تعري يا جمهورية قلبي، تعري قليلا
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

تعري يا جمهورية قلبي، تعري قليلا!

المغرب اليوم -

تعري يا جمهورية قلبي، تعري قليلا

بقلم : عبد الحميد الجماهري

كان شارل دوغول لا يرى فرنسا إلا إذا كانت عظيمة، ويردد باستمرار بأن فرنسا «لا يمكن أن تكون فرنسا بدون عظمتها»!
ما الذي يبقى من عظمة الجمهورية عندما تلجأ إلى القوة لكي تنزع لباسا بحريا عن امرأة لا حول لها ولا قوة …سوى أنها اختارت لباسا مغايرا….
لقد منعت فرنسا البوركيني في الشواطئ ، وعلى رمالها البحرية.. ليكن!
فهل هذا مبرر لكي لا تشعر بقليل من الخجل وهي تفرض على السيدة نزع البوركيني، وتتعرى منه لكي تكون مقبولة؟
كان من الممكن مطالبتها بمغادرة المكان مثلا
كان من الممكن أن يتم تذكيرها بالقانون على أن تختار بين البقاء وبين الرحيل
بين مياه تنعشها وبيت يحرسها..
كان من الممكن كل شيء سوى أن تسقط فرنسا من أعلى جمهوريتها إلى بساط …العار!
أصابت الصحافة البريطانية عندما استلقت ملء سخريتها ، وهي تتحدث عن قانون يتحول إلى مهزلة، وعن علمانية تستند إلى ثلاثة رجال مسلحين ببدلاتهم القانونية، يقفون عند رأس امرأة وهي تنزع ريشها ، الفيروزي ريشة ريشة …. إرضاء لروح القديس روبيس بيير! 
لقد أصابت المناضلة الحقوقية سهام اسباغ وهي تكتب على التويتر« هل وصل الأمر إلى درجة نزع ثياب النساء في الشواطئ، لقد أصبحتم موضوع سخرية العالم».
المناضلة النسوانية الفرنسية كارولين دوهاس، والتي لا تحب النزعات المحافظة ، لم تستسغ الإنزال البوليسي لإنزال البوركيني، « أشعر بالعار الشديد «، كتبت تنتقد بلادها..
لنا أن نسأل مع بيير حسكي، الصحافي والكاتب، صاحب موقع الزنقة 89،:»هذه الإهانة أمام الملأ فوق شاطئ فرنسي، هل مفروض فيها أن تحمي الجمهورية؟»
ولنا أن نحاول الخروج من الذهول إلى غير قليل من التفكير الغاضب: لقد أرست فرنسا صورتها كبلاد تحمي الحريات، على أساس تعدديتها، لكن الجمهورية اليوم، بقيمها الجافة يبدو أنها تتنازل عن شرط الأخوة والإنسانية لفائدة القانون، ولو بطريقة … فيشي!
إن العلمانية، هنا، في مشهد امرأة محاطة برجال شرطة ينزعون لباسها، علمانية في وضع بئيس، وقد وضعت في يد البلداء ..!
تعري يا جمهورية قلبي تعري قليلا
تعري يا علمانية قلبي تعري قليلا..
لأعرف حقا إن كنت 
شمطاء أم جميلة
فهذا العنف الذي يصدر من الصورة يعكس في العمق عجز فرنسا عن .. مواجهة الإرهابيين الذين لا ملامح لهم قبل القتل
.. فهي تريد أن تخلط بين مظاهر التأسلم، والتي نرى نحن أنه مبالغ فيها من طرفنا ، وبين تربية الإرهاب:لو كانت فرنسا التي تعرضت للضربات الإرهابية الإجرامية، من طرف القتلة تستبق الإرهاب، لما وضعت كل هذا العنف في محاربة الحجاب!
إن فرنسا وهي تتحسس جسد لابسات البوركيني لا تُحرج المتطرفين ولا دعاة الحرب الحضارية، إنها في الواقع..تحرج ما تبقى من ديمقراطيين في العالم الإسلامي، وفي دول شمال إفريقيا بالخصوص!
قد تكون فرنسا قد نصبت الجمهورية قبل الديمقراطية، 
وتكون قد واجهت السؤال الذي طرحه ريجيس دوبري ذات يوم من 1995: هل أنت ديمقراطي أم جمهوري؟ فاختارت الجمهورية كمفهوم أعلى من الديمقراطية!
قد تكون قد جعلت اللباس البحري شكلا متقدما من أشكال العلمانية، لكن تلك الإهانة المنزوعة من أي قيم إنسانية لا تبث للعالم المتحضر بصلة!
يمكنها أن تعرف نفسها ككيان جمهوري بدون أن تتصرف ككيان ديمقراطي، إذا شاءت ذلك، لكن الحق في الكرامة يتجاوز اللبس بين الراية والقوة!
لهذا بدت السيدة ضعيفة، مهانة وبلا حول ولا قوة لها، سوى ما تركه هذا السلوك من شعور بالاشمئزاز في الأوساط الفرنسية ذاتها، وفي الأكثرعلمانية فيها!
هل تكفينا هذه المواساة؟
ربما ربما، لكني سأغني
تعري يا جمهورية قلبي تعري قليلا
حتى أعرف إن كنت حيا
أو قتيلا
لعل الجمهورية وهي تنزع ملابس البوركيني عن السيدة، كانت بدورها تتعرى من بعض أوراق التوت، لأن الأمر ليس فيه البوركيني من عدمه، بل فيه الإهانة
إلا الإهانة 
إلا الإهانة..
إلا الإهانة…

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعري يا جمهورية قلبي، تعري قليلا تعري يا جمهورية قلبي، تعري قليلا



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 06:31 2017 الثلاثاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

سيارة " X3" الأنجح في سلسلة منتجات "بي ام دبليو"

GMT 06:01 2020 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

"أولتراس الوداد" يطالب بدعم المدرب الجديد دوسابر

GMT 13:55 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

لاعب الجيش الملكي محمد كمال يعود بعد تعافيه من الإصابة

GMT 13:14 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

الكلاسيكية والعصرية تحت سقف قصر آدم ليفين

GMT 20:27 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

اتحاد السلة يقصي الحسيمة والكوكب من كأس العرش
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib