صديقي التهامي جبور أصدق موتك لكي لا أجن من الألم…
ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان الشرطة البريطانية تُغلق السفارة الأميركية فى لندن بعد انفجار طرد مشبوه عثر عليه بالمنطقة الجيش الإسرائيلي يُصدر أمراً بإخلاء 3 قرى في جنوب لبنان وانتقال السكان إلى شمال نهر الأولى الشرطة البرازيلية تتهم بشكل رسمي الرئيس السابق اليميني جاير بولسونارو بالتخطيط لقلب نتيجة انتخابات 2022 بالتعاون مع مؤيديه المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن ارتفاع عدد شهداء الغارة الإسرائيلية علي مدينة تدمر الي 92 شخصاً
أخر الأخبار

صديقي التهامي جبور أصدق موتك لكي لا أجن من الألم…

المغرب اليوم -

صديقي التهامي جبور أصدق موتك لكي لا أجن من الألم…

بقلم : عبد الحميد الجماهري

صديقي التهامي جبور وعدني بأنه سيعود إلينا قريبا، قال كلاما جميلا عن الحياة، وسخر من المرض وحذرنا منه ، نحن الذين جئنا لنزوره ونرفع من معنوياته، رفعنا إلى سماء بهية من الإشراق.
لا أحد مثله يجيد صناعة الضحك الذكي..
والضحك من الذات 
والضحك بلسانين
والضحك مع استعداد فطري للجدية عندما لا يكون الضحك سليما..
صديقي التهامي جبور، لم أر له صنوا إلا قلبي، طبعا.
.. ولم أر له شبيها سوى .. الحياة..
لهذا أستغرب فعلا أن يغادرنا و لا يلتفت إليها…
وأستغرب أنه وجد ألفة مع الموت حتى يسافر معها إلى حيث لا نوجد الآن..
..الرجل الذي أدخل إلى قاموسي اليومي العديد من العبارات، بل دخل إلى قاموسي الحميم، عندما أنادي ابنتي بتركيبة لغوية هو من كان يصدح بها في ساعات متأخرة من الليل، «آاآآآ لفنت». وعندما أسأله يضحك ملء عفويته ، إنها عند أهل الأطلس البسطاء كلمة تجمع بين «البنت والفن»..
هو الذي يحتفظ أيضا بالقاموس الذي يوشك أن يغيب من اليومي وينضحه جمالا وحرارة : الفسرة مثلا!
جبور الذي لم ينقصه الكثير لكي يصبح قديسا: الجدية، الصرامة الأخلاقية، الالتزام إلى أبعد نقطة من السخاء العاطفي، الصدق، الصراحة، الالتزام اليساري بصوفية غريبة عمن كان يحب الجدلية التاريخية، الوفاء.. آه الوفاء تلك القيمة التي يشهق بها كلما غابت..
الحب المدوي للأطلس والجذور البدوية العريقة، تلك التي تمتد في الأغاني، وفي الموسيقى وفي طقوس الفرح وفي الرقص..
هل يمكن رجل مثل هذا؟
هل أصدق بأنه فعلا قابل للوفاة، بالرغم من كل الحياة التي تسير جنبه كظله؟
أصدق لأنني بغير التصديق قد أتألم أكثر حين لا نجده حيث الموعد اليومي أو الأسبوعي..
صديقي التهامي جبور أصدق موتك لكي لا أجن من الألم…
ومع ذلك أنا محظوظ أكثر من العديد من الأصدقاء
محظوظ لأن صداقتي معك لم تبلغ مراتب صداقتك معهم..
أشعر بألمهم 
وأشعر بالسكين التي تمزق الأحشاء الآن
أشعر بآلاف السيوف التي تقطع القلب كما تشاء اللغة القديمة، إربا إربا..
محظوظ أنني لم أدمن صداقتك مثلهم.. 
الأصدقاء في حلقة الحياة الدافئة والصاخبة أحيانا كثيرة
في حلقة العناق المفقود..
سيكون علينا كلما التقينا أن نتجول بحزن عميق..
وأن نغالبه بأشيائه الفرحة..
سيكون علينا أن نروض الغياب، قليلا قليلا
بفصاحة الليل الأخيرة..
بالقهقهات
بخالي نناديه ولا يرد..
ونروض الغياب بمقعد فارغ بالقرب من النافذة،
تلك التي تحبها صيفا وشتاء..
علينا يا صديقي، أن نصدق الفراغ الذي يلف القلب مثل شرائط المومياء حتى لا نصدم ونحن نعود إليك بالفراغ الأخير، ألا نجد الفرح في مكانه، ينتظر بشغف رعاياه؟
لمن ستترك الحياة خلفك، وقد اعتادت جرعاتك من الضحك
والاحتفال 
والنزهة ؟
من سيتجول بها بين الحدائق والطاولات والأفكار الجريئة؟
ستجيبني ولا شك: تراراي ، تراراي..
قل جملتك ما قبل الأخيرة
لأن الأخيرة لا توجد عزيزي، كما تعرف جيدا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صديقي التهامي جبور أصدق موتك لكي لا أجن من الألم… صديقي التهامي جبور أصدق موتك لكي لا أجن من الألم…



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib