الأبواب المفتوحة

الأبواب المفتوحة!!

المغرب اليوم -

الأبواب المفتوحة

بقلم : رشيد مشقاقة

هي كلمة مستوحاة من المثل الشعبي: “اللي عندو غير باب واحد الله يسدو عليه”!
وقد أكد لي هذا المعنى حارس السيارات الذي سألني ذات يوم باكيا:
“تعرضت ابنتي للاغتصاب وهي الآن حامل في شهرها الثامن. ماذا أفعل”؟
ثم التقيت به بعد ذلك، فبدا منشرحا وهو يقول:
“لقيت الحل، سأسجل المولود باسمي. العائلة فرحة وتستعد لحفل العقيقة”!
كل الخيارات في بلدي ممكنة، الفئة الوحيدة التي تعاني هي الوسطى. تمشي بين الدين والأخلاق مشية مالك الحزين.
أما فئة الحارس الليلي أعلاه، والفئة التي تبعثر مفاتيح السيارات بعد انتهاء السمر الليلي، فلا يقض مضجعها قانون ولا دين ولا مدونة سلوك، كل الأبواب أمامها مفتوحة، و”اللي عندو غير باب واحد الله يسدو عليه”!
في قصة توفيق الحكيم: “يوميات نائب في الأرياف”، دار الحوار التالي بين النائب والمأمور:
ـ الانتخابات على الأبواب، ماذا ستفعلون أيها المأمور؟
ـ نحن لا نتدخل فيها، المواطنون أحرار.
ـ ألا ترى أن هذا لن يخدم مصلحتكم؟!
ـ لا عليك، نحن بإذن الله نطفئ أنوار مكتب الفرز بعد انتهاء العملية الانتخابية، ثم نلقي الصندوق الحقيقي في الترعة ونضع مكانه الصندوق المزور، وكفى الله المؤمنين القتال!
وقد تفتق ذهن الدكتور عمر عزيمان يوم كان وزيرا للعدل، عن فكرة ترقية القضاة بناء على المجهود الفكري الذي يبذلونه، وأسقط في يده لما مُلِئت رفوف الوزارة بـ”الكراطين” فكل القضاة أصبحوا بين ليلة وضحاها مفكرين وعلماء. في أكثر من مجال تجد محلا لسياسة الأبواب المفتوحة.
فعندما قيّد المشرع مسطرة التعدد برأي الزوجة الأولى قال لها الزوج:
ـ “سأطلقك إن رفضت”. ونفذ ما قال.
وفق سياسة الأبواب المفتوحة تفقد النصوص القانونية مهما علا كعبها قوتها التنفيذية. وقد عبر عن ذلك من قال لمن حوله:
“لا ديمقراطية ولا هم يحزنون! يمكنني أن أعين سائقي في أرقى منصب إن شئت”.
وقد ضرب رب العمل الأجنبي كفا بكف عندما لم يجد عماله المغاربة حرجا في استبدال أعمارهم، فأصابوا سياسة التشبيب التي أراد نهجها في مقتل.
نحن وظفنا المنجزات العلمية في غير ما أعدت لها أصلا. فاستعملنا آلة تصفيف الشعر في تلفيف الخيوط الحريرية. وتعرف الأسواق الشعبية استعمالات شتى للإنجازات العلمية المبهرة في مجالات غريبة عنها كل الغرابة، في تطبيق سليم لسياسة الأبواب المفتوحة.
عندما اختلف البناؤون حول المكان الذي ينبغي أن يُبنى به باب الدار، شرع كل واحد منهم في بناء الباب بالمكان الذي يحلو له، فدكوا الدار على من فيها!

المصدر : جريدة اليوم24

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأبواب المفتوحة الأبواب المفتوحة



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 18:29 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي
المغرب اليوم - أخنوش يتباحث مع الوزير الأول لساو تومي

GMT 13:12 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت السبت 26-9-2020

GMT 13:22 2021 الأحد ,19 أيلول / سبتمبر

نادي شباب الريف الحسيمي يواجه شبح الانقراض

GMT 06:23 2023 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

توقعات الأبراج اليوم السبت 11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib