تدوينات سريعة على هامش الحراك

تدوينات سريعة على هامش الحراك

المغرب اليوم -

تدوينات سريعة على هامش الحراك

بقلم ـ حسن طارق

عندما تصبح مقاعد الحكومة المكان الوحيد لممارسة الأحزاب للسياسة، يتحول الشارع إلى المكان الوحيد لممارسة المجتمع للسياسة.

وعندما يصبح التقاط إشارات الملك هو الطريقة الوحيدة لممارسة الأحزاب للسياسة، يتحول الحديث المباشر مع الملك إلى الطريقة الوحيدة لممارسة المجتمع للسياسة.

في دروس حراك الريف، هناك حاجة إلى إعادة تعريف السياسة المغربية.

أن تصبح السياسة عند الأحزاب، هي التفاعل مع المجتمع وليس تدبير العلاقة مع الدولة.

أن يصبح مضمون السياسة هو تنافس الخيارات الاجتماعية وتفاعل “السياسات” المقترحة تجاوبا مع الطلب الوارد من “تحت”.

أن يصبح هاجس السياسيين هو المجتمع، وليس هو الدولة أولا، وذواتهم ثانيا وأخيرا.

بطريقة درامية استطاع حراك الريف، أن ينهك المقولات التأسيسية للدولة، انطلاقا من المفهوم الجديد للسلطة، ووصولا إلى تنزيل دستور 2011، مرورا بالإنصاف والمصالحة الجهوية الموسعة.

ستحتاج الدولة إلى مجهود أكبر لصناعة وعود جديدة، وأكثر من ذلك، ستحتاج إلى الكثير من المصداقية لكي يتجاوب المجتمع مع هذه الوعود.

من جهة، تستعيد الملكية المساحات التي تنازلت عليها تكتيكيا في 2011، وتسترجع طبيعتها التنفيذية، على حساب صلاحيات الحكومة والمؤسسات ووظيفة الأحزاب السياسية. ومن جهة أخرى، يستعيد المجتمع قدرته على المبادرة، ويطور أكثر يقظته المدنية، وشيئا فشيئا تسكنه روح 20 فبراير المبنية على عقيدة المساءلة السياسية والاجتماعية.

في المحصلة، هناك طلب مجتمعي على المسؤولية، ونظام مؤسساتي مبني على مساحات واسعة من اللامسؤولية.

إنه مأزق الملكية التنفيذية: الملكية تربط شرعيتها بالإنجاز والسياسات، والمجتمع يعتبر أن السلطة يجب أن تقترن بالمسؤولية.

لا يريد المواطنون، مجرد إصلاح مستعجل للأحزاب والنقابات كمؤسسات للوساطة السياسية والاجتماعية، إنهم يريدون الانتقال من زمن الوساطة إلى زمن التمثيل .

إنهم يريدون تأميم الدولة – كما كان يقول الراحل عبدالرحيم بوعبيد- وليس مجرد البحث عن وسطاء نجباء معها. وحدها منظومة جديدة للتمثيل السياسي ستجعل المواطنين يتماهون أكثر مع مدبري الشأن العام، ومع المسؤولين العموميين، ويعيدون تملك مؤسسات الدولة.

لا تملك الدولة، من حيث الموارد الاقتصادية، الثمن الضروري للسلم الاجتماعي، ذلك أن الطلب اليوم، غير صادر عن نقابات ومنظمات مهنية، بل هو طلب يوجد خارج منظومة الإنتاج، فضلا عن أنه بعيد عن محددات الحوار الاجتماعي التقليدي، ويحمله مخاطبون جدد (حركات اجتماعية، تعبيرات احتجاجية)، ويحيل إلى عجز اجتماعي عميق وواسع.

في المقابل، فهي تملك من حيث الموارد السياسية، الثمن الضروري لتعاقد سياسي جديد، لا يسمح بشكل سحري بحل كل تعقد المسألة الاجتماعية، لكنه سيسمح ببناء فضاء عمومي للتداول في الخيارات الاجتماعية والتفاوض حولها، وسيسمح بالأهم: بناء مناخ للثقة بين المجتمع والدولة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تدوينات سريعة على هامش الحراك تدوينات سريعة على هامش الحراك



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 07:38 2024 الخميس ,10 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار السيارات الكهربائية في طريقها لتراجع كبير

GMT 07:16 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

قبرص وجهة سياحية رومانسية لعشاق الطبيعة والهدوء

GMT 00:09 2017 الأحد ,04 حزيران / يونيو

كوبل مغربي تركي يخطف الأنظار على " إنستغرام "

GMT 16:10 2023 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

النفط ينخفض مجدداً مع تغلب مخاوف الطلب على شح الإمدادات

GMT 18:22 2020 السبت ,22 آب / أغسطس

طريقة تحضير معطر جو طبيعي في المنزل

GMT 22:16 2018 الأربعاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيفية التعامل مع الضرب والعض عند الطفل؟

GMT 16:50 2017 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

MBC مصر تعرض الجزء الأول من "كابتن أنوش" ابتداءً من الخميس

GMT 02:18 2017 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

سميرة الكيلاني تقدم وصفة طبيعية لعلاج الإنفلونزا والرشح

GMT 12:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

جنسيس تعمل على تطوير GT فارهة ثنائية الأبواب

GMT 17:46 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

سيلين ديون تودع مع أطفالها ومحبيها زوجها رينيه انجليل

GMT 07:02 2017 السبت ,17 حزيران / يونيو

شركة "فيراري" تطلق سيارة 812 سوبر فاست الجديدة

GMT 04:05 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

"مطعم صبري" في الجيزة علامة لحياة طلاب جامعة القاهرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib