ارْخَاهَا اللَّه اللي زَرْبوا ماتوا

ارْخَاهَا اللَّه.. اللي زَرْبوا ماتوا!

المغرب اليوم -

ارْخَاهَا اللَّه اللي زَرْبوا ماتوا

بقلم : رشيد مشقاقة

عندما اقترحت على السيد وزير العدل، أن يُرْجِئ إجراء انتخابات أعضاء المجلس الأعلى للسلطة القضائية، وذلك تفعيلا للترتيب الذي جاء به الدستور في المادة 115 منه، والقانون التنظيمي للمجلس الأعلى للسلطة القضائية، وأجاب الوزير ساعتها بما أجاب، همس عضو في جمعية قضائية هجينة في أذن زميله قائلا:
ـ “ماذا يقول هذا؟ الخطاب الملكي على الأبواب، والانتخابات التشريعية أيضا. إنه يخربق”!!

أنا أسأله الآن: “من الذي يخربق فعلا”؟ فبعدما كان فريق واحد للمجلس الأعلى للقضاء يمارس مهامه خارج أمد انتهاء ولايته بتفسير غير مقبول للمادة 178 من الدستور، أصبح لدينا فريقان، فريق مكتمل وفريق ناقص، ولو احتسب الزمن الضائع من العمر التشريعي لأعضاء المجلس الأعلى للقضاء المحددة قانوناً في خمس سنوات، لربما مارس مهامه في حدود ثلتي المدة فقط، ولو نفذ في حق القضاة المنتخبين حكم التفرغ، لكانوا الآن عاطلين عن العمل ما عدا واحد منهم يمارس مهامه في كلا الفريقين.
أمّا الذي أجاد الجواب عن هذا الإشكال، فهو زميلي القاضي العامل بدولة الخليج قائلا: “ارْخَاها اللّه أصَاحْبي، هل نسيت أن المجلس الأعلى للقضاء لم يمارس مهامه لعدة سنوات في زمن مضى، مَالْنَا مَزروبِين “اللي زربو مَاتُوا”.

لم يكن صاحبي يهذي، فَرَجْمُ الغيب والاستغفال والاستغماء والصدفة والمناسبة وكل أشكال الاحتمال، هي التي أضحت اليوم، فيصلا رفيعا يحتكم إليه في تصريف أمور مجتمعنا ومن بينها الشأن القضائي!

السفينة القضائية راسية على الصخور، وما تقتضيه الظرفية من ضرورة البت في بعض الملفات العالقة يفتتح جلساتها الفريق القديم، ومن باب اللياقة وحسن الأدب/ “الصْواب”، يحضر الفريق الجديد في كل اللقاءات التي تنظمها وزارة العدل، فيبْدو المنظر مثل الفريق الرّديف الذي لم يَخض بعد مباريات المجلس الأعلى للسلطة القضائية، في انتظار اكتمال عناصر المنتخب الذي سوف يعينون إن شاء الله!!
نحن نلهو بجد، والحماسة والرضا بالواقع والمشي على أطراف الأصابع التي أبداها وزير العدل منذ توليه لمهامه، يقابلها خفية وعلنا إصرار عنيد ومحكم على إبقاء الحال على ما هو عليه، بل حتى القرارات التي ألقت بقضاة الرأي إلى الشارع دون أن تمتد أيديهم إلى جيوب المتقاضين تحكمت فيها بشكل أو بآخر هذه القراءة الخاطئة للواقع والمستقبل!!
فعندما قلت للسيد وزير العدل يجب إعداد كشف حساب عن الخروقات والأخطاء الجسيمة التي كانت تُرتكب في حق القضاة زمنا لكي يقع تفاديها، بل ولكي يحاسب من اقترفوها، ومن هم من لا يزال يمارس مهامه لغاية كتابة هذا المقال، بدا عزفي نشازا وخروجا عن قواعد اللعبة!
أنَا أسأل ثانية السيد وزير العدل: “هل يروق لك الوضع الحالي الذي يعيشه القضاء والقضاة لاستيعاب الحالات الطارئة من ترقية وتقاعد وتمديد وكل الاختيارات الجزئية الشاذة؟ هل هذا حل صائب”؟ ألا نقول نحن القضاة: “مَا احْتَمَل واحتمل سقط به الاستدلال”؟ ألم تكن الانطلاقة القضائية التامة بإجراء انتخابات أعضاء المجلس الأعلى للسلطة القضائية، بعد تعيين من يجب أن يُعين بمقتضى الدستور حلا أمثلا، على الأقل يبْقَى هناك الفريق القديم الجديد الذي لم يعد أحد يناقش مدى جواز تمديده لمهامه لأكثر من المدة القانونية الأُمْ!!
لم يكن ضروريا ولا لزاما أن يتم هذا الانتخاب في الولاية التشريعية الأولى، ولم يكن لِزَامًا الرضا بالواقع والقبول بما لا ينبغي أن يقبل، فلا يصح إلا الصحيح.

قد يكون ما أقوله عزفا نشازا مؤلما محفزا لِذَوي النيات السيئة للانقضاض بين الفينة والأخرى، لكنه على الأقل هو أعقل بكثير من جواب زميلي القاضي “ارْخَاهَا الله.. اللي زَرْبُو ماتو”!

المصدر :صحيفة اليوم24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارْخَاهَا اللَّه اللي زَرْبوا ماتوا ارْخَاهَا اللَّه اللي زَرْبوا ماتوا



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 05:02 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً
المغرب اليوم - خروج مسلسل ظافر العابدين من موسم رمضان 2025 رسمياً

GMT 15:40 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انخفاض أسعار النفط بعد بيانات عن إنتاج الخام الأمريكي

GMT 15:58 2022 الإثنين ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أسهم اليابان تحقق مكاسب طفيفة بتأثير من مخاوف رفع الفائدة

GMT 21:29 2022 الأربعاء ,26 كانون الثاني / يناير

الأمن المغربي يطيح بسارق وكالة بنكية في مدينة فاس

GMT 04:02 2022 الأحد ,16 كانون الثاني / يناير

الرجاء المغربي يقدم عرضا رسميا لضم اللاعب حمزة خابا

GMT 20:31 2021 الجمعة ,08 تشرين الأول / أكتوبر

الإصابة تُبعد نوير عن مواجهة رومانيا في تصفيات المونديال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib