كأنها القيامة
وفاة الفنانة المغربية نعيمة المشرقي عن عمر يُناهز 81 عاماً بعد مسيرة فنية امتدت لعقود مظاهرة في واشنطن دعماً للفلسطينيين واللبنانيين الذين يتعرضون لهجمات إسرائيلية مكثفة حصيلة قتلى ومصابي الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء العمليه البرية باتجاه قرى جنوب لبنان آلاف الأشخاص يتظاهرون في مدريد ومدن أخرى حاملين الأعلام الفلسطينية ومرددين شعارات تضامن مع قطاع غزة ولبنان غارة إسرائيلية استهدفت منطقة القصير بريف حمص عند الحدود السورية اللبنانية وزارة الصحة الفلسطينية تعلن ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر إلى 41 ألفا و825 شهيداً و96 ألفاً و910 مصاباً منظمة الصحة العالمية تُعلن أكثر من 6% من سكان قطاع غزة استشهدوا أو أصيبوا في عام منظمة الصحة العالمية تُعلن إخلاء 3 مستشفيات جنوب لبنان والادعاءات الإسرائيلية لا تبرر استهدافها منظمة الصحة العالمية تؤكد 73 موظفاً بالقطاع الصحي اللبناني استشهدوا جراء الاعتداءات الإسرائيلية اختفاء ناقلات نفط إيرانية وسط مخاوف من هجوم إسرائيلي
أخر الأخبار

كأنها القيامة

المغرب اليوم -

كأنها القيامة

بقلم : حسن طارق

في الخطاب الأخير، احتفظ المتن السياسي الملكي بالنبرة ذاتها للجيل الجديد من الخطب: فقرات قصيرة مكتوبة بلغة جد بسيطة، ونفس نقدي قوي. في المضمون ولأن المناسبة شرط، فخطاب ذكرى عيد العرش، لم يخرج عن العادة باعتباره خطابا للحصيلة في مجالات السياسة الداخلية والخارجية .
خطب العرش الأخيرة هي كذلك فرصة للتعرف على تمثل الجالس على العرش، لصلاحياته وسلطه خاصة على ضوء التوزيع الجديد للصلاحيات داخل السلطة التنفيذية كما جاء به دستور 2011.
هنا، فالخطاب السياسي للمؤسسة الملكية، يريد أن ينخرط في سجل وظيفة الإشراف الاستراتيجي وتقييم أداء باقي المؤسسات والفاعلين، وينشغل بتدبير الزمن “المستمر”، البعيد المدى والذي يتجاوز الزمن الانتخابي ومنطق الولايات الحكومية .
لذلك قدم الخطاب، بعد أن وضح المسافة التي تفصل المؤسسة الملكية عن الأحزاب والرهانات الانتخابية، محاولة لإعادة تأطير الصراع الانتخابي والسياسي، عبر نزع الطابع الدراماتيكي عنه ( dèdramatiser)، وإعادة تعريفه بعيدا عن وضعية حرب الجميع ضد الجميع، أو حالة “القيامة”، حيث “لا أحد يعرف الآخر، والجميع حكومة وأحزابا، مرشحين وناخبين، يفقدون صوابهم، ويدخلون في فوضى وصراعات، لا علاقة لها بحرية الاختيار التي يمثلها الانتخاب”.
هو إذن خطاب التهدئة (L’apaisement) الذي يعطي للاستحقاق الانتخابي حجمه الطبيعي، ولا يحوله إلى لحظة لنهاية العالم، لكنه كذلك خطاب التأطير
حيث يبدو الملك، وهو يقوم بوظيفة ضبط (la régulation) الحقل السياسي والمشهد الحزبي، عبر تحديد أدوار الأحزاب في عملية الترشيح للانتخابات، وتأطير الأداء الانتخابي لأحزاب الأغلبية والمعارضة، والتذكير بوظائف الإدارة والحكومة والقضاء في الاستحقاقات الانتخابية، والتعبير العلني عن حالة الاستغراب من بعض الانزياحات الخطابية للفاعلين. (لا نعرف هل المقصود بالمفاهيم التي تمس بحرمة ومصداقية المؤسسات هي “التحكم” و”الازدواجية”؟).
الخطاب لم يبتعد كذلك عن قاعدة “القرب” من حيث التقاط انشغالات الرأي العام، وهنا لا يمكن قراءة الفقرات المتعلقة بالفساد بعيدا عن تداعيات فضيحة “خدام الدولة”، وهنا فإن الملك حدد مرجعية وإطارا لمحاربة الفساد، المرجعية المنطلقة من المفهوم الجديد للسلطة، ومن ربط المسؤولية بالمحاسبة، والإطار المتمثل في تطبيق القانون، مع التنبيه إلى بعض منزلقات تدبير قضايا الفساد، مثل تحولها إلى موضوع للمزايدات، أو معالجتها بعيدا عن منطق القانون، أو اعتبارها قضية فرد أو حزب أو جهة لوحدها.
ولعل أقوى لحظات الخطاب، في هذا الشق المرتبط بالفساد، تتعلق بما يستفاد من الحديث عن “العصمة”، وهو ما يعني أن لا أحد محصن من المسؤولية والمحاسبة. (في المقابل لا يبدو واضحا المقصود بهذه الفقرة: “الفساد ليس قدرا محتوما. ولم يكن يوما من طبع المغاربة. غير أنه تم تمييع استعمال مفهوم الفساد، حتى أصبح وكأنه شيء عادي في المجتمع”).
المثير في الخطاب الأخير، وهو يتعرض للمسألة الأمنية، هو الإشارة الواضحة إلى التحذير من جعل أمن المغرب موضوعا “لصراعات فارغة”، وذلك بعد التأكيد على ضرورة التنسيق بين المصالح الأمنية، الداخلية والخارجية، ومع القوات المسلحة الملكية، وبعد التعبير عن التقدير الملكي للجهود والتضحيات الجسيمة لهذه المصالح والإشادة بفعاليتها.
وهنا، فإذا كان التنسيق بين المصالح الأمنية قد شكل أحد عناصر العقيدة الأمنية لما بعد 16 ماي 2003، فإن وثيرة هذا التنسيق قد تسارعت بشكل واضح في السنوات الأخيرة، كما يبدو على الأقل من خلال التعيينات الأخيرة داخل الإدارة العامة للأمن الوطني، أو من خلال إحداث المكتب المركزي للأبحاث القضائية .
ولذلك، فإشارات الخطاب الملكي في هذا الباب، تؤشر بشكل واضح على نضج التفكير في تنصيب المجلس الأعلى للأمن الذي ينص عليه الفصل 54 من الدستور، باعتباره هيئة للتشاور بشأن استراتيجيات الأمن الداخلي والخارجي للبلاد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كأنها القيامة كأنها القيامة



GMT 09:40 2019 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

فعول، فاعلاتن، مستفعلن.. و»تفعيل» !

GMT 06:51 2018 الثلاثاء ,13 آذار/ مارس

من يسار ويمين إلى قوميين وشعبويين

GMT 07:57 2018 الثلاثاء ,06 آذار/ مارس

أسوأ من انتخابات سابقة لأوانها!

GMT 06:13 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

خطة حقوق الإنسان: السياق ضد النص

GMT 07:07 2018 الثلاثاء ,30 كانون الثاني / يناير

المهنة: مكتب دراسات

جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:18 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تكشف عن شخصيتها في فيلم «الفستان الأبيض»

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 23:10 2016 الخميس ,20 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد ورق الغار للصحة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib