بقلم : عبد الحميد الجماهري
بين يدي قاموس الدارجة المغربية.
تصفحته بغير قليل من السرعة (الزربة يعني …).
كانت النتيجة عندما طويت صفحاته أنني قلت :» أهم حاجة فيه أنه يشرح الدارجة… بالعربية الفصحى، لأن أول كلمة »طاحت« عليها عيناي، (جميلة لشعراء النثر: عيني تسقط على الكلمات !)، هي…… »اليوما«
وشرحها القاموس الذي يعد أول الكتب المنزلة في الزمن الحالي من رأس نور الدين عيوش هو» في هذا اليوم«!
قلت قد يكون هذا فألا غير جيد و/ أو استثناء في القاموس..
وفتحت صفحة جديدة :
قرأت:دهشة
وقرأت الشرح : حيرة وارتباك..
دوبلاج:تجاوز مركبة في الطريق…
دود :حشرة صغيرة..
حلوف :خنزير بري..
وهكذا دواليك، تكون العربية الفصحى أبسط وسيلة لشرح الدارجة
جمييييييل، لايك، بارطاجي ..
لن يكون هناك مشكل أبدا،إذن: في السابق كان بعض معلمينا يشرحون الفصحى بالدارجة،
وأحيانا الفرنسية نفسها كنا نقرأها بالدارجة…
واليوم انعكست الآية، وصارت الدارجة تفتخر بأنها تشرح بالعربية الفصحى
وربما سيكون الدفاع عنها بالفرنسية له معنى…
وبمعنى آخر فالدارجة أصعب من العربية الفصحى، ما دمنا لا نشرح لغة إلا بما هو أبسط وأسهل منها!
أحب الدارجة حبا جما..
والآن سأبغيها بغيا بزاااافا!
* * * * * *
لنتفق: ذات لقاء ثقافي جمعني والعزيز الروائي الشاعر والصحافي محمود عبد الغني، قدمنا فيه تجربة الشاعر الزجال والرقيق مراد القادري بسوق السبت، ناحية بني ملال، خطرت لي فكرة ودافعت عنها: نحن لا نتخيل إلا بالدارجة، وكانت تلك هي وجهة نظري في الدفاع عن الزجل المغربي.. وعن سمو شاعريته..
لنتفق : أحب دارجة المسيّح
ودارجة العربي باطما
ودارجة التولالي رحمه الله
أحب دارجة أمي
مثل أمي اللغة..
أحب الحب بالدارجة كما أحب الحب فصيحا للغاية ..
غير أن مشكلتي مع الخبير نور الدين عيوش هي في الجملة التي سيطرد بها السياسيين والنقابيين من المجلس الأعلى للتعليم؟
كيف سيطردهم لغويا؟
أي ما هي العبارة التي سيستعملها؟…
فقد قال، ونقلت قولته الزميلة أخبار اليوم عن حوار معه :
*…… »دعني أقول لك إن المشكلة العظيمة للمجلس الأعلى للتعليم هي تركيبته. إني أرى الطريقة التي شكل بها غير معقولة بتاتا. كيف يعقل أن يكون بين أعضائه هؤلاء السياسيون والبرلمانيون والنقابيون. يجب ألا يكونوا هناك. المجلس الأعلى للتعليم يجب أن يكون محصورا على الخبراء والمختصين، ممن لا تقيدهم الحسابات السياسية والايديولوجية عن التفكير الحر في كيفية إصلاح نظام التعليم. إن أولئك الذين تقدمهم الأحزاب ممثلين لها في المجلس الأعلى للتعليم ليست لديهم الكفاءة، ولا يستطيع المجلس أن يحرز أي تقدم حقيقي بوجودهم فيه، ثم كيف يعقل أن يكون عدد أعضاء المجلس بهذه الكثرة، لو كان لدينا 15 أو 17 أو 21 عضوا لكان الأمر أكثر فعالية. لقد عملت بجانب مزيان بلفقيه في المجلس الأعلى والمختصين، وبيننا بضعة ممثلين عن الأحزاب السياسية، ليس جميع الأحزاب، بل حزبان أو ثلاثة، وأولئك الذين كانت تبعثهم الأحزاب كانوا أشخاصا ذوي خبرة حقيقية، ومنهم من أصبح وزيرا في وقت لاحق. لكن الصورة تغيرت الآن، بيد أن هذه إحدى نتائج تطبيق الديمقراطية بشكل حرفي. على كل حال وجدت أن آلية التوافق المستعملة بشكل متكرر لا تنتج أشياء كبيرة، لأن التوافق مثل سلطة روسية هجينة، لابد أن تضرك في معدتك. في الحقيقة لا يمكن أن تعمل بشكل جيد وسط أشخاص تهمهم مصالحهم الايديولوجية والحزبية«.
إذن …..أيها السياسيون
مثلي
ومثل السياسيين الآخرين يقول لكم عيوش نور الدين:
تلاحو…
تسيبو..
ترماو…
إنكم
كمثال من القاموس:هذ الستيلو ما بقى شيْ كا يكتب خصه يتلاح
[يتساسو؟
اللا هذه لا بد أنها كلمة عربية فصحى لأنها
ماكايناش فالقاموس..
معنديش فهامتها والله]..
خرجو:
انتقلوا من الداخل لبرا
من داخل المجلس الأعلى ..
للشارع …
مثلا..
مثال: هوما خرجوا على التعليم
خاصهم يخرجو من الداخل لبرَّا..
وعلى ذكر خرج يخرج
قال عيوش إن الذين لا يحبون الدارجة..
أشخاص يوجدون خارج التاريخ!
والسياسيون والنقابيون خارج المجلس
واللغة لا بد من أن نتقنها خارج المدرسة
وأحسن مدرسة في الدارجة
هي الشارع..
وهي المقهى..
وخارج أسوار المدرسة..
والسياسيون عليهم أن يكونوا وزراء التعليم ويتحملون وزر التعليم بالدارجة فهم لا يصلحون سوى لتنفيذ ما يأتي به الخبراء الذين يرضى عنهم الخبراء الآخرون..
ولولا الآخرون، لما كان الآخرون أهلا للنصيحة!
المصدر : صحيفة الاتحاد الاشتراكي