مأساة الحسيمةكلنا «مواطْحِنون» حتى يثبت العكس
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

مأساة الحسيمة:كلنا «مواطْحِنون» حتى يثبت العكس!

المغرب اليوم -

مأساة الحسيمةكلنا «مواطْحِنون» حتى يثبت العكس

بقلم : عبد الحميد الجماهري

اجتهدت الإدارة بالحسيمة للرد على الخطاب الملكي الذي وبخها، بعد أن طالبها بإعادة النظر في علاقتها بالمواطنين.
وكان الجواب واضحا لا غبار عليه: العلاقة الوحيدة الممكنة مع شعب المغرب هو ….الطحين!
اطحنوه، واطحنوا أهله و ابدأوا بأمه، هكذا صاح الرجل الإداري في وجه السائق الذي يسوق شاحنة الطحن العمومي…!
طحن مو!
قلبها تولي «مو…..طحن»
الاسم الجديد للمواطن!
المواطحن!
المواطحنون! 
المواطحونات!
بهكذا اشتقاق برعت الراقية أمينة الصيباري في تدوينة موفقة لها أمس..
أما في مقر الجريدة ،فلم تصدق السيدة الرقيقة صباح الأحد أثناء العمل، أن المقصود بالطحن هو المواطن محسن فكري رحمه لله تعالى وأسكنه فسيح جناته!
ذلك لأن خيالها الأنيق رفض بشكل قاطع أن يتصور سادية مثل هاته..
لم تصدق لأن أي قلب عفيف، ينبض في صدر إنسان لن يتصور بأن سادية المسؤول الإداري قد تصل إلى أن يطالب بطحن مواطن فقير، يفترش البحر من أجل لقمة عيش بسيطة..
وهو من شدة فقره تماهى مع السمك ، وأصبح بدوره سمكا قابلا للطحن.. في نظر المسؤول !
سيطحنوننا في حاويات الأزبال!
هكذا لا نكون شعبا مطحونا فقط، بل متسخا أيضا، 
شعب زبالة..
شعب نفايات….
شعب حثالة…
شعب غير مهيكل: ولا حل للاقتصاد غير المهيكل سوى طحن من يلجأ إليه..
يا الهي، هؤلاء فقراؤك، ألا يمكن أن يطحنوننا بطريقة نظيفة؟
ألا يمكن أن يحترموا فينا أخلاق الطحن…
وأخلاق الذبح؟..
حتى شاة العيد ينصحنا الحديث بألا نذبحها والأخرى تنظر إليها!
ألسنا في مرتبة خرفان لله في جباله العاليات وتحت سكاكين الغلاة؟
لقد سبق للعبد الضعيف إلى ربه أن كتب أن «الإدارة ليست موظفين جالسين يتداولان ثمن العدس بين كأسين .
بل هي الدولة وقد صارت جزءا من حياة الناس.. 
وهي الدولة وقد دخلت تفاصيل المجتمع وتراكبت معه..
بل نجد أن الإدارة لخصت في مراحل عديدة كل أعطاب الدولة الحديثة في المغرب.».
ولهذا سيكون إنصاف القتيل أن تقف أخطاؤها عند هذا الحد..
لست أدري لماذا تذكرت حكاية فظيعة، وقعت أيام تمرد الريف الدموي في 1958، أوردها ستيفان سميث، في كتابه «أوفقير، قدر مغربي».
تقول الحكاية: إبان ثورة الريف، تقدم أوفقير من ريفي كهل، وألقى عليه القبض، ثم وضع قنبلة في «قب» جلابته الخطابية، وتركه يهرب، وبعد خطوات انفجرت القنبلة …وانفجر أوفقير ضاحكا!
هذه القسوة، التي سكنت خيالي سنين طويلة، تعود ولا حربا تسبقها
ولا تمردا يسبقها
ولا حالة انحباس بين الدولة المركزية وبين أهل الريف
بل تسبقها وضعية إدارية استسلمت إلى الغش والفساد واحتقار الناس.
أي بالتلخيص المغربي: الحكرة!
تسبقها إرادة متغلغلة في مفاصل الإدارة المغربية، تريد أن تفصل المناطق الصعبة، والفقراء والبسطاء عن مصالحة وطنية، مجالية وحقوقية كبيرة صالحت المغاربة مع بعضهم ومع الدولة ، بعد صراع مرير..
يقول خطاب الملك أمام البرلمان: «إن إصلاح الإدارة يتطلب تغيير السلوكات والعقليات»..
وهو بحد ذاته برنامج متكامل، 
إذ يتطلب تغيير عقليات ترى المواطن «شيئا» قابلا للسلخ…
وقابلا للطحن…
مواطنا «كفتة» إلى إشعار آخر!
لم يخرج علينا وزير الداخلية ليصف الشهيد محسن فكري بأنه «شهيد شباضة»، على غرار الراحل إدريس البصري في تعليقه المخزي والمهين عقب أحداث الدار البيضاء 1981، عندما نعت عشرات الشهداء ومنهم أطفال سقطوا بالرصاص الحي، بأنهم «شهداء كوميرا»، لأن الإدارة المركزية تعلن انتماءها للعهد الجديد وللمفهوم الجديد للسلطة،
بل إن وزير الداخلية سيحل بالمدينة ليقدم العزاء
وينقل تأثر ملك البلاد بالحادثة
ويفتح التحقيق ، كما يجب..
ويفتح أيضا جرحا غائرا فينا …لكي ننظفه بماء المصالحة الفعلية
بين المواطنين الفقراء وإدارة بلادهم..
لكن لا شيء يمنع،مع ذلك، القلب والهشاشة الإنسانية فينا، من تصور درجة الاحتقار التي يحملها المسؤولون عن مأساة الشهيد محسن فكري..للمغاربة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مأساة الحسيمةكلنا «مواطْحِنون» حتى يثبت العكس مأساة الحسيمةكلنا «مواطْحِنون» حتى يثبت العكس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 13:18 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

نصائح خاصة بـ"يكورات" غرف المعيشة العائلية

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 14:44 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

48 مليار دولار لبريطانيا من تجارة العقار العالمية

GMT 05:22 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

«بلانات شباط» و«بلانات الشينوا» (2/2)

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 05:34 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بن زايد يبحث مع عبد الرازق تعزيز العلاقات الثنائية

GMT 21:40 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

طنجة من أفضل 10 مدن عالمية للسكن بعد سن التقاعد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib