أعراس الأغنياء و«النكّافة» السياسية
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

أعراس الأغنياء.. و«النكّافة» السياسية

المغرب اليوم -

أعراس الأغنياء و«النكّافة» السياسية

عبدالله الدامون

زواج الفقراء يشبه زواج الأغنياء في شيء واحد، وهو أن جميع المدعوين إلى العرس يشبعون.. تقريبا، أما ما عدا ذلك فلا شيء يوحّد بين أعراس «الألبّة» وأعراس البسطاء.
الإنسان البسيط عادة ما يتزوج بدون تفكير طويل، وإذا طال به التفكير فإن سبب ذلك يكون هو المال فقط، أي كيف يؤدي المهر ويشتري البقرة ويصرف أتعاب «الدّقايقية» وعشاء الضيوف؛ أما الغني فلا يأبه لشيء اسمه مصروف العرس، فالمصروف الحقيقي بالنسبة إليه هو المصروف الذي يأتي بعد العرس، وهذه هي الأعراس التي تسمى الأعراس السياسية أو الأعراس الاقتصادية. لا مجال للحديث عن أعراس البسطاء لأن الجميع يعرف طبيعتها.. أعراس غالبا ما تنتهي بكثير من القروض، وفي أسوإ الحالات يتعارك أهل العروس وأهل العريس على حبل البقرة.. هي أعراس تبقى في الصور وأشرطة الفيديو أكثر مما تبقى في الذاكرة.
أما أعراس الأغنياء فمختلفة تماما.. فيها تحضر وجوه النعمة ويؤثثها رجال الأعمال والوزراء والفنانون والسياسيون من كل الأطياف. أعراس الأغنياء تفعل أكثر مما يفعله البرلمان، إنها تجمع أحزابا سياسية كثيرة على مائدة واحدة، بينما في البرلمان تتفرق مثل أولاد الدرب المتنافرين. في أعراس الأغنياء، لا أحد يتحدث عن مصاريف العرس بقدرما يدور الحديث عن النتائج الاقتصادية والسياسية للعرس، فرجل الأعمال لا يمكن أن يزوج ابنه أي فتاة، والسياسي المحترف لا يزوج ابنته لمن هب ودب، فأبناء السياسيين والاقتصاديين يشبهون تلك العملات الخشبية المزركشة المتداولة في موائد القمار.. إنها مجرد أخشاب، لكنها تساوي الكثير. في الأعراس العادية، تزغرد «النكّافة» حين ترى أن كل الأمور قد جرت بخير وعلى خير وأن العريس لم تخنه فحولته في امتحان إراقة دم عروسه؛ أما في أعراس الأغنياء فلا أحد يأبه لهذه التقاليد البائدة، لأن النكّافة الحقيقية في أعراس الأغنياء هي التي تزغرد عندما تظهر الفحولة السياسية والاقتصادية للعرس وتحلق الأرقام في البورصة.
في أعراس البسطاء، عادة ما يجتمع عريس «درويش» مع عروس «درويشة»، فترتاح البشرية من أنين عازبين بئيسين؛ أما في أعراس الأغنياء، فإن الأرقام والمصالح هي التي تتزوج حتى يصبح أنين البشرية أكبر. أغلب أعراس الأغنياء في المغرب هي مجرد تحالفات سياسية واقتصادية، وهذا غير مقتصر على المغرب فقط، بل عمدت إليه كل العائلات القوية في العالم منذ بدء الخليقة. لكن المشكلة في المغرب هي أن أغنياء كثيرين يظهرون فجأة وبدون سابق إنذار، فلا أحد يعرف من أين جاؤوا بكل تلك الثروات؛ وعددٌ من هذه العائلات يعمد إلى البحث عن مصاهرات مع عائلات قديمة في الغنى والنفوذ من أجل تبييض تاريخها وثرواتها.
هناك عائلات غنية في المغرب ظهرت كما تظهر فقاعات الوادي، تنهب المال العام بحماس أو تحصل على امتيازات بلا عدّ، فتستولي على ما تشاء في البر والبحر أو تتاجر في الثروة الوطنية الكتامية، وبعد ذلك تبدأ في محاولات تبييض السيرة، فلا فرق بين تبييض أموال المخدرات وتبييض سيرة العائلات. في تاريخ المغرب، مرت مجاعات رهيبة أهلكت الحرث والنسل، فكان الناس لا يجدون ما يأكلونه غير جذور النباتات، وكان الحصول على ديك ودجاجتين بمثابة ثروة كبيرة، لكن هذه الفترات الحالكة لم تكن تخلو من أعراس أسطورية بين الأسر المتنفذة التي تقيم حفلاتها بطريقة فرعونية يهرق فيها المأكل والمشرب على حواف القصور. ها نحن اليوم لانزال نفاجأ بالبرد يفتك بأطفال مغاربة بؤساء في أقاصي الجبال لأنهم لم يجدوا ملاحف ومعاطف دافئة يتدثرون بها وسط الثلوج، وفي الفترة نفسها نسمع عن أعراس أسطورية يُصرف في ليلتها الواحدة ما يكفي لتغطية القطب الشمالي كله بـ»البطّانيات».
في المغرب حزازات جهوية وقبلية كثيرة، وعادة ما يتزوج بسطاء سواسة والعروبية وجبالة وصحراوة في ما بينهم، لكن الأغنياء عادة ما يبحثون عن مصاهرات خارج قبيلة الدم، لأن قبيلة الغني هي المال، لذلك نسمع عن أعراس كبرى لزواج سوسي بفاسية، أو جبلي بصحراوية، أو فاسي بريفية، مثلما حدث قبل زمن حين تصاهرت عائلة عثمان بنجلون الفاسية بابنة المارشال الريفي محمد أمزيان.
في أعراس البسطاء لم تعد «النكّافة» موجودة إلا نادرا، لقد انتقلت نهائيا للاشتغال في أعراس الأغنياء لكي تزغرد بمناسبة فض بكارة الثروات وتحطيم حواجز المليارات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أعراس الأغنياء و«النكّافة» السياسية أعراس الأغنياء و«النكّافة» السياسية



GMT 18:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 18:01 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 17:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 17:54 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

صيحة سلمان الداية... لها وعليها

GMT 17:52 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الخامس والأربعون والسابع والأربعون

GMT 17:49 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«بليغ حمدي» يرتدي البنفسجي!

GMT 19:05 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

«عشاء» غيَّر العالم!

GMT 18:58 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

قمة الرياض.. لغة قوية تنتظر التنفيذ

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 01:46 2024 الأحد ,27 تشرين الأول / أكتوبر

أخوماش يهزم أملاح بالدوري الإسباني

GMT 00:14 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يتوقع مستقبلا عصيباً للاقتصاد العالمي

GMT 03:11 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

إنستغرام تطلق تجارب جديدة على ريلز لدعم المبدعين

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 00:16 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

داو جونز يرتفع 36 نقطة ليحقق مكاسب قياسية

GMT 03:05 2024 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

مايكروسوفت تُعلن لوحة ألعاب للاعبين ذوي الهمم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib