الضربة القاضية
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

الضربة القاضية!

المغرب اليوم -

الضربة القاضية

بقلم : رشيد مشقاقة

تملكتني نوبة من الضحك من مُعَلِّق رِيَاضِي وهو يقترح على ملاكمنا المنهار الفوز بالضربة القاضية في آخر جولة له، فأيقنت أنه تلميذ نجيب من المدرسة المتخصصة في رجم الغيب والاستسقاء والورقات الثلاث وقراءة الفنجان. وقد انبهر صديقي الأجنبي بالإقبال المتزايد للقنوات على بَطَلٍ في التحرش الجنسي معتقدا أنه حاز ميدالية مَّا، بينما أصاب الرجل سمعتنا ـ بالضربة القاضية ـ في مقتل!
لنا قدرة فائقة عجيبة في تحويل الفشل إلى انتصار بالضربة القاضية، فقد حطمت كلمات رديئة بلحن نشاز وصوت لا يكاد يسمع رقما قياسيا فاق ثلاثين مليون معجب، لم يتحقق لكبار الفن. وهي إحصائية تعفي جهة الاختصاص من احتساب درجة فساد الذوق العام وقلة الحياء في بلادنا!
أذكر أننا شاركنا زمنا إلى جانب قضاة وقاضيات في انتخابات أعضاء المجلس للقضاء، فحطم أحدهم الرقم القياسي في الأصوات التي حازها بينما لم نحصل نحن على شيء، وكان ذلك إشارة صريحة منعتنا تماما من إعادة الكرة. وقد أساء هذا البطل في وقت لاحق إلى القضاة والقضاء وغادر المهنة مؤدبًا!
مفهوم الضربة القاضية في قاموسنا صناعة محلية، عليك أن تجرد الآخر من جميع قدراته بشتى الطرق كي لا يتحرك نحوك قيد أنملة. تتحين الفرصة المواتية للانقضاض عليه بأسلوب الغاية تبرر الوسيلة، وقد ترجم هذا المعنى الملاكم شارلي شابلان عندما أخفى داخل القفاز قطعة حديدية، ووجه لكمة قاتلة لخصمه وانتصر. ولعل هذا ما كان ينوي المعلق الرياضي اقتراحه على ملاكمنا الفاشل!
سلاح الدمار الشامل بالضربة القاضية خارج الأعراف والقوانين غير ممنوع في حياتنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
في السياحة نفوز بالضربة القاضية بحفنة من القِرَدَةِ وقارئات الفأل والأفاعي!
في المعمار ندك بالضربة القاضية تراث البلد وحدائقه، وجمالية المدن، ويكدس البناؤون من موظفين عموميين وأصحاب مهن حرة مردود أعشاش العنكبوت! وانتصرنا بالضربة القاضية على الثقافة والفن الرفيع، وفاز بالأوسكار العراة والشواذ وانتشرت كالفطريات الكلمات البذيئة، واللحن السَّمِجِ، ونعيق الغربان!
وفاز المتهافتون ممن يجيدون أكل لحم الكتف، ورجال المرحلة بالضربة القاضية على زملائهم، فتوارى هؤلاء ومنهم من عوقب بدون ذنب جناه!
لم يبالغ المعلق الرياضي الذي اقترح على ملاكمنا الفاشل الفوز بالضربة القاضية على خصم باسل، فهو يعكس أجواء الانتصارات الوهمية في قطاع الرياضة وباقي القطاعات بشكل عام، ولم يخرج من ثوبه، بل ترجم الواقع الذي يعيشه، فأوراق الخريف التي تساقطت تباعا في معظم الاستحقاقات تعكس سياسة الضربة القاضية التي نعلق عليها آمالنا. أما منتهى الحمق فأن يَحْتَجَّ معلق رياضي آخر على متسابقين ومتسابقات احتلوا الصفوف الأخيرة في الجري على خروجهم من المنافسة قبل انتهاء السباق: ويَحُثهم على الجري في ما لا فائدة منه، في الوقت الذي كان الجرس قد أعْلن فوز المستحقين!
الضربة القاضية، أو إسكات المتنافس وشل قدراته خارج إطار المنافسة الشريفة، واستشراف النجاح من الوهم والتغرير بالمشاهد واستبلاده يَصْنَعُ من الخسارة انتصارا. انظر إلى بطلات دول فقيرة يصعدن إلى منصة التتويج ودموع الفرح على أعينهن. لا تَقُلْ لي إنه الحظ. بل هو مجهود كبير تقِفُ وراءه مدارس متخصصة ومناهج منضبطة، هم لا يطلبون من تلاميذهم الفوز بالضربة القاضية في غَفْلَةٍ من الزمن ومِنْ وراء ظهر الحكم بل بالصدق والجدية!
أمّا نحن فلا نرضى سوى بالضربة القاضية لنصنع الأفراح من فشلنا، وَلَنْ نَرْضى بِسواها بدِيل!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الضربة القاضية الضربة القاضية



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib