عروش تحت رحمة أمريكا
منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة
أخر الأخبار

عروش تحت رحمة أمريكا

المغرب اليوم -

عروش تحت رحمة أمريكا

بقلم - نور الدين مفتاح

ليس تسونامي الأخبار التي أصبحت تربطنا بما يجري هو الذي غير العالم، ولكن العالم بالفعل تغير ويتغير بشكل رهيب. فمن كان يتصور أن يصل رئيس أمريكي إلى حدود تقريع ملك العربية السعودية، والجهر بذلك، وتكراره أمام ملايير الناس الذين يتابعون الأحداث في مختلف وسائل التواصل؟ من كان يتخيل أن يقول ترامب في تجمع انتخابي حاشد بولاية ميسيسيبي: "قلت للملك نحن نحميك، وربما لا تتمكن من البقاء لأسبوعين في الحكم من دون جيشنا، لذلك عليك أن تدفع".

إنه ترامب الذي احتفت به المملكة العربية السعودية بعيد انتخابه، وقدمت له ما يفوق 400 مليار دولار كصفقة خلال زيارته للرياض، ورغم ذلك لم يقنع التاجر ترامب بالمبلغ وظل يطلب المزيد، لأنه يعرف تفاصيل ما لا نعرف منه إلا العناوين، ولأنه يعرف أنه يستأسد على أسرة حاكمة فقط وليس على شعب أبي.

إن الدول اليوم لا تقاس بغناها أو بحجمها، ولكن بديموقراطيتها، ولو أن الحكم في دولة ما كان منبثقا من الشعب ما كان لرئيس أكبر دولة أن يتجرأ على الحاكم كرمز لسيادة الأمة، ولكن عندما تبني الأنظمة شرعيتها على الحماية الخارجية والقمع، فإن المآل واضح الآن، أي أنها ستدخل إلى حلقة جهنمية من المساومات وسيكلفها بقاؤها في الحكم ثروة البلاد وهلاك العباد.

إن دونالد ترامب آلة تعرية دولية لم يشهد لها التاريخ مثيلا، فهو لا يتحدث عن القيم ولكن عن الثمن، ولا يخجل من أن يجهر بأن أمريكا تحمي الاستبداد بمقابل، ولهذا فإنه عجل بالإنهاء مع ما تبقى لهذا العالم العربي من نخوة شكلية، وأوجع السعودية، القوة الإقليمية الجديدة بعد أفول الربيع العربي، وهي قبلة المسلمين، ومرغ أنفها في التراب، وحتى نحن الذين نبعد بثمانية آلاف كيلومتر عن الحجاز وصلنا نصيبنا من العار والإحساس بالاستصغار. والذنب ليس ذنب ترامب، ولكن ذنب الاستبداد وإهدار الثروة وشراء البقاء في الحكم.

هل خرج أحد في السعودية إلى الشارع احتجاجا على إهانة ترامب للملك سلمان بن عبد العزيز؟ هل خرج أحد للتظاهر في أي عاصمة عربية للتنديد بالتطاول على بلاد الحرمين الشريفين؟ هل أصلا تجشم أحد عناء الرد على ترامب؟

كيف سيفعل الناس هذا والمعنيون مباشرة سبق أن وزعوا على وسائل إعلامهم خبر المكالمة الهاتفية بين الملك والرئيس، وهو يقول إنهما تباحثا العلاقات الثنائية الممتازة وعبرا عن تطابق وجهات النظر! قبل أن يفضح ترامب المستور، ليسجل في تاريخ العلاقات بين بلدين أكثر المكالمات إهانة لرئيس دولة تعمم على الجمهور.

كيف سيرد الناس وولي العهد محمد بن سلمان عندما خرج للرد قال: "أحب العمل مع ترامب، تعرفون، يجب أن تتقبلوا أن أي صديق سيقول أموراً جيدة وأخرى سيئة"، هذا هو أول ولي عهد من غير الأبناء المباشرين للملك عبد العزيز، والذي قاد انقلابا داخل العائلة الملكية من أجل ما اعتبره مشروعا إصلاحيا في المملكة الجامدة.

هذا هو الرجل الذي صال وجال وقاد الحرب في اليمن وفي سوريا، واحتجز رئيس الوزراء اللبناني في الرياض، وسجن كبار أثرياء المملكة حتى دفعوا، واحتجز الرئيس الفلسطيني أيضا، وراح يدبر تسوية مهينة مع إسرائيل حول القضية الفلسطينية إكراما للإدارة الأمريكية الجديدة، هذا هو الرجل الذي يرد اليوم بهذه الوداعة على ترامب، ليزكي ما قاله من أن العرش أصبح مشدودا إلى حماية البيت الأبيض أكثر منه إلى شرعية شعب البيت الحرام.

الرد الصادم الآخر على ترامب كان عبارة عن اختفاء ملغز للصحافي السعودي جمال خاشقجي، الذي دخل القنصلية السعودية بتركيا ولم يظهر، وحتى وإن كانت التحقيقات الصعبة تجري على قدم وساق، فإن رائحة الاختفاء القسري أو الاغتيال واردة جدا، والمتهم الرئيس لحد الآن في الأرجاء الأربعة للعالم هو المملكة العربية السعودية، فخاشقجي ذهب للحصول على وثائق إدارية من القنصلية بأمريكا حيث يقيم من أجل الزواج من امرأة تركية وقيل له إن عليه التوجه إلى تركيا، وعندما دخل إلى القنصلية هناك وترك خطيبته تنتظره لم يخرج إلى حدود كتابة هذه السطور، والسعوديون يقولون إنه خرج، ومعطيات تسير في اتجاه دخول 15 سعوديا لتنفيذ مهمة تصفيته، والمشكل أن الكاميرات التي كانت ستحسم في الموضوع قالت السلطات السعودية إنها موجودة بالقنصلية ولكنها لا تصور! وهو شيء لا يتصور.

هذه هي قبلتنا اليوم التي قد تكون خيبتنا. السعودية متهمة بواحدة من أكبر عمليات الاغتيال السياسي في نفس الوقت الذي يعرف العالم أن عائلة آل سعود وقعت عقد حماية وستدفع أكثر للبقاء في الحكم. إنها نهاية هذا العالم العربي التي لو تخيلها في الخمسينيات أو الستينيات أكثر المتشائمين لما كانت بهذه البشاعة وبهذه الوضاعة. فالصمت رجاء! إنهم هناك يقتلون وهنالك يدفعون!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عروش تحت رحمة أمريكا عروش تحت رحمة أمريكا



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 14:26 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مولودية الجزائر تتأهل لثمن نهائي كأس محمد السادس للأبطال

GMT 08:48 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

عبايات سعودية ولفات حجاب جديدة للسمراوات

GMT 19:38 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

محمد مديحي مدربا للمغرب الرياضي الفاسي

GMT 11:20 2015 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

مزاعم بشأن إخفاء صورة امرأة أخرى تحت لوحة الموناليزا

GMT 12:20 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

علماء يكشفون كيفية تدفئة البطاريق نفسها
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib