فوق عتبة القانون وتحت سقف الأخلاق 22

فوق عتبة القانون وتحت سقف الأخلاق! 2/2

المغرب اليوم -

فوق عتبة القانون وتحت سقف الأخلاق 22

بقلم : عبد الحميد الجماهري

من المحقق أن المحاكمة، بنية حسنة أو بسوء جوانية تمتد إلى الانتخابات، موجودة قبل الحادثة، ذلك أن الذين وضعوا الميزان الأخلاقوي في حدود السلوك اليومي، كانوا يضعون المحكمة بكامل أعضائها، بدون حضور محامي الدفاع…
حتى الحكم صادر منذ 14 قرنا، عندما يحينوننه باسم التجديد الديني..
لاشيء إذن جديد في القضية ويكفي لمن يريد أن يتابع مستجداتها أن يعود .. إلى قصة المسيح والزانية أو إلى قصة النبي عليه صلوات الله وسلامه والزانية..
هذا المشهد وقع منذ 14 قرنا، كان ينقصه البحر.. والفرقة الوطنية!
ما الجديد إذن ؟
قد يكون الجواب مني، وضع ما كتبه صلاح الوديع حرفيا بدون رتوش ، حيث لا اجتهاد مع النص ، وحيث الهامش الوحيد الذي يسمح به المجاز هو .. القصيدة. ومن يحب يستعيد كل عواطفه كاملة من حادثة الذنب الدينية. 
كتب صلاح الشاعر، بغير قليل مما يستحقه القلب:"رغم أن الشماتة تغري، فلن أنساق، كم من لعب بالكلمات يمكن للمرء أن يقوم به في هذه القصة، وكم من التصريحات السابقة التي تدين أصحابها موجودة بالجملة والمفرقة على اليوتوب وغيرها. لكنني لن أفعل.
بل فقط سأغتنمها فرصة كي أدافع عن الرأي الذي سبق أن دافعت عنه مرارا، ومؤخرا على الهواء بالمباشر التلفزي.
قلت في ذلك المباشر أن النفاق الاجتماعي القائم يجب أن ينتهي. وقلت أن العلاقات الرضائية قائمة اليوم في مختلف الأوساط. بل هي شائعة حتى في صفوف الإسلامويين بصيغ التوائية اسمها الزواج العرفي أو “زوجتك نفسي”… وقلت يجب أن يرتفع التجريم عن العلاقات الرضائية بين البالغين، ما عدا في حالة شكوى متضرر مباشر. ولم أكن أعتقد أن دفاعي هذا سوف يستفيد منه يوما ما، بعض من يناهضون الحريات الفردية.
واليوم أضيف أن تهمة الإخلال بالآداب العامة يجب أن تنتفي من قانوننا، لأن مجرد قبلة أو تماسك بالأيدي يمكن أن يؤدي بصاحبه أو صاحبته أو هما معا لغياهب الزنازين.
سأدافع مرة أخرى عن رأيي إذن، وإن كان من أعتبرهم خصوما إيديولوجيين وهم متابعون اليوم بتهم الخيانة والفساد، سيستفيدون من هذا الدفاع. ذلك أن ما يهمني بالأساس هو أن يتم التقدم في حل معضلات المجتمع لا أن أهزم خصومي سياسيا، في مقام الأولوية.
لن أغرز السكين في الجرح ولن أستغل لحظة اختلاء بين رجل وامرأة، لحظة فيها ربما بعض الحب أو كله.
ولو لم يكن الشخصان المعنيان داعيتين “إسلاميتين” بارزتين ما عرَّجتُ على الأمر حتى بدافع الفضول.
فقط أريد أن أعبر عن غضبي من التوتير الوجداني والشحن النفسي مع ما لهما من أثر وخيم على أجيال الشباب الذين تعرضوا للقصف الإيديولوجي من طرف هذين الشخصين سنين طوالا، ويتعرضون اليوم للإحباط المطلق بسبب ازدواجية السلوك والتناقض بين الخطاب والممارسة لدى من كانا إلى حدود السبت الماضي/السابعة صباحا، أيقونتين لا يأتيهما الباطل لا من أمامهما ولا من خلفهما.
هي لحظة كي ينفضح تجار الدين ومزدوجو الخطاب ومدَّعو احتكار الأخلاق والفضيلة باسم الإسلام، من أجل كسب مصالح دنيوية.
أما من سوف يصر على الشماتة، فقول السيد المسيح كاف للرد عليه: "من كان منكم بلا خطيئة فليرمهما بحجر…".
لكن ...
ثم لكن مرة ثانية مع حذف التردد، يفوق الموقف الانسجام المنطقي، القانوني، إنه يتعلق بحصول تعبير جسدي بشري عاطفي عن تناقض لم يعد يستسغه الوضع الراهن: بين القانون والعاطفة الدينية
بين الأوضاع الجديدة والحكم الأخلاقوي الضيق
لقد مالت بعض الدفوعات الشكلية إلى تحميل القانون مأزق العاطفة من قبيل القول: لو لم تمنع المدونة التعدد لما كانت الفاحشة.. والحال أن الفاحشة تحصل في قلب المعبد.. 
والجسد معبد الإنسان الحمدلي…( من الحمد لله)!
والعهد هو الترسانة الممتدة من بداية الحديث إلى نهاية البسملة..
والحادث اليوم أن مشكلة رجل دين وداعية مع امرأة دين ودعوة، تطرح نفسها أيضا على .. الحداثيين ، لكي يجدوا حلا بين الحرية وبين القانون
بين الدعوة وبين الحق..الخ.
يبقى أن معضلة ما يحدث اليوم، هو غير مسبوق لحركة دعوية تعمل في السياسة، (باستثناء ما وقع للعدل والإحسان فيما لم يسايره كثيرا عموم الناس ..نظرا لغياب شرط الانتخابات)، ليس فقط في انهيار النموذج السلوكي المتعالي، الشبيه بالتجرد المسيحي، بل في كون الثنائيات المستحدثة، بفعل الذهول في السياسة، غير مسبوقة بالمرة وهي امتحان عام على الملأ، لايجد فيه الدعوي والدعوية من دفاع، إلا ما أسسته العلمانية واليسار، أي العدوان!
لهذا أعجبت بتدوينة، لا نكاية فيها لأحد الفايسبوكيين العتاة يقول فيها ما معناه أن الحرية تأخذ شكلها النهائي عندما ندافع عنها مع من هو ضدها…!
إن النقاش، بعيدا عن الأجواء التي رافقت السجال المجتمعي حول القانون الجنائي، والذي تميز بالمواجهة الضحلة بين رئيس الحكومة وبين محمد الصبار، هو في العمق أحقية الدعوة في إعادة بناء المجتمع الذي لم يكتمل من الصحابة، هو كيف يتحقق للفكر الدعوي البعد التنسيبي في التاريخ ويستحضر حدود إعادة بناء الجمهورية الفاضلة..
هو كيف يستطيع أن يضمّن تفكيره بعدا لايوجد فيه هو : القانون!
القانون قبل الحدود
القانون
قبل الشريعة
القانون التأويل.. الخ!
وهذه هي المعضلة الكبرى التي تلخص المأزق الحقيقي، عندما ينتقل الداعية إلى مجال الحداثة.. في الحياة وليس في التفكير طبعا!
نعود للتركيز: هناك ثنائية القانون وأخلاق المسؤولية
هناك القانون وتأويل الشريعة
هناك ثنائية الحب والزنا 
‫…….‬
الخ
لا شيء يمنع الحب سوى الايديولوجيا والأعراف العابرة للقارات..
الحب يتسع للمتدينين ولغير المتدينين، لكن القانون لاشرطية فيه سوى الحق في المحاكمة العادلة..
لا شك أن كل شيء في القضايا التي أوردناها يغري بأن يكون بنحماد وفاطمة. والتحكم ثالثهما.. وفي هذه القضية لا بد من أن نحترس : وجود الشك في المتابعة لا يعني بأن شرطها المادي غير موجود، والخصم لا يربحنا لأنه يختلق الأشياء بل لأنه يستعملها وهي موجودة..
وتحوير القضية إلى حدودها البسيطة (الاستقالة والإقالة يفوت فرصة من ذهب لنقاش في العمق حول حدود الفهم الشريعاتي للحاضر، وحدود القانون مع الناموس الديني …)، ومن المفروض أن يسير النقاش الآن، وألا ينتظر واقعة أخرى ، ليس لواقعتها كاذبة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوق عتبة القانون وتحت سقف الأخلاق 22 فوق عتبة القانون وتحت سقف الأخلاق 22



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 17:57 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

«حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب
المغرب اليوم - «حزب الله» يوسع رقعة استهدافات صواريخه إلى تل أبيب

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 04:31 2017 الجمعة ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

قلة تناول "أوميغا 3" يؤدي إلى ضعف السلوك الاجتماعي

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

الذهب يلامس قمة جديدة والفضة عند أعلى مستوى في 12 عاما

GMT 06:11 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

تعرف على توقعات أحوال الطقس في طنجة السبت

GMT 15:38 2014 الإثنين ,08 كانون الأول / ديسمبر

فوائد الحلاوة الطحينية

GMT 06:15 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

شركات الأقمشة تطرح تصميماتها الرائعة من حرير "الدمسق"

GMT 18:40 2016 الثلاثاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

عمرو أديب يستضيف إسلام البحيري بعد العفو الرئاسي عنه

GMT 18:34 2016 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فلويد مايويذر يقوم بجولة يزور خلالها 8 مدن إنجليزية

GMT 19:41 2016 الخميس ,08 كانون الأول / ديسمبر

تسرّب الماء الصالح للشرب في مدينة بركان المغربية

GMT 03:47 2017 الخميس ,05 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان السادات تنفي تورط مبارك في اغتيال الرئيس الراحل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib