميرة للا سلمى بشكل عرضي، في إطار الرد على صحيفة "غالا" التي جنح بها الخيال لدرجة أن شبهت بين الأميرة للا سلمى وما جرى لزوجة محمد بن راشد حين هربت إلى لندن. كان الادعاء قاسيا، وكان الرد من طرف  محام من الوزن الثقيل، الفرنسي دوبون موريتي، ولكن كلمة واحدة في هذا الرد جعلت البيان يضرب بالفعل عصفورين بحجر واحد، وأصبح خبر الفراق الملكي مؤكدا دون الحاجة إلى إصدار بلاغ رسمي من الديوان الملكي، وحتى في هذا الحدث غير المفرح بطبيعة الحال، كأي طلاق، كان هناك درج آخر في مصعد تكسير الطابوهات، وكانت هناك جرأة غير مسبوقة في لي عنق جزء من التقاليد المخزنية العتيقة.

إذا كان الملك قد سجل سبق إعلان زواجه وكشف زوجته والعيش في إطار أسرة مغربية مع زوجة واحدة، فإن حدث الطلاق يصير عاديا، فكما خرق محمد السادس عادة سرية الزواج لدى الملوك المغاربة، فإنه كسر أيضا عادة عدم الطلاق أو سريته.

وإذا كان الطلاق هو أبغض الحلال عند الله، فقد طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، والفقراء والأغنياء والحكام والقادة قد يتفاهمون وقد يختلفون مع شركاء حياتهم، والحل المنسجم مع تكريم الإنسان هو إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، ومن هذه الزاوية يعتبر طلاق الملك، والإعلان عن ذلك، واستمرار الأميرة في العيش ببلادها بجانب ابنيها وهي تصرف يوميات حياتها العادية، كما يلتقطها بين الفينة والأخرى المواطنون، حجرة أخرى في هذا البنيان الذي تجاوز إلى غير رجعة جدار التقديس ليعلي من سور الملك الإنسان، أبا وزوجا وأخا، يفرح ويحزن، يقف ويتعثر، ولكنه يحاول في خصوصياته أن يكون له الحق في أن يكون مغربيا كباقي المغاربة، وفي وظيفته الدستورية أن يكون ملكا يقود المغرب نحو انتقال ديموقراطي وتنموي منشود.

من كان يتصور يوما في المملكة المغربية أن يكون هناك في نفس البلد ملك وزوجته السابقة التي هي أم ولي العهد، والأبناء يعيشون بشكل طبيعي كأي أسرة، في أمان وحرية؟ إنها المملكة المغربية الثانية، والبقية تأتي.

هذا المقال يعبر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة في طلاق ملكي قراءة في طلاق ملكي



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib