اليسار يحاول العودة الى الجنة 22
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

اليسار يحاول العودة الى الجنة 2/2

المغرب اليوم -

اليسار يحاول العودة الى الجنة 22

بقلم عبد الحميد الجماهري

«ترسب الصدأ في لساني مثل طعم الاختفاء…
لم أقبل قيمة أخرى سوى الاستحالة» انطونيو غامونيدا

لا يمكن لليسار أن يبحث عن جنته، بالأحرى أن يدخلها وهو … مسرنم، أي يمشي نائما!لا بد له من أن يلسع نفسه بمحاورة جادة:
حول القيم، 
حول السلوك، 
حول تبرجزه الضائع بين الطبقات: لا هو في نفير الثورة ولا هو في عير التسويات.
ولا بد له أيضا من أن يسمي الهزيمة هزيمة، بدون أن يبحث في طلاسم الدولة أو البوليس الايديولوجي عن مبرر يعفيه من حرقة الأسئلة:
لقد وجد اليسار نفسه ضائعا عندما تعمدت الدولة أن تلبس لبوسه، وأن تعلن انتماءها إلى قيم الحداثة التي صارع من أجلها، وعوض أن تترك له الحداثة الفكرية وتتولى هي السكة الأخرى من الطريق المفضي إلى المستقبل، أي الحداثة المادية، تولتها كليا واستقسمت معه جزءا من قيمه.
لقد عممت نفسها في فضائه في حين هو دخل خوصصة نفسه حتى ضاق وصار غريبا!
فعاد الحاضر ضيقا والطريق إلى المستقبل أيضا ضيقة، ولم يستطع هو أن ينتقل إلى الجيل الثاني من حداثة السؤال:أي الحريات الفردية وحرية المعتقد وحرية الإبداع، ونفى نفسه في الجاهز من مطالبه القديمة. 
وعوض أن يروض نفسه على الأسئلة الجديدة كان يروضها على أجوبته القديمة:
لم يسأل نفسه:أي دولة أمامي الآن، وكيف يصنع القرار فيها وما هي التيارات التي تتصارع داخلها وتمتد إلى المجتمع.
ولم يسأل نفسه:كيف تخلق الدولة ضدين من ذاتها لكي تملأ المشهد بعيدا عنه!!
اعتبر اليسار في عز القوة أن المفارقة لا دخل لها في مستقبله، والحال أن جحيمه السابق كان هو مرادف جنته في بلاده، ولما خرج من الجحيم اعتقد أن الجنة تفاصيل صغيرة في الحديقة الخلفية للدولة، واستهان بقدرة هذه الأخيرة على التجدد على حسابه.
بتوضيح مفارق للغاية:تعب اليسار من جحيمه ولم ينتبه الى أنه تعب أيضا من جنته!
بالرغم من أن الكثير من تناقضاته الثانوية حلتها دينامية التاريخ السوي، فتقلصت مع ذلك الفوارق في ميدان السياسة بين اليسار واليسار:فلم يعد بند الانتخابات مشكلة بعد أن التحق الجميع باستراتيجية النضال المؤسساتي، ولم تعد الملكية مشكلة، بعد أن تحقق الحد الأدنى من جدلية الفشل ، في أن يقضي النظام أو تقضي الملكية على اليسار أو يحاول هو تلك الاستحالة..
ولم تعد الفوارق كبيرة في القضية الوطنية، منذ أن تولى الفقيد الكبير ابراهام السرفاتي تطبيع المصالحة، بالرغم من تأويل التفاصيل المتجدد..
ولم تعد التموقعات النقابية مشكلة، منذ أن حلت الدعوية محل التنظيم الطبقي، وأصبحت النقابة جزءا من الحل في السياسة أكثر منها جزءا من الصراع الطبقي!
والموعد مع التاريخ لم يعد لمقعد واحد هو اليسار، بل أصبح موعد بمقعدين:لليسار ولخصمه الايديولوجي وشريكه الاجتماعي، الأصولية المناهضة للدولة الحديثة!
بل لقد كان هذا الخصم سببا تاريخيا ، بتسليم اليسار بإمارة المؤمنين، وأصبح يطالب بتفعيلها في تدبير الوعي الديني للمجتمع ، وفي تحديد فصل الدين عن السياسة، دون أن يصل الشك إلى فصل الدين عن الدولة!
ولم يعد الشعب جاهزا ليحمل نعشه في الطرقات، ولا جاهزا لكي يرفع الرايات الحمراء في صناديق الاقتراع، الشعب بدوره تقلص حتى عاد بلا رقبة:جزء كبير من شعب اليسار المبَطّق أو العامل، اختار بطالة لا تعبر عن نفسه سوى بالغضب، أو بالنفور ولا بالبديل لأشياء لا داعي لكي يخفيها اليسار عن نفسه فيعتبر أن القضية قضية مزاج نفسي لا غير.. !
لقد تعدد اليسار بدون تعدد حقيقي في اليسارية، بل إن مبررات التاريخ والايديولوجيا والسياسة التي كانت تعلل تعدده وتناقضاته، تكاد تختفي اليوم أكثر من السابق ولم يرسملها في جوار حقيقي يوسع دائرة التيار الديموقراطي الحداثي، بالرغم من وجوده في حياة البلاد وحياة الناس!
إن عقدين من غياب اليسار عن نفسه حولت استحالته إلى ذات! وأصبح يعيش استحالته، بالرغم من الجدوى الاجتماعية الفعلية القائمة إليها، كموقع اجتماعي!
كانت قيم اليسار:نكران الذات، والتفاني واستقلالية الروح والفكرة، والتضامن والرفاقية والأخوية هي دجاجته التي تبيض ذهبا، فاعتقد أنه إذا أكلها سيصبح الذهب كله في بطنه، والحال أنه التهم الدجاجة وأضاع البيض!
ليست القيم التي تعود الآن سوى جرس عليه أن يسمعه:وعليه أن يعيد التفكير في ما يدور في رأس السمكة، التي فكك ذات توهج أفكارها ،وعلمته أن ينغمس وسط الجماهير لأن الجماهير بحره، عليه أن يعيد التفكير في ما يدور في رأس النملة، التي علمته ذات يوم كيف يصعد الجبل..بالرغم من الصليب الثقيل على كتفيه..
وعليه أن يعيد التفكير في أسلافه، فلا أحد تنكر لأسلافه وبقي على قيد الحياة، وعليه أن يكف عن حَوَلِهِ الايديولوجي المضاعف:يريد أن يقتل الآباء فيقتل الأبناء أولا. فيصادر مستقبله في أن يصير أبًا ذات يوم!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اليسار يحاول العودة الى الجنة 22 اليسار يحاول العودة الى الجنة 22



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib