سيارات لندن
نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات إدارة بايدن تُحذر ترامب من كارثة إنسانية في غزة حال دخول قانون حظر الأونروا حيز النفاذ وزارة الخارجية السورية تدعو إلى رفع العقوبات بشكل كامل بعد زوال السبب الذي وجدت من أجله الجيش الإسرائيلي يعلن العثور على جثة الأسير يوسف الزيادنة في رفح بقطاع غزة وأعادتها إلى تل أبيب الإمارات تُدرج 19 فرداً وكياناً على قوائم الإرهاب المحلية وذلك لارتباطهم بتنظيم الإخوان المسلمين مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار عبوة ناسفة شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

سيارات لندن..!

المغرب اليوم -

سيارات لندن

عبدالله الدامون

عندما ظهرت أول سيارة في لندن قطعت أربعين كيلومترا في ساعة كاملة. الناس يضحكون الآن من هذا الرقم المخجل لسيارة كانت تسير بما يشبه سرعة الإنسان، فاليوم توجد سيارات تقطع مسافة خرافية في زمن قياسي. لكن هناك الوجه الآخر للتطور. فاليوم، وفي لندن نفسها، تقطع سيارة حديثة ومتطورة مسافة أربعين كيلومترا في ساعة كاملة، ليس لأن محركها عاد أكثر من مائة عام إلى الوراء، بل فقط لأن الازدحام في قلب لندن يجعل الحركة مستحيلة. هكذا عاد الإنسان عقودا طويلة إلى الوراء وصار أبطأ مما كان قبل مائة عام.
نفس ما يحدث في لندن يحدث في أماكن كثيرة في العالم، فالسيارة في قلب نيويورك أو شانغهاي أو سيدني أو الدار البيضاء يحدث لها نفس الشيء، فالازدحام الكبير جعل التطور التكنولوجي مجرد صفر على الشمال.لكن شلل التطور لم يشمل السيارات فقط، بل شمل الكثير من مناحي الحياة، ومن أبرز هذه المناحي شبكة الأنترنيت، التي اعتقدناها تطورا هائلا وانقلابا في حياة البشرية، لكن الحقيقة أن الأنترنيت صار مثل جلباب فضفاض يعيش تحته الجميع، الأكثر تطورا مع الأكثر تخلفا، العباقرة والأميون، النوابغ والجهلة، الأبرياء والقتلة.
في زمن ما قبل الأنترنيت نتذكر تلك الرسائل الطريفة والمحيرة التي كانت تصلنا عبر ساعي البريد ولا نعرف من أرسلها بالضبط، لكننا نجد بداخلها سطورا بخطوط رديئة ومقززة تتكلم عن رسالة مزعومة للمدعو الشيخ أحمد الذي يدعي أنه رأى الرسول عند الكعبة وكلفه بإيصال رسالة مؤثرة إلى أمة الإسلام. الرسالة كانت تحمل طابع الترغيب والترهيب، فمن كتب منها أربعين أو خمسين نسخة وفرقها على غيره فسيلاقي النعيم في حياته قبل مماته، ومن أعرض عن ذلك فستلاحقه اللعنات والمصائب في الحياة قبل الممات. عندما ظهر الأنترنيت دخلت رسالة الشيخ أحمد عصر التكنولوجيا وصار كثيرون يرسلونها إلى الآخرين بنفس التهديد والوعيد، صحيح أن التكنولوجيا سهلت مهامهم، لكنهم ظلوا يعيشون في التخلف نفسه.
وفي العقود الماضية كانت الخرافات تنتقل من فم إلى أذن، ومن رأس إلى رأس، وكل واحد يزيد فيها ما يراه مناسبا حتى تتحول الخرافة إلى أسطورة. ويتذكر كثير من المغاربة تلك الحكايات العجيبة التي تنتشر بين الناس في مختلف المدن المغربية، مثل حكاية المرأة التي تسير تحت الشمس من دون ظل، أو ذلك الظل الذي يظهر تحت الشمس من دون صاحبه، أو تلك الشجرة التي كان عمال يقطعونها في الغابة فصرخت من الألم وسالت منها الدماء ومات العمال الذين أراقوا دمها، وعن تلك الغابة التي كُتبت الشهادة على أشجارها، حتى أن الكثير من التجار وأصحاب الحوانيت علقوا صورها فوق رؤوسهم كنوع من رسوخ الإيمان وثبات العقيدة. وعندما كانت قوة الخرافة ترتفع يتحدث الناس عن ظهور المهدي المنتظر والبغْلة التي ولدت ونطقت، وخرافات كثيرة أخرى.
مع مرور السنين توقع كثيرون أن التطور التكنولوجي سيقضي على الخرافة، تماما كما توقع من كانوا قبلنا أن السيارة ستحقق المعجزات، لكن الذي حدث هو أن الخرافة سكنت في قلب التطور، وها هو الأنترنيت يرزح اليوم تحت كم هائل من الخرافات، وها هو الفيسبوك، الذي كنا نظن أنه يشكل ثورة حقيقية في حياة الأفراد والمجتمعات، يتحول في كثير من جوانبه إلى مأوى للتخلف ومرتع للخرافة.
وقبل أيام انشغل الناس في مدن مغربية كثيرة بالصوت المخيف القادم من السماء، ولم يكتفوا بالحديث عنه، بل بثوه عبر أشرطة اليوتوب، فكان تارة يشبه صوت تيار كهربائي قوي، وتارة يشبه صوت منبهات سيارات قادمة من مفترق طريق بعيد، وأحيانا يشبه أصوات ديناصورات «حاصْلة» في قفص عملاق، وكل واحد ينفي أن يكون قد سمع شيئا ويقول إن الآخرين سمعوها، تماما مثل الشجرة الدامية أو البغْلة الناطقة التي رآها الآخرون فقط. في الماضي كنا نقول إن «المخزن» هو الذي يخترع الخرافات العجيبة ليشغل بها المغاربة عن المطالبة بالكرامة ولقمة العيش، مستغلا سذاجة الناس وأميتهم وجهلهم، وخوفهم أيضا.
اليوم يبدو أن المغاربة تعلموا وتثقفوا وطلقوا الجهل ولم يعودوا بنفس نسبة الأمية سابقا وصاروا مبدعين في التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي، لكن يبدو أن المخزن المتهم بتبليد آبائهم وأجدادهم لا يزال هو نفسه يبلّدهم حاليا عبر الخرافات المتراكمة بين ثنايا أكثر التكنولوجيات تطورا.  عموما.. لسنا سوى نسخة من سيارات لندن.. تطورنا كثيرا ثم عدنا إلى سرعة السلحفاة.. !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيارات لندن سيارات لندن



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib