الحرب الباردة تدخل زمنها الافتراضي
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

الحرب الباردة تدخل زمنها الافتراضي

المغرب اليوم -

الحرب الباردة تدخل زمنها الافتراضي

بقلم : عبد الحميد الجماهري

لمّا كان التاريخ يخضع للجدل المادي التاريخي، كان يتكرّر مرتين، يفضل الأولى تراجيديا والثانية كوميديا. ومنذ دخلت البشرية إلى شبكات المعلوماتيات، أصبح يتكرّر، افتراضياً. ولهذا عندما كان لا بد للحرب الباردة أن تعود مرة ثانية، كانت "افتراضية".

طبعاً ما هو في حكم الحرب الباردة الآن بين أمريكا وروسيا في عالم الافتراضي، لا يشكل انعكاساً ميكانيكياً لما يقع على واقع الاستراتيجيات التوترية.

بدأت الأمور بالانتخابات الأمريكية، أخيراً، واتهام الرئيس المغادر باراك أوباما القراصنة الروس بالتلاعب بالمعطيات الإلكترونية ضد مرشحة حزبه، هيلاري كلينتون. وانتهت بتساؤلات الصحافة الدولية، بصحفها ووكالاتها: هل تستكمل واشنطن التي فرضت عقوبات على موسكو لاتهامها بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية هذه الإجراءات بهجوم معلوماتي؟

وتشمل الإجراءات التي أعلنها الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قبل أقل من شهر على مغادرة البيت الأبيض، طرد 35 شخصاً اتهموا بأنهم عملاء استخبارات، وإغلاق مقرّين في شمال شرق الولايات المتحدة اعتبرا قاعدتين يستخدمهما هؤلاء العملاء. كما فرضت الولايات المتحدة عقوباتٍ اقتصاديةً على جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية (جي آر يو) وجهاز الأمن الفيدرالي (إف إس بي، كي جي بي سابقا)، وعلى أربعة مسؤولين في جهاز الاستخبارات العسكرية، بينهم رئيسه إيغور كوروبوف.

وحذّر الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته من أن بلاده ستتخذ تدابير أخرى للرد "في الوقت الذي نختاره"، بما في ذلك من خلال عمليات سرّية لن يتم إطلاع الرأي العام عليها.

نحن في قلب الحرب الباردة بكل ترسانتها الواقعية والنفسية والإلكترونية. توازن الرعب الذي ساد في النسخة الأولى كان ينبني على الرؤوس النووية، واليوم لم يعد يحتاج سوى إلى "الرؤوس فقط."

ولا يريد الأمريكيون أن يكون الروس أكثر ذكاءً منهم، أو أكثر قدرةً على استعمال أسلحة إلكترونية في توجيه الخيارات السياسية داخل البلاد.

في السابق، كان المجال الحيوي للحرب الباردة يدور في أركان العالم الذي تم تفصيله إلى شرق وغرب، بناء على تحديد المجال الجغرافي والسياسي المادي. واليوم، تدخل الحرب إلى عقر البيت الأبيض. ولهذا تكون العقوبات المادية والدبلوماسية مجرّد دليل على حربٍ أقوى، لا تُرى، وتتم في دهاليز الإنترنت.

ومن تعليقاتٍ أوردتها الصحافة الدولية ما قاله إيفان بتروتسكي ومايكل بوزنانسكي، وهما جامعيان أمريكيان متخصصان في السياسة الدولية والاستخبارات، من أن الهجمات المعلوماتية يمكن أن تستهدف أيضاً أجهزة كمبيوتر تابعة لمقربين من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين.

وكتب بتروتسكي وبوزنانسكي، في مقال نشره، أخيراً، موقع وور أون ذي روك الأمريكي الذي يتابع قضايا الأمن والحرب إن "استهداف هؤلاء المسؤولين الذين يعتبر دعمهم أساسياً لبوتين يمكن أن يشكل رادعاً كافيا لعدم السعي إلى التدخل مجدّدا في الانتخابات"، انتهت قصاصة "رويترز" عن الموضوع.

إذن، لا تخلو الحرب الإلكترونية الباردة من حميمية. سيكون أوباما حاسماً، في الحرب الافتراضية الباردة أكثر من معارك باردة تتم على أرض الواقع، إذ لم يكن ردّه بمثل القوة عندما تم ضم جزيرة القرم إلى روسيا، وترك للسيناتور الجمهوري، جون ماكين، مواجهة بوتين بالقول إن أمريكا تساند أوكرانيا ضد روسيا.

وحسب وكالات الأنباء، أكد السناتور ماكين أن دعم بلاده أوكرانيا مستمر في وجه الاعتداءات من موسكو، في تصريحاتٍ أدلى بها في أثناء وجوده على الخط الأمامي للصراع في شرق أوكرانيا ليلة رأس السنة: للمكان والزمان دلالات واقعية هنا، عكس ما يتم في الإنترنت.

وبوتين ربح الرهان السوري أيضاً من دون الحاجة إلى أمريكا، واكتفى باراك أوباما بالتلميح إلى أنهم كانوا على علم بالأمر، وأن موسكو أطلعتهم على العملية التي تمت في غيابهم. وعلى ذكر الملف الروسي، كان الموقف لا تنقصه فكاهة، عندما أبدت دولٌ بعيدةٌ تخوفها من الحرب الباردة الجديدة.

وحذّر آخرون في الدول المرتبطة بالصراع، حذّروا، على غرار وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، من أن التوتر الدبلوماسي بين روسيا والولايات المتحدة لن يخدم أي طرف، بل يضيف المشكلات إلى المنطقة. لم يدرك الوزير التركي بعد أن الحرب قائمة، وما زال يفكر بحرب القرن الماضي "لا نرغب في العودة إلى عصر الحرب الباردة"، فهناك ركام من المشكلات حول العالم، وما زال يحلم أيضا أن الدبلوماسية ترياق جيد للحروب الباردة.

منطقة الحرب الباردة، بقدر ما هي مفتوحة إلا أن فيها مكامن كثيرة خارج الخرائط المعروفة، ويقول الخبراء، والعبد الفقير إلى ربه ليس منهم، إن شن دولةٍ هجوماً معلوماتياً على دولةٍ أخرى مغامرةٌ مجهولة العواقب، وتتضمن مخاطر كبيرة، لأن هذا المجال لا يزال غامضاً إلى حد كبير.

ويقول ستيف غروبمان، المدير الفني في أنتل سكيورتي، المجموعة الأمريكية المتخصصة في الأمن الإلكتروني، يجب التخطيط جيداً لأي رد معلوماتي سري، وتنفيذه بدقة، لتفادي إلحاق أضرار جانبية بأنظمةٍ معلوماتيةٍ لم تكن مستهدفة.

نحن أمام نيران صديقة، كما حدث في كل حروب الشرق الأوسط التي قادتها أمريكا. لكن، أيضا أمام القاموس نفسه الذي نحتته الحرب الباردة الأولى. ولنتابع بعض فقراته التي وردت في تعليقات هؤلاء الخبراء أو تصريحاتهم:

¬ تصعيد للهجمات المعلوماتية من الجانبين يمكن أن يؤدي إلى نزاع فعلي على الأرض. إدارة أوباما ستتريث قبل أن تشن هجوما، في حال قرّرت ذلك فعلاً. استخدام "الأسلحة الإلكترونية" المدمرة المتوفرة لديها، والتي تتم الإشارة إليها بين حين وآخر من دون تحديد ماهيتها. الدفاعات المعلوماتية كما كنا نتحدّث عن منصات الصواريخ في كوبا.

وما زال دونالد ترامب يكرّر شكوكه حول تدخل موسكو في الانتخابات، وهو الذي يوجد في وضعٍ لا يحسد عليه، يكرّر لمن أراد أن يسمعه تلك البديهية الإعلامية التي يحتكم إليها الصحفيون المبتدئون "لا بد من التحرّي وللتأكد من صحة الخبر".

سياسياً، يبدو أوباما كما ولو أنه يعاقب الرئيس الفائز "على صداقته من موسكو"، بل يذهب التحليل إلى أنه يتابعه بطريقةٍ لا تخلو من المضمون البوليسي. لفائدة من ترتكب الجريمة؟ كما يشرح شارلوك هولمز السؤال إلى صديقه الدكتور واطسن: قل لي من سيستفيد من الجريمة أدلك عليه. والأكثر من ذلك أن ترامب يدرك أنه سيدخل السياسة الخارجية لبلاده، وهو في مواجهة ميدان لزج للغاية، إذ سينتقده مسؤولون كثيرون، ويصعدون من الهجوم عليه، إذا ما هو فضل فلاديمير بوتين على خصومه الأمريكيين.

أعطت هذه النقلة الشطرنجية، لتحويل الخلاف مع موسكو إلى تصفية حساب مع الخصوم في الداخل، نكهةً غرائبية للحرب الباردة. أي أن جزءاً منها يتم في الداخل، وهو ما لم يحصل في المرات السابقة، اللهم مع الاستباحات المناهضة للشيوعية عند البوليس الفيدرالي، وزعيمه آنذاك إدغار هوفر. 

وقد أعرب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، مرة أخرى، عن شكوكه حول الاتهامات الموجهة إلى أجهزة الاستخبارات الروسية بتدخل محتمل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ما حمل البيت الأبيض على اتخاذ عقوبات ضد موسكو.

ومن سخرية الأقدار أنه اضطر إلى العودة إلى كذبة الدمار الشامل العراقية، ليدخل النسبية إلى ما قالته إدارة أوباما. وذكر أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية أخطأت، عندما أكدت أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل الذريعة التي قادت إلى التدخل الأمريكي في العام 2003، واصفا هذا التدخل بأنه كارثة، لأنهم كانوا على خطأ.

ومن ملامح الحرب الباردة أن القرصنة أصبحت درساً سياسياً على لسان ترامب الذي قال إنها مسألةٌ من الصعب جداً إثبات حصولها. لذلك، يمكن أن يكون شخص آخر من قام بها "أعرف أيضا أموراً لا يعرفها آخرون. ولذلك، لا يمكن أن يكونوا متأكدين مما حصل".

لقد ظلت روسيا، بعد انفراط الاتحاد السوفييتي، في دائرة الحيرة الغربية، والأمريكية خصوصاً، وتأرجحت نخب الغرب بين ضرورة إدماجها أو تركها في قارّتها المنذورة للعواصف والتقلبات الجيوستراتيجية، والتي تقودها، أحياناً، إلى التدخل في شؤون جيرانها، غير أن التحليل الداخلي لموسكو يبرّر حربها الباردة الجديدة، إذ يرى الغربيون أن مصدر عدوانية ساكن القصر الشيوعي سابقاً ضرورة البحث عن عدو، ولو في "الإنترنت لتقوية سلطته على البلاد".

ستظل الحرب الباردة الجديدة دليلاً قاطعا على أن الإنسان يمكنه أن ينتقل من الواقعي إلى الافتراضي، كما يمكنه أن يبني عالماً افتراضيا قائم الذات، سرعان ما يتحول إلى واقع قائم. وهنا الخطورة التي كانت، إلى سنواتٍ قليلة، ميداناً خصباً للخيال العلمي وحده، وها هي تتحوّل إلى عالم الاستراتيجيا والخرائط والدبلوماسية.

المصدر :صحيفة الاتحاد الإستراكي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحرب الباردة تدخل زمنها الافتراضي الحرب الباردة تدخل زمنها الافتراضي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 11:30 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

البطولة المنسية

GMT 13:18 2018 الجمعة ,04 أيار / مايو

نصائح خاصة بـ"يكورات" غرف المعيشة العائلية

GMT 17:37 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

دار "آزارو" تصدر مجموعتها الجديدة لربيع وصيف 2018

GMT 14:44 2012 الأحد ,14 تشرين الأول / أكتوبر

48 مليار دولار لبريطانيا من تجارة العقار العالمية

GMT 05:22 2017 الجمعة ,19 أيار / مايو

«بلانات شباط» و«بلانات الشينوا» (2/2)

GMT 06:17 2016 الثلاثاء ,05 إبريل / نيسان

دور المثقف في المجتمعات العربية

GMT 15:18 2012 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

"المحرك المميت" أول مسرحية في إطار مهرجان territoria

GMT 05:34 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بن زايد يبحث مع عبد الرازق تعزيز العلاقات الثنائية

GMT 21:40 2014 الإثنين ,20 تشرين الأول / أكتوبر

طنجة من أفضل 10 مدن عالمية للسكن بعد سن التقاعد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib