لا خيال لنامع الثلجمعذرة
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

لا خيال لنامع الثلج..معذرة!

المغرب اليوم -

لا خيال لنامع الثلجمعذرة

بقلم : عبد الحميد الجماهري

انظروا جيدا في عيون هؤلاء الأطفال، أولئك الذين تلتقطهم كاميرا المصور 
وسط الثلوج
أو في أعالي الجبال ، 
بالقرب من صخور شحذتها الليالي العاصفية
الهوجاء
انظروا:لا ترون فيها سوى .. الحقيقة..
فمثل هؤلاء الأطفال 
لا خيال لهم مع الثلج…
إن عزلتهم
معروضة 
أمام أعين الناس
تلتقطها الكاميرا كما قد تلتقط تلا
أو نهرا
أو حجرا
تلتقط الكاميرا 
وآلات التصوير عزلتهم 
وتلتقط البرد..
البرد نفسه ترونه في الصورة، كما لا يحدث في أي مكان من العالم:
برد قابل للتصوير مثل موجة 
مثل شاطئ
مثل قمة في جبل
مثل سيارة
مثل خيمة من جليد..

قبل الكتاب
نفاجأ به عند الباب.. كبيرا
لا الحوش حوشا
ولا البئر بئرا
ولا الدلو هو الدلو..
علينا أن نقطعها في الوسط لكي نعرف العتبة الأخرى عند الباب..
يغمر كل شيء، وشجرة الزيتون الضخمة صارت بيضاء
لا ترى
تغيب الشجرة ويبقى اسمها..
هكذا نحبه ونحن نطل عليه من باب موارب، قريب من المدفأة التي تكومت قربها كل جثث الدار من الجد إلى الأخ الصغير..والأخت الصغرى..
عندما تبدأ المدرسة يبدأ التأفف من الثلج:ليته جاءني في الصيف، عندما نكون عطلة فنلهو به، كما لو نركب الفصول من جديد لنهرب من الجليد الذي يعض أصابعنا،
ويعض اللحم الطري تحت جلابيب رهيفة وشبه بالية
وأحذية تحمل منه البرد وتترك بياضه في الطريق الواسع إلى المدرسة..
نحمله معنا قبل الدخول المدرسي،
وندخل به القسم ونزيد من البرد: كما لو أننا نزيد فصلا آخر في الجليد..
القسم بلا مدفأة كما نرى في الصور الجميلة في القصص…
ولا شال أبيض: أحذية بلاستيك ، وأنوف حمراء وشاشيات من صوف تغطي الوجه بمخاطه الساخن!! 
ونحلم به أيضا، نريده أن يكون في المساء كي لا تتجمد أصابعنا ونكتب بخط سيء وتقع علينا المسطرة الخشبية أو عود الزيتون المرن حد الوجع..
لم يكن الثلج عتبة للخيال، بل للصقيع والخوف المدرسي والمسيرة الطويلة الطويلة إلى حيث لا أحد ، سوى كلاب تستعد ، باسم حقد لا نفهمه، لأن تمزق الجلابيب القصيرة فوق الركبتين..
يتقدم الشتاء 
ويغطي كل ما نعرفه: حقول القرية، الطريق المعبدة، ثم الحقول من جديد 
ثم الأشجار 
والجداول التي ذهبت بدون إنذار 
وخرجت من المشهد واكتفت بأشطر قليلة في الكتب المدرسية..
القباب نفسها لم تعد كما كانت
ونتقدم نحن خلف الشتاء ، بارتعاشات أجساد نحيفة..تسبقنا دعوات الأمهات
ويتبعنا نباح الكلاب، التي تزداد ضراوتها مع البرد..
الماء جامد تماما وقليل منه يتزاحم مع الجليد ليمر إلى الركبة التالية..
نحبه يوم الأربعاء:
لأن زحام السوق ينقص من أتعاب التلاميذ الذاهبين إلى المدرسة
وقد يوفر راحلة للنقل
ولا نحبه الخميس لأن قطعة الشكل تنده السوط 
الذي يزيد قسوة الثلج…
الثلج يوهمنا بدفء ليلا
لكنه في الصباح يرفع من درجات البرد 0 يعني يخفض من درجة الحرارة بالتقويم العلمي للحرارة(
انظروا إلى عزلتهم: إنها أمام أعين الناس
تلتقطها الكاميرا كما قد تلتقط تلا
أو نهرا
أو حجرا
تلتقط عزلتهم 
وتلتقط البرد، البرد نفسه ترونه في الصورة، كما لا يحدث في أي مكان من العالم:
برد قابل للتصوير مثل أية موجة 
مثل شاطئ
مثل قمة في جبل
مثل سيارة
مثل خيمة من جليد..
لا تعطوهم من كل الحضارة
سوى ما أعطته الطبيعة لجدهم الأول:صداقة الحطب..
ورقة شعاع من شمس
وتزيدهم عما كان لهم:فصول موزعة بالتقسيط بينهم
اتركوهم سيكبرون 
وسيحبون الهايكو 
وستكبر لهم أجنحة أيضا من خيال ليرونه أجمل، وليرون الغراب نفسه منسجما مع الثلج
وهو الذي عادة ما يكون قبيحا…

المصدر :صحيفة الاتحاد الإشتراكي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا خيال لنامع الثلجمعذرة لا خيال لنامع الثلجمعذرة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 13:18 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

نصائح خاصة بـ"يكورات" غرف المعيشة العائلية

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 14:44 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

48 مليار دولار لبريطانيا من تجارة العقار العالمية

GMT 05:22 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

«بلانات شباط» و«بلانات الشينوا» (2/2)

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 05:34 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بن زايد يبحث مع عبد الرازق تعزيز العلاقات الثنائية

GMT 21:40 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

طنجة من أفضل 10 مدن عالمية للسكن بعد سن التقاعد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib