البهلوان
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

البهلوان!

المغرب اليوم -

البهلوان

بقلم : رشيد مشقاقة

لم تخف أحوال القضاة على الخلفاء زمنا، ولم يكن الخليفة بحاجة إلى قاضي القضاة كي يحيل عليه الملف الإداري للقاضي، وليسمع رأيه واقتراحه فيه، فهو محيط بالقطاع، مالك لسكناته وحركاته، وهو رئيس السلطة القضائية ماضيا وحاضرا، وله إذا أراد أن يقف على الحقيقة فعل، ورمى بِعَرْض الحائط أضغاث أحلام نَشَرَات التنقيط إشادة أو إساءة!

احترم الخليفة القاضي المستقل، ولم يغضب الخليفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، عندما أجابه قاض عن دعوته له بالحضور قائلا: “القاضي يُؤتى ولا يأتي“، وجلس الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه بين يدي القاضي قائلا: “أنا من يجب أن يأتيك لا أنت“!

لم ينخدع الخليفة بما قد يُدبج القاضي من كتب في الأدب والفقه والشعر والفلسفة، فهو حَكَم بين الناس وعدله أولى من فكره، فإذا خشي على حقوق الناس من الضياع، أجلس المظلوم بجانبه بديوانه، واستدعى القاضي المتهافت، حتى إذا رَأَى ضيف الخليفة أصدر الحكم يوم غد لصالحه، خوفا من الخليفة لا من الله عز وجل!

وقف الخلفاء على القضاة المتملقين، مَاسِحِي الأحذية، المتهافتين على المناصب، وقال أحدهم للقاضي: أنا اشتريت ذات الثوب الذي ترتديه بثمن أقل مما تدعيه أنت للناس، فرد القاضي المتملق: يا سيدي أنتم تزينون الثياب فتُبخسون ثمنها، ونحن نتزين بالثياب فَنَرْفَع ثمنها، فأدرك الخليفة أن قاضيه سَلِسٌ، سهل الاستعمال والاستغلال والتصرف ففعل به ما أراد!

واجتهد كبار القضاة في زمن الخلافة في إرضاء الخلفاء، وأبدعوا في ما يرفع عن الخليفة أوزار أخطائهم.

فعندما زمجر الخليفة في وجه زوجته قائلا:

ـ أنت طالق مادامت في أرضي، استنجد بالقاضي أبي يوسف بعد أن عاد إلى صوابه، كي يكفر عن ذنبه، فحك أبو يوسف رأسه وقال له:

ـ لِتُقِم طَلِيقَتُكَ بالمسجد فهو بيت الله وليس أرضك. فجازاه عن اجتهاده بدنانير وفاكهة وهلم جرا!

لم يكن من باب الصدفة أن يقترب القضاة من دواوين الخلفاء، فقد استفاد منهم الحكام العادلون في تصريف أمور الدين والدنيا، واستقرت أرض الخلافة بانتشار العدل، وازدهار العلوم فكرا أو أدبا وفلسفة، وظلوا قضاة مدى الحياة وعاصروا أكثر من خليفة، وكان مبرر استمرارهم على ناصية القضاء قيد حياتهم متصل بِثِقْلِ وزنهم الخُلُقِي والمعرفي واطمئنان الناس إلى فتاويهم وقضائهم ومواقفهم، وسجل التاريخ حافل بنماذج من هؤلاء.

ولم يكن، أيضا، من باب الصدفة أن يقترب قضاة آخرون من دواوين خلفاء آخرين، استعملوهم في ما لا يرضي الله، وأغدقوا عليهم من رزق العباد، ووجدوا مناعتهم هشة فداعبوها، هم أيضا امتدوا بكراسي القضاء مدى الحياة، يعتقدون أن نشرة التنقيط المحبوكة هي من لها الفضل في ذلك، ونَسُوا أنَّ منظار الخلفاء والملوك كزرقاء اليمامة يراهم من بعيد، ويملك أسرار ما يدور برؤوسهم وبطونهم، ولو شاؤوا مواجهتهم بذلك لما استعصت لهم نظريات قاضي القضاة في ذلك الزمن ولا تزكيات ذوي النفوذ، هم صرفوا النظر عن ذلك لأسباب شَتى، فقد يكون القاضي من زمام تركة ضاربة في الزمن، أو لا يسلم شره متى عزل من منصبه، أو أن اقتناع الخليفة أن اسْتِشَراءَ فساد الذمم سيطيح بجهاز قضائي كامل في ذلك الزمن، فعالج الأمور بالروية والتؤدة وبعد النظر، وآثر أن تنتهي مهمة هذه الفصيل القضائي بالوفاة لا بإعفائهم أو إقالتهم أو عزلهم. قد تختلف المصطلحات بين زمن غابر وزمننا، لكن الموضوع في كلا الزمنين واحد، فقد سقط قاض كبير من عين سلطان حكيم عندما قال له:

ـ سيدي أعزك الله، افعل بي ما تشاء، أنا طوع بَنَانِكَ!

فرد عليه السلطان ساخرا:

ـ أنت قاض، ولا ينبغي أن تقول وتفعل ذلك.

لدينا من هم بيننا طوع البنان، المستمسكون بحبل الكرسي القضائي، الذي يحيطون أنفسهم بأسباب العلم والمعرفة دهاء ورياء ونفاقا!

هم لا يقرؤون التاريخ جيدا، ولا يذكرون حكاية ذلك القاضي الإمام، عندما تسلل أحد الظرفاء إلى بيته ليلا، ورسم على وجهه صورة البهلوان، وفوجئ المصلون عند صلاة الفجر بالقاضي الإمام يؤمهم على تلك الحال! فأنكروا عليه ذلك، فصاح الفاعل من خلف صفوف المصلين قائلا:

ـ أنا من فعلت ذلك، لأثبت بالفعل، أن قَاضِينَا وإمَامَنَا لا يتوضأ استعدادا للصلاة، أنتم الآن أمام بهلوان سرك وليس أمام قاضي المدينة!

المصدر : جريدة اليوم 24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البهلوان البهلوان



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 01:28 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن
المغرب اليوم - الجيش الإسرائيلي يعترض عن صاروخ أطلق من اليمن

GMT 08:37 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”
المغرب اليوم - شذى حسون تكشف عن أحدث أعمالها الغنائية “قلبي اختار”

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر

GMT 17:53 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على أفضل مطاعم العاصمة الأردنية "عمان"

GMT 23:05 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الفرنسي يسخّر من ترامب بعد رفضه زيارة المقبرة التذكارية

GMT 05:40 2018 الجمعة ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

وفاة الأميركية كيتي أونيل أسرع امرأة في العالم عن 72 عامًا

GMT 22:39 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيدات طائرة الأهلي" يواجه الطيران الأربعاء

GMT 05:29 2018 الخميس ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

موقف المدارس الخصوصية من التوقيت الجديد في المغرب

GMT 08:33 2018 الأربعاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي تصاميم غرف معيشة عصرية وأنيقة إعتمديها في منزلك

GMT 11:38 2018 الثلاثاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

ملكة جمال المغرب العربي تستعد لكشف مجموعة من المفاجآت

GMT 21:31 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

روايات عسكرية تكشف تفاصيل استخدام الجيش الأميركي للفياغرا
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib