الأمازيغ المضطهدون في المملكة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

الأمازيغ المضطهدون في المملكة

المغرب اليوم -

الأمازيغ المضطهدون في المملكة

بقلم - نور الدين مفتاح

بماذا يمكن لهذا الإنسان الذي يقطن في هذه الرقعة الجغرافية الممتدة من طنجة إلى الكويرة أن يصف هويته؟ سؤال بديهي حد التفاهة ولكنه مخيف حين تقلب أوراقه المخادعة. نحن مغاربة، فهل تامغرابيت هوية. أعتقد أنه مع الدولة الوطنية لم يعد هناك مفر من أولوية الارتباط بالوطن. إنه أكثر من انتماء جغرافي، ولكنه ارتباط وجداني يتطور مع الزمن ليخلق لحمة خاصة بين المواطنين في إطار العيش المشترك، ويتوج كل هذا بتعاقدات، منها المكتوب كالدستور، ومنها المعيش، ويلعب فيه الثقافي بمفهومه الواسع الأدوار الكبرى من التاريخ إلى الفكر إلى الطقوس والعادات إلى اللهجات إلى الطبخ إلى رائحة الأرض إلى الفنون… ويجمع كل هذا ليعطي هوية لإنسان في إطار رقعة جغرافية لها اسم كبلد.

ولكن موضوع الهوية ليس دائما مطروحا بهذه السلاسة، فقد أصبح قضية مجتمعية ثم سياسية بعدما كان قضية فلسفية، وطرحت قضايا المهاجرين في الغرب خصوصا والمواطنة في علاقتها بالانتماء الديني وكذا العرقي والبحث عن فضاءات أوسع من الدولة الوطنية من مثل الاتحاد الأوربي، وكلما زادت العولمة اتساعا زادت ألوان الخصوصية فقاعة، وهذا حصل عندنا في المغرب بشكل لا غبار عليه.

إن تعقد التركيبة المجتمعية في البلاد أدى إلى تطورات تاريخية حملت في كل مرة علامة على السطح، فإضافة إلى الانتماء إلى العالم الإسلامي المكرس منذ قرون، فإنه مع الموجة القومية مال المغرب مع بعده العربي أيضا، وفي خضم هذا كانت هناك مطالب ثقافية تقوت إلى أن فرضت نفسها  بوجوب الاعتراف بمكون أصيل كجزء أساسي من الهوية المغربية، وهو المكون الأمازيغي وهذا حق مفروغ منه ولا يتناطح عليه عنزان.

ولهذا سنجد أن دستور سنة 1996 الذي مهد للتناوب التوافقي لم يتجاوز  في تحديده للهوية المغربية كونها: "إسلامية ذات سيادة كاملة، لغتها الرسمية هي اللغة العربية، وهي جزء من المغرب العربي الكبير"، وشتان ما بين هذا التعريف وما جاء في دستور 2011 من أن "المملكة المغربية دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة  تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية -الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية".

إن هذا التحديد الهوياتي الجديد أكثر إنصافا من سابقه، وهو ليس تقريرا أدبيا لمن نكون أو اعترافاً بأجزاء كانت مغيبة من تركيبتنا فقط، ولكنه إقرار من المفروض أن تترتب عليه حقوق، وعموما المكتسبات المشروعة هي مسلسل دائم التطوير وليس محطة نهاية.

سبب كل هذه المقدمة الطلليّة هو ما ظل يحز في النفس منذ زمن من مظاهر الغلو الهوياتي  التي وصلت إلى درجات لا يصدقها عاقل، بحيث إن بعض الأمازيغاويين رموا في أقرب سلة مهملات كل ما أسلفنا وعادوا للحديث عن الاستعمار العربي لبلاد المغرب الأقصى! ونادوا جهارا بضرورة تصفية العرق العروبي الدخيل وبشرعية حكم الأمازيغ لأنفسهم في إطار دولة عرقية لها  علم وحدود وشعب، مع العلم أنه من المستحيل أن تجد حدوداً في دماء المغاربة بين ما هو عربي أو حساني أو أمازيغي أو غيره، ووصل الأمر ببعض هؤلاء إلى الحد الذي رفعوا فيه لافتات يطالبون فيها الأمم المتحدة بالتدخل لحماية الشعب الأصلي الأمازيغي من الأبارتايد العروبي، وهذا لعمري قمة الاستهتار ولعب بالنار.

والذي يزيد طين هذه الكوارث بلّة هو أن هناك توجها أمازيغيا -والحمد لله أنه محدود- أصبح يعادي القضية الفلسطينية لمجرد أنها جزء من العالم العربي، والكثير من التعليقات الطائشة في منصات التواصل الاجتماعي أصبحت تتحدث  عن "فلسطيز" بدل فلسطين (مع الاعتذار للقراء الكرام) وعما يسمونه بإيديولوجية "بول البعير" -أعزكم الله- نسبة إلى المشرق العربي، مع العلم أن الانتماء العربي في جزء من هوية المغاربة لا علاقة له بأنظمة دول الخليج أو بالانحطاط أو بأي شيء آخر، فيما القضية الفلسطينية هي قضية إنسانية وقضية احتلال وليست قضية عرق، ولكن لا تعمى الأبصار بل تعمى القلوب.

ولتعميق هذا الخبط والخلط لدى بعض الأمازيغ، تجاوزوا النكاية بفلسطين ليتحولوا إلى نصرة الصهاينة ودولة إسرائيل، وأصبحوا في هذا يلتقون مع من  كانوا يعتبرونهم أجداد مستعمريهم من بني هلال وبني سليم من المطبعين في المشرق العربي. وتوالت الزيارات للكيان الإسرائيلي والتنظير لها والافتخار بها، وسبق للسيد أحمد الدغرني الذي حاورناه في هذه الجريدة قبل أسبوعين أن قال لنا إن: "الأمازيغ يتفهمون حقوق اليهود في فلسطين"، ولنلاحظ أنه يتحدث بالمطلق باسم جميع الأمازيغ، وهذا تطاول وتجنٍّ، أما هو كأمازيغي فيمكن أن يعتقد ما شاء، بل إنه سبق أن تحدث عن أن "العلاقات الأمازيغية مع الجانب الإسرائيلي هي إحدى وسائل الدفاع عن النفس ضد الاستهداف الذي يتعرض له أمازيغ المنطقة المغاربية من بعض القوميين العرب ومن بعض المتطرفين الإسلاميين".

لنفترض جدلا أن هؤلاء الأمازيغ يتعرضون لما يسميه صاحبنا بالاستهداف، فهل يسوغ هذا وضع اليد في يد ملطخة بدماء الشهداء وبالمذابح والمجازر من أجل تأبيد احتلال أرض وطرد شعب كامل بشكل غير مسبوق في التاريخ؟ أما وأن الاستهداف مجرد أسطورة، فإن انحياز كمشة من الأفراد للظلم والعدوان هو وصمة عار في جبين هؤلاء المتحللين من كل القيم والمبادئ الإنسانية الكونية.

فكيف يكون الأمازيغ مضطهدين وجل المغاربة تجري في عروقهم دماء مختلطة لم نعد نميز فيها بين العربي والأمازيغي والحساني إلا  بالتقوى ومن التقوى عدم إيقاظ النعرات العرقية؟ كيف يكون الأمازيغ مستهدفين والملك عربي أمازيغي ورئيس حكومة المغرب أمازيغي، وواحد من أثقل وزرائها أمازيغي، وفي كل دواليب الدولة وفي الإدارة هناك جيوش من العرب والأمازيغ والحسانيين، وهم متعايشون ومعركتهم التي توحدهم هي معركة الديموقراطية والعدالة والاجتماعية؟

إن ما يدعو إليه بعض المتطرفين الأمازيغ من نقاوة العرق هو فكرة نازية أصلا، وحتى ولو كانت هذه الدعوة معزولة، فإنها لابد أن تقاوم لأنها تحاول إشعال فتيل الفتنة والنفخ في نار الفرقة في مملكة فسيفسائية، إذا ما ارتخت وشائجها فإننا سنكون أمام خطر الحرب الأهلية لا قدر الله. فهل يليق بأجدادنا الأمازيغ الأماجد أن يستعملوا كذريعة لتمزيق هذه البلاد إلى مماليك عرقية أو قبلية؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأمازيغ المضطهدون في المملكة الأمازيغ المضطهدون في المملكة



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 19:19 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما
المغرب اليوم - أسماء جلال وأسماء أبو اليزيد تتنافسان في الغناء والسينما

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 13:18 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

نصائح خاصة بـ"يكورات" غرف المعيشة العائلية

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 14:44 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

48 مليار دولار لبريطانيا من تجارة العقار العالمية

GMT 05:22 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

«بلانات شباط» و«بلانات الشينوا» (2/2)

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 05:34 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بن زايد يبحث مع عبد الرازق تعزيز العلاقات الثنائية

GMT 21:40 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

طنجة من أفضل 10 مدن عالمية للسكن بعد سن التقاعد

GMT 20:47 2020 الإثنين ,21 أيلول / سبتمبر

ماسك الخيار لتهدئة البشرة من الاحمرار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib