أقلام
افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر محامي اللاعب حسين الشحات يكشف عن قرب إتمام الصلح النهائي بين موكله واللاعب المغربي محمد الشيبي زلزال بقوة 5.1 درجات يضرب جزر ماريانا غرب المحيط الهادئ وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إرتفاع عدد شهداء العدوان الاسرائيلي إلى 3516 شهيداً و14929 مصاباً قوات الاحتلال الإسرائيلي 10 فلسطينيين على الأقل من الضّفة الغربية بينهم شقيقان مقتل سيدة وإصابة 10 آخرون جراء سقوط صاروخ على منطقة بشمال إسرائيل الأونروا تعلن تعرض قافلة مؤلفة من 109 شاحنة مساعدات للنهب بعد دخولها إلى قطاع غزة وزارة الصحة الفلسطينية تكشف حصيلة الشهداء جراء عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 43,846 شهيدًا و 103,740 جريحاً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الصحة اللبنانية تُعلن إستشهاد طفلتين ووالدهما وإصابة شخص في غارة العدو الإسرائيلي على الماري بقضاء حاصبيا
أخر الأخبار

أقلام!!

المغرب اليوم -

أقلام

رشيد مشقاقة

الأقلام التي تتصدر واجهة مكتبك معظمها فارغ، نحن لا ندري لماذا نحتفظ بها، وقد ذكرتني هذه الملاحظة ببطل رواية نجيب محفوظ «ثرثرة فوق النيل»، فقد اقتحم مكتب رئيسه هائجا ومحتجا عن عدم الرد على طلب استقالة تقدم به، فأمدّه الرئيس بورقة فارغة ليس بها حرف واحد، ليتبين أنه كتبها – تحت تأثير استهلاك المخدرات – بقلم فارغ تماما من المداد!!
أقلامنا نحن، كذلك، تكتب من فراغ أو عن فراغ في فراغ !!
فالكتبة من فراغ كُثر ولله الحمد، وأقلامهم تتناول ما ليس لهم به دراية، في القانون والأدب والفكر. عموما تتصدر القائمة جوقة من يستأجرون الأقلام لتكتب لهم، وإن هم كتبوا بأنفسهم أضاعوا المداد في ما لا طائل فيه. وقد سخّر أحد أساتذة الحقوق قلمه لكتابة رسائل الدكتوراه لمن يدفع ثمنها، وتولى الناجحون من فراغ بهذه الوسيلة مناصب يلهج بذكرها الركبان. ولم يخف الكاتب الكبير أنيس منصور تلك الواقعة التي أقدم فيها هو والثنائي إحسان عبد القدوس ويوسف السباعي على كتابة رواية لسيدة استغلت نفوذ زوجها، فأصبحت بها رائدة مزورة من رواد القصة!!
أما الكتبة في الفراغ فَحَدّث بِلا حرج!!
حديث الصباح والمساء عن الرياضة والتسلية والجنس والطبخ والمسابقات ومحاورات أهل الفن ممن يرتدون سراويل الجينز الممزقة، ويحدثون خريطة المنفلوطي برؤوسهم لا تكاد تنتهي، والجرائد والدوريات والمجلات المتخصصة في هذا الباب لا حصر لها، وقد دأب ولازال أحد الكتبة من هذا الفصيل ينبش في سيرة أهل الفن والتصاقه بهم حتى انزعج منه الراحل عبد الحليم حافظ وقال: «إنني لا أعرف هذا الرجل الذي يدعي صداقتي»!!
كوكبة الكتبة من هذا الفريق تَتَحَّول في لمح البصر وبدون سابق تأهيل إلى أطباء نفسانيين وبياطرة وصيادلة وهلم جرا. فهم رواد تزجية الوقت بامتياز.
وهناك الكتبة في الفراغ وهم أصناف، فريق يستغل فراغ الهامش وفراغ خانات التنقيط لِيُضَّمِن بها نظرياته العجيبة الغريبة عندما ينزوي عن العالم ليفجر غيظه وحقده وجسده وينال من ذمم وأعراض وشرف الناس، وهو فريق يجيد النفاق والكذب والخداع حتى يستدر رضا المحيطين به، ليستعمل قلمه في الخفاء للإيذاء والبتر بدل البناء!!
وفريق من هذا الفصيل يَسْتَغِلُّ فراغ أوراق الامتحانات ومباريات التوظيف بتواطؤ مع الكسلاء للظفر بأعلى النقاط. وقد تعرض صاحبي أستاذ الأدب لهجوم شرس عندما اكتشف أن ورقة الطالبة الحسناء الفارغة مُلئت بغير خط يدها وحصلت على ميزة، وكاد بموقفه الشجاع يقضي على مستقبله المهني!!
ولعل أخطر الأقلام هي هذه التي يُمْلَى عليها ولا تكتب عن قناعة وثبات، تبدي آراءها في الناس بالسوء حفاظا على مركزها واعتقادا منها أن دوام الحال من غير المحال، وقد استنجد أحد الأطر القضائية لمّا اقترب أجله بزميل له قائلا: «أرجو إذا ما التقيت القاضي فلان أن تطلب منه أن يسامحني عمّا كتبته عنه ظلما وبناء على أمر صارم»!!
وقد سامح القاضي المظلوم القاضي الذي انتقل إلى عفو الله، وهناك نماذج كثيرة متعددة، ظالمة، قاسية سيأتي الوقت المناسب للحديث عنها، وتحضرني منها واقعة ذلك القاضي المواظب الذي أَصَرَّ أحدهم على نقله بعيدا عن أهله، وكاد يبلغ نزوته لولا أن أحد القضاة الشرفاء رفض ذلك ونجا المسكين، وزميله الذي لازال لغاية كتابة هذه السطور يتساءل بمرارة عن سبب نقله زمناً إلى مدينة لجنوب المغرب.
أقسم الله عز وجل بالقلم الذي تكتب به الملائكة والناس وقال جل علاه: «ن والقلم وما يسطرون (1) ما أنت بنعمة ربك بمجنون (2) وإن لك لأجرا غير ممنون (3) وإنك لعلى خلق عظيم (4)» (صدق الله العظيم).
أسوأُ الأقلام هي أقلام منتصف الليل، التي تكتب في الظلام الدامس وتُؤذي ضحاياها، فهل يتعظ المذنبون!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أقلام أقلام



GMT 19:55 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

قرن البولندي العظيم (حلقة 2): اكتئاب ومشاكل

GMT 19:53 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان... في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 19:51 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة مُغَيّبة والتدوير باقِ!

GMT 19:49 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة هوكستين... وعودة الدولة

GMT 19:46 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

عيد عُمان... ومعنى الأعياد الوطنية

GMT 19:44 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 19:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

السّمات الدولية لسياسة ترمب

GMT 19:41 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أين الجبرتى الجديد؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 17:23 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 16:18 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

شؤونك المالية والمادية تسير بشكل حسن

GMT 13:08 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الدلو السبت 26-9-2020

GMT 13:23 2023 الجمعة ,17 آذار/ مارس

"أوبك+" تكشف أسباب انخفاض أسعار النفط
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib