ثورات تطلع من خزانات السرية
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

ثورات تطلع من خزانات السرية ؟

المغرب اليوم -

ثورات تطلع من خزانات السرية

بقلم عبد الحميد الجماهري

ربطت تحاليل كثيرة بين نشر وثائق باناما، والتي اشتهرت الآن ب11 مليون وثيقة من وثائق التهرب الضريبي، تحت مسمى «باناما بايبرز »… وبين إِعْداد الثورات، في تكرار مشهدي لما حدث منذ خمس سنوات، بين ثورات الربيع العربي وبين وثائق ويكيليكس.
واتخذ هذا الربط شحنة التهديد ، واستشعار كوارث ستضرب الشعوب والبلدان إِنْ صدقها الناس!
لا أحد صاح ليكن!
ولْتنتفضِ الشعوب إذا كانت ثرواتها تهرب من بلدان فقيرة إلى بلدان غنية أو .. إلى بلدان تحولت إلى جزر للمضاربة وعالم بلا خارطة معروفة، مثل الجنة.
كما لو أن القضية ، لا تتعلق بتفاعلات كبيرة وقوية في مجتمعات تراكمت فيها كل أسباب القتال الداخلي، بل مجرد إعادة كتابة سيناريو فيلم» خياط باناما« الذي يحكي قصة الجاسوس »آندي أوسنار« ( بطولة بييرس بوسنان الشهير بأدوار جيمس بوند) مع الخياط هاري بيندل، الذي فرض عليه التعامل معه بعد أن كشف نقطة ضعفه.
الخياط مزيف، لكنه قادر على إشعال النار في قناة باناما، بفعل عناصر عديدة منها الكذب، ووجود نظام سياسي مبنى على البارانويا.
وهكذا يختلق »معارضة صامتة« تعمل في الظل ، ووجود ثوار ينتظرون ساعتهم، وتنطلق الكذبة وتتخذ أبعادها الدولية، عندما يرسل الجاسوس معلوماته إلى »لندن« التي تحولها إلى المخابرات المركزية الأمريكية »(لاسيا«) فتبدأ قصة التدخل العسكري ..!
ويبدو أن السيناريو يكاد يكون مشابها، والفرق الوحيد هو أن الأموال لا تذهب إلى خزائن الجاسوس ومن يساعده من السياسيين المرتشين، بل تنتقل من الدول إلى أبناك خلفية في حديقة الرأسمالية ..
وتزيد المؤامرة تماسكا، عندما تربط التحليلات بين ما وقع وبين التخطيط المركزي الأمريكي.
وتنسى أن البداية كانت في عقر الدار التي يخشاها المرتعدون أي أمريكا نفسها.
كانت البداية مع ويكيليكس في 2006 ، عندما نشر موقع الاسترالي »جوليان أسانج« ومن معه أزيد من 470 ألف وثيقة تخص الولايات المتحدة وأسرار جيشها وحربه في العراق،قبل أن تكون أمريكا ، مرة أخرى، موضوع 250 ألف وثيقة ورسائل تخص الدبلوماسية العالمية، وبالضبط عبر مراسلات الدبلوماسيات الأمريكية..
العاصفة الثانية ، كما كتبت الصحافة ،أطلق شرارتها »ادوارد سنودن«، الذي كان يشتغل مستشارا عند وكالة الأمن القومي الأمريكية ، والذي كشف للعالم وثائق تتعلق بمراقبتها لكل العالم ولكل قياداته و ملوكه ورؤسائه وكبار المسؤولين في الشركات العملاقة ... الخ.
وعليه فإن الوثائق ذات الصبغة المالية التي نشرتها الجمعية الدولية للصحافيين الاستطلاعيين أو المحققين، هي ثالث عاصفة تعرفها الكرة الأرضية منذ 2006.
ولعل نخبة بلدان شرق المتوسط هي الوحيدة التي ترى في ما تم الكشف عنه .. مؤامرة لهز الأركان في الدول التي كانت موضوع تحقيقات .
ولعلها أول مؤامرة في التاريخ تتم علانية وفي الهواء الطلق، سواء بعد ويكيليكس أو.. بعد »باناما بايبرز«..
والسؤال هو في العمق سؤال مفارق للغاية ،لماذا تكون أسرار غير شرعية مثل التهرب الضريبي طريقا .. إلى الثورة؟…ومتى لم تكن الأسرار غير النظيفة مثل الثروات المهربة إلى الخارج مثلا سببا في الثورات منذ ثار الإنسان؟
هناك شيء ما غير سليم في التحليل وربط النشر الواسع والمكثف بتمردات الشعوب، إذ كيف يعقل بأن تكون هناك منطقة رمادية بين الفقر والثروة وين التهرب الضريبي والثورة، لا تملؤها الشعوب بالشك، وبالتساؤل وبالبحث عن وضوح.
هل يعقل أن يسربوا الشك إلى نفوس الناس ، كما تتسرب الوثائق لأن شخصا مثل القذافي أو بنعلي أو مبارك نهبوا ثروات بلادهم وكان إسقاطهم مجرد مؤامرة وليس ضرورة لكي تتنفس الشعوب قليلا من الهواء ولو كان مشوبا بالبارود ؟.
ثم ما ذنب المؤامرة إذا كان الحكام الذين تم إسقاطهم قد وضعوا أموالهم بعيدا عن أعين شعوبهم ثم باعتهم العواصم التي خبؤوا فيها ما خبؤوه؟
ثم -وهذا هو المهم- لماذا لا ترد العواصم المرتجفة، وتدافع عن نفسها وتفشل المؤامرة أصلا، وتعيش في شرعية شعوبها وشرعية القوانين معا؟..
هناك فرق تعيه الشعوب ويعيه المنطق بين إخفاء الحقيقة وبين التكتم البنكي الذي يطالب به الجميع في حالات بعينها، وهو بمثابة الحق تمارسه الابناك وتمارسه الشخصيات المستفيده منه..
والشعوب تعي الفرق بين من يسرقها ويقمعها وبين من يختار الوضوح معها، وهي تقدر بميازين مختلفة كل حالة من الحالات، بدون أن يكون الحق في التكتم البنكي دليلا على … خطأ الربيع العربي! 
الموضوع موضوع يدركه المحامون، وأهل البنوك ويمكن للشعوب أن تعرفه وهو يبعد كل بعد عن منطق من يبحث عن سبب واهٍ للثورة ومن يبحث عن سببب واهٍ للمؤامرة!
لا يمكن أن تصبح خيالات التأويل واقعية، وصحيحة - أي ربط التمرد بالمؤامرة- في حين يصير الواقع الذي لا يعلى عليه- حقيقة التحكم في أقدار الناس واستعبادهم- مجرد ذريعة، لا تعني شيئا!!

عندما تنتهي المؤامرة ، ستعود الشعوب إلى طبيعتها وستبدع لنفسها مؤامرة أخرى لتحريض التاريخ، لأنها ببساطة لا يمكنها أن تعيش بلا تمرد عندما تضعها الأنظمة في خزاناتها أو زنازنها..لهذا لا تستغربوا إذا طلعت الثورات من …الخزانات الحديدية!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورات تطلع من خزانات السرية ثورات تطلع من خزانات السرية



إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib