تعود الذكرى ولا يعود سيدها…
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

تعود الذكرى ولا يعود سيدها…!

المغرب اليوم -

تعود الذكرى ولا يعود سيدها…

بقلم : عبد الحميد الجماهري

القبر ليس دليلا على الموت، 
ودليلي 
في هذا الدليل 
شهيدي… 
وغياب القبر ليس دليلا على الحياة ،
ودليلي في هذا الدليل
شهيدي..
فليست هناك حياة، 
كانت لها هذه الغرابة المنطقية في الوجود..
كحياة المهدي ..
ولا موت …
كموت المهدي..
لقد ظل المغاربة، وأبناؤه من كل الصف المنير يتابعون غرابة المشهد حول جثته العالقة:
فلا هم تحملوا بشجاعة
قتله
ولا هم تحملوا بشجاعة 
حياته..
في الستينيات من القرن الماضي، عندما اختطف المهدي بن بركة، لم يكن المغرب بحيرة جميلة على ضفافها يسير شعب جميل نحو سعادته، كانت البلاد تتهيأ لأكثر سنوات عمرها رعبا…
لكن الطريق كانت، مع ذلك، سالكة كي تدخل مبادئ الإنسانية المتقدمة، إلى كل الأرجاء المفتوحة، بين الحرية والسكين…
بين طريق «الوحدة»
والحياة البرلمانية.. 
تعود ذكراه والبلاد تعيد التدقيق في كل القيم التي من أجلها كان يصارع: التقدم، التنمية، الديموقراطية ، حكم الشعب وتربيته ، الوطنية ..
تجر بطرفي المعادلة: ما يتبقى من كل ما صارع من أجله
وتجريب أن يضيع كل ذلك..
قد يكون سعيدا لأن جزءا من الذي كان موضوع حياته، أصبح تراثا مشتركا بين القوى في المغرب..
وقد يكون مذهولا، لأن جزءا من المعركة ضده مازال قائما
في المشروع
وفي سيادة النسيان على سيرة شعب بكامله..
هناك من التجريب أنواع كثيرة أهمها محاولة تجريب المغرب بدون ذاكرة المهدي بنبركة
وتجريب سياسة بدون تراث المهدي
وتجريب بلاد لا علاقة لها بحركة التحرر كما عاشها المهدي…
وتجريب التعايش ، قرب الماضي بترتيب جديد للحاضر بما يجعله يمتد من القرن الواحد للهجرة إلى الستينيات …
لا شيء من بعد! 
يعود الزمن من أجل أن يعيد النظر في الأمة المغربية، 
في محاولاته ممارسة نوع من التقريب بين وسائل الحاضر وأهداف الماضي من أجل أن تعود للشرق سطوته في الثقافة والوجود.. 
في الحرية والقيود..
تعود الذكرى ، والمهدي مفارق بين ملكين: 
الراحل الذي ارتبط بغيابه
والملك الحالي الذي ارتبط بحضوره:في المصالحة وفي التمجيد الذكي لما قدمه لبلاده..
وأيضا في معركته بأن تكون للمغرب ملكية قوية 
حرة ..
وذات سيادة…
ودولة ديمقراطية لا أكثر!
في ذلك الفارق الذي صنعه المهدي بين مؤسسة دافع عن عودة ممثلها الشرعي، الملكية، وبين النظام الذي صنعته دولة المخزن في مطلع الاستقلال كانت تكمن الإمكانية في فرض تحول إلى بلاد مستقلة، وقوية وذات مشروع وطني
وفيه ما زالت تكمن المعادلة ، تجمع بين الملكية القوية، محط إجماع وبين التقدم نحو الديمقراطية..
كان يقول بأن المغاربة لم يعرفوا نظاما آخر غير ملكية طوال تاريخهم الطويل
ويؤمن بأن الحسن الأول كان يريد التحرير والتعلم 
لكن النظام الفقهي السياسي الفيودالي كان يريد العكس
ففشلت تجربة التحرر لأن المخزن، ذلك الالتباس الرهيب في سوسيولوجيا النظام ظل ضد التيار الحر..
وتعود الذكرى، وهناك من يسعى إلى تحزيب الملكية
وترتيب علاقتها خارج الواقع التاريخي لمغاربة لم يجربوا شكلا سواها 
ولم يمرنوا المشترك السياسي خارج وجودها..
وخارج حركة التحرير 
وخارج السيادة
وخارج الانتماء الواسع لكل البلاد، طولا وعرضا..
تعود الذكرى بدون سيدها..
لا القبر فيها دليل على الموت، 
ودليلي 
في هذا الدليل 
شهيدي… 
وغياب القبر ليس دليلا على الحياة،
ودليلي في هذا الدليل
شهيدي..
فليست هناك حياة، 
كانت لها هذه الغرابة المنطقية في الوجود..
كحياة المهدي ..
ولا موت …
كموت المهدي..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعود الذكرى ولا يعود سيدها… تعود الذكرى ولا يعود سيدها…



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib