بوب ديلان
عطل فني يجبر طائرة روسية على الهبوط اضطراريًا في مطار شرم الشيخ الدولي هيئة الطيران المدني تعلن إعادة تأهيل كاملة لمطاري حلب ودمشق لاستقبال الرحلات من كافة أنحاء العالم رهينة اسرائيلية توجه رسالة لـ نتننياهو وتُحذر من أن بقاءها على قيد الحياة مرتبط بانسحاب جيش الإحتلال الديوان الملكي السعودي يُعلن وفاة الأميرة منى الصلح والدة الأمير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز آل سعود الإدارة الجديدة في سوريا تفرض شروطاً جديدة على دخول اللبنانيين إلى أراضيها الجيش الأميركي يبدأ بتجهيز معسكر جدي في محافظة حلب شمال سوريا الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير حي بالكامل شمال قطاع غزة الجيش الروسي يعترض ثمانية صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا وبسيطر على قرية جديدة في مقاطعة لوجانسك ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 45,717 منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023 مستشار النمسا يعلن تنحيه عن منصبه وترشيح وزير الخارجية لخلافته
أخر الأخبار

بوب ديلان

المغرب اليوم -

بوب ديلان

بقلم : رشيد مشقاقة

أنت الآن أمام رجل باع ما يملكه وجاب الدنيا. أمام من آثر إبداعه على شخصه، فأثّر في معظم أبناء جيلنا. جيل الستينيات والسبعينيات الذي تتلمذ فكريا ووجدانيا وروحيا على يد عمالقة الفن.
لم يركب بوب ديلان ذقنا اصطناعيا، ولا وضع سبابته وإبهامه على خده، ولم يكن في حاجة إلى أن يرهق دور الترجمة والنشر لتوزيع أعماله. نحن الذين استنجدنا بالقواميس كي ندرك معانيها ونتغنى بها، وعلى ترانيم قيثارته استظهرنا دروسنا.
ليست الموهبة وردا بلاستيكيا ولا صناعة تركيبية ولا عصيرا من مواد كيماوية، هي بنفسجة طموح تنمو في أرض ندية، ولآلئ من كنوز أرض معطاء، وقطوف دانية من أفنان مستمسكة بجذورها.
تقول جائزة نوبل التي حصل عليها الشاعر والرسام والموسيقي بوب ديلان لأولئك الذين أقاموا في غير بلدانهم وسخروا من يترجم ما يحررون ويخرج سينما سيرهم الذاتية أن العالمية أو الكونية جنين يولد في تراب الوطن.
لم يقم نجيب محفوظ بفرنسا ولا إنجلترا ولا أمريكا لينال جائزة نوبل. الذين جابوا “زقاق المدق” و”خان الخليلي” وأبهرهم السي السيد، هم الذين نقلوا الكتاب والكاتب إلى بلدانهم ولم يكن نجيب محفوظ في حاجة إلى أن يسافر ليأخذ صور تذكار الفوز بها، فهي التي جاءت إليه، وهو الذي قال للرسام الكبير جورج بهجوري عندما شاهده يحمل حقيبة السفر خارج أرض الوطن لنشر أعماله: (في بلدك مصر يمكن أن تنشد الكونية).
لم يخرج أسطورة الموسيقى والغناء بوب ديلان عن نهج نجيب محفوظ، منذ أزيد من نصف قرن من الفن، تاريخ حافل من القلق والطموح والأمل، فأنت لا تستطيع مهما حاولت أن تميز بين بوب ديلان الشاعر وبوب ديلان الموسيقي، وبوب ديلان المغني، وبوب ديلان الإنسان. هو “كوكتيل” متجانس متناغم متكامل يشد بعضه بعضا.
أحدث فوز بوب ديلان بالجائزة فوضى ناعمة في ذاكرتي، فنحن جيل قرأنا طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم وشعراء مدرسة الديوان وجبران وسلامة موسى وأحمد أمين وسيد قطب ومصطفى محمود ومحمد عبده وجمال الدين الأفغاني، وبكينا بلقيس نزار، وحملنا حقيبة سفر محمود درويش، وأشفقنا على مِي زِيّادة. وأحببنا الحب مع أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وعبدالحليم حافظ وفيروز ووديع الصافي. وأبهرتنا زبيدة ثروت ومديحة يسري وفاتن حمامة.
نحن أيضا جيل قرأ جون بول سارتر وألبير كامي وديدرو وبودلير وجان جاك روسو وفيكتور هيغو وسيمون دي بوفار.
واستمتعنا ببوب ديلان، ودولي بارتن، ودوميس روسوس، وكات ستيفانس، وخوليو، وماري ماتيو، ورقصنا مع جون ترافولتا، وأبهرتنا برجيت باردو، ومارلين مونرو وصوفيا لورين.
في هذا المعين المتماوج نما عودنا واستوى وفتحنا باب الأمل، ولم نخلد لا لليأس ولا للقنوط مهما علا سنام الإحباط.
الذين عابوا على بوب ديلان فوزه بجائزة نوبل وقالوا إن في ذلك انعطافا وإهمالا للأدب الكلاسيكي الجاد شعرا وقصة ورواية ومسرحا، نسوا أن الفن رئة العالم، الفن بلا حدود ولا قيود.
بوب ديلان الذي نحت في قلوبنا معنى شرف الكلمة ونبلها، سحر الموسيقى وجنونها، عذوبة الصوت ونفاذه إلى أعماقنا، هو الذي أبقى على القلم ماردا بين أناملنا، وشدنا إلى رياض المعرفة فكرا وعلما وفنا، فالأوقات الجميلة التي أحياها بوب ديلان فينا بفنه الراقي تشفع له أن يفوز مع الفائزين.
لم تخطئ الأكاديمية السويدية الطريق، فالرجل صوت حقيقي للروح الفنية، صوتنا نحن أبناء ذلك الجيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بوب ديلان بوب ديلان



GMT 04:53 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

غَنِّي لِي شْوَيَّ وْخُذْ عينيَّ!

GMT 04:46 2017 الأربعاء ,10 أيار / مايو

السَّمَاوِي!

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

شُفْتِنِي وَأَنَا مَيِّت!

GMT 05:01 2017 الأربعاء ,26 إبريل / نيسان

القاضي الشرفي!

GMT 04:55 2017 الأربعاء ,19 إبريل / نيسان

لاَلَّة بِيضَة!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 06:52 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
المغرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 11:58 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
المغرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:04 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
المغرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 03:11 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

روما يضرب موعداً مع الميلان في ربع النهائي

GMT 19:51 2019 الأربعاء ,23 كانون الثاني / يناير

الإطاحة بخليجيين وعاهرات داخل "فيلا" مُعدّة للدعارة في مراكش

GMT 03:53 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

نجلاء بدر تُنهي تصوير 75% من مسلسل "أبوجبل"

GMT 05:39 2019 الثلاثاء ,22 كانون الثاني / يناير

الحبيب المالكي ينقلُ رسالة الملك لرئيس مدغشقر الجديد

GMT 05:34 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

وجهات رومانسية لقضاء شهر عسل يبقى في الذاكرة

GMT 19:09 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

أياكس ينتزع فوزًا صعبًا من أوتريخت في الدوري الهولندي

GMT 11:00 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

إيدي هاو يُقلّل من أهمية التقارير التي تحدثت عن ويلسون

GMT 09:56 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

نصيري يؤكّد صعوبة تحويل الأندية إلى شركات

GMT 02:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

هاشم يدعم قضية تطوير المنظومة التعليمة في مصر
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib