تيفيناغ ليس قرآنا
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

تيفيناغ ليس قرآنا!

المغرب اليوم -

تيفيناغ ليس قرآنا

جمال بودومة
بقلم: جمال بودومة

أسكَاس أمباركي. سنة سعيدة لكل الأحرار. رغم أننا وصلنا إلى 2970 بالتاريخ الأمازيغي، فإن الطريق مازال طويلا أمام «الأمازيغية» كي تصبح لغة رسمية، في الواقع وليس فقط، على الورق. من يتأمل الأشواط التي قطعناها منذ خطاب أجدير عام 2001، يجد أن الانطلاقة كانت واعدة وأن القافلة عبرت محطات مهمة: الدولة اعترفت بها كمكون أساسي للهوية المغربية،  وأسست معهدا ملكيا للثقافة الأمازيغية، وأدخلتها إلى وسائل الإعلام، وأقرتها لغة رسمية في الدستور… لكن إدماجها في المدارس تعثر، وتداولها في المجال العمومي محدود، وبدل أن يتعلمها مزيد من المغاربة أصبح من يعرفها لا يستطيع فك خطوطها، بسبب اعتماد «تيفيناغ» بدل الأبجدية العربية أو اللاتينية، وهو خيار من الحكمة أن نعيد فيه النظر، رغم أن مثل هذا الكلام يزعج الكثيرين. لا شك أن «حمار الشيخ وقف في العقبة»، بسبب «تيفيناغ». وعلى ذكر الشيخ، لا يسعني إلا أن أعبر عن تضامني مع الشيخ بيد الله، الذي يتعرض لحملة شعواء، هذه الأيام، من بعض المتعصبين، فقط لأنه قال في حوار صحافي إن الأمازيغية «لو كتبت بالحرف العربي لكان سيسهل على جميع الأوساط المغربية تعلمها، وخصوصا الأطفال». يبدو أن قضية الحرف الأمازيغي أصبحت من «الطابوهات» التي يُستحسن عدم الاقتراب منها. بمجرد ما تقول إن اعتماد تيفيناغ ساهم في إعاقة انتشار الأمازيغية، وأخّر إدماجها في البرامج التربوية، يخرج لك سرب من الموتورين، ليس لمناقشتك أو دحض حججك، بل لمصادرة حقك في التعبير والتفكير، والتحريض عليك أحيانا، لأن «تيفيناغ اختيار ملكي وليس من حق أحد أن يعيد فيه النظر من جديد»، حسب زعمهم، بل هناك من يطالب بتحريك النيابة العامة ضدك، لأنك «متمرد على قرارات أمير المؤمنين». بإمكانك أن تنتقد أي بند في الدستور وأن تطالب بالتراجع عنه، وبإمكانك أن تدعو إلى تحويل المغرب إلى فدرالية، لكنك لا تستطيع أن تتحدث عن خط تيفيناغ ولا أن تقيم حصيلة سنوات من استخدامه. هذا حالنا في 2970!

لنكن واقعيين، «تيفيناغ» ليس «خربشات رعاة»، بل أبجدية قديمة وأنيقة، اعتمدها أجدادنا للتواصل قبل قرون، وتستحق أن نفتخر بها وأن نعتني بها كتراث مغربي ثمين، لكن إحياءها يتطلب جهدا مضاعفا، والرهان عليها لحمل الثقافة الأمازيغية في بلد ناطق بالعربية، خطأ في التقدير. يكفي أن نتأمل الوضع بعد خمسة عشر عاما كي نقف على الحصيلة السريالية: أسماء الإدارات والوزارات والطرقات مكتوبة بالأمازيغية، لكن لا أحد يستطيع قراءتها، باستثناء قلة قليلة من «الخبراء».
جمال بدومة يكتب: تيفيناغ ليس قرآنا!2020-01-15 12:260 تعليقجمال بدومةجمال بدومة
جمال بدومة يكتب: تيفيناغ ليس قرآنا!جمال بودومة يكتب: «بيعة» و «شرية» !
أسكَاس أمباركي. سنة سعيدة لكل الأحرار. رغم أننا وصلنا إلى 2970 بالتاريخ الأمازيغي، فإن الطريق مازال طويلا أمام «الأمازيغية» كي تصبح لغة رسمية، في الواقع وليس فقط، على الورق. من يتأمل الأشواط التي قطعناها منذ خطاب أجدير عام 2001، يجد أن الانطلاقة كانت واعدة وأن القافلة عبرت محطات مهمة: الدولة اعترفت بها كمكون أساسي للهوية المغربية،  وأسست معهدا ملكيا للثقافة الأمازيغية، وأدخلتها إلى وسائل الإعلام، وأقرتها لغة رسمية في الدستور… لكن إدماجها في المدارس تعثر، وتداولها في المجال العمومي محدود، وبدل أن يتعلمها مزيد من المغاربة أصبح من يعرفها لا يستطيع فك خطوطها، بسبب اعتماد «تيفيناغ» بدل الأبجدية العربية أو اللاتينية، وهو خيار من الحكمة أن نعيد فيه النظر، رغم أن مثل هذا الكلام يزعج الكثيرين. لا شك أن «حمار الشيخ وقف في العقبة»، بسبب «تيفيناغ». وعلى ذكر الشيخ، لا يسعني إلا أن أعبر عن تضامني مع الشيخ بيد الله، الذي يتعرض لحملة شعواء، هذه الأيام، من بعض المتعصبين، فقط لأنه قال في حوار صحافي إن الأمازيغية «لو كتبت بالحرف العربي لكان سيسهل على جميع الأوساط المغربية تعلمها، وخصوصا الأطفال». يبدو أن قضية الحرف الأمازيغي أصبحت من «الطابوهات» التي يُستحسن عدم الاقتراب منها. بمجرد ما تقول إن اعتماد تيفيناغ ساهم في إعاقة انتشار الأمازيغية، وأخّر إدماجها في البرامج التربوية، يخرج لك سرب من الموتورين، ليس لمناقشتك أو دحض حججك، بل لمصادرة حقك في التعبير والتفكير، والتحريض عليك أحيانا، لأن «تيفيناغ اختيار ملكي وليس من حق أحد أن يعيد فيه النظر من جديد»، حسب زعمهم، بل هناك من يطالب بتحريك النيابة العامة ضدك، لأنك «متمرد على قرارات أمير المؤمنين». بإمكانك أن تنتقد أي بند في الدستور وأن تطالب بالتراجع عنه، وبإمكانك أن تدعو إلى تحويل المغرب إلى فدرالية، لكنك لا تستطيع أن تتحدث عن خط تيفيناغ ولا أن تقيم حصيلة سنوات من استخدامه. هذا حالنا في 2970!

لنكن واقعيين، «تيفيناغ» ليس «خربشات رعاة»، بل أبجدية قديمة وأنيقة، اعتمدها أجدادنا للتواصل قبل قرون، وتستحق أن نفتخر بها وأن نعتني بها كتراث مغربي ثمين، لكن إحياءها يتطلب جهدا مضاعفا، والرهان عليها لحمل الثقافة الأمازيغية في بلد ناطق بالعربية، خطأ في التقدير. يكفي أن نتأمل الوضع بعد خمسة عشر عاما كي نقف على الحصيلة السريالية: أسماء الإدارات والوزارات والطرقات مكتوبة بالأمازيغية، لكن لا أحد يستطيع قراءتها، باستثناء قلة قليلة من «الخبراء».


 
المغرب ليس البلد الوحيد الذي توجد فيه لغات متعددة. في فرنسا، حتى بداية القرن العشرين، كانت هناك لغات أخرى تتعايش مع الفرنسية. في الجنوب الغربي، مثلا، كان الناس يتحدثون «البروفونسال» أو «الاوكسيتان» أو «اللانغ دوك» ويكتبونها. بل إن أديبا فرنسيا كبيرا اسمه فريديريك ميسترال فاز بجائزة نوبل للآداب، عام 1904، عن مؤلفاته التي كان يكتبها بـ»البروفونسال». وكان مثقفا كبيرا، ساهم في إشعاع وتحصين ثقافة أجداده. عمله الشعري «ميراي» يعد اليوم من علامات الأدب الإنساني، كما يعتبر «معجم اللغة البروفونسالية» مرجعا أساسيا للتعرف على هذه اللغة الثرية. اللغة تتقدم بالإبداع العظيم، لا بالجدل العقيم، وميسترال كان يكتب «البروفونسال» بالحرف اللاتيني. علما أنها كانت تكتب بحروف أخرى، قبل مجيء الرومان، وانتشار اللاتينية. لكنه اختار الأبجدية الأقرب إلى الفرنسية. اللغة تحمل الثقافة والحضارة والفكر، ويستحسن أن تكون عنصر وحدة، لا سببا للتفرقة.

مشكلة الحرف الأمازيغي حساسة، وتثير كثيرا من الجدل، والكثيرون يعتبرون ان النقاش حولها قد أقفل، لكن «الأغبياء وحدهم لا يغيرون الرأي»، خصوصا أن التجربة أثبتت بالملموس ان «تيفيناغ» لا يخدم انتشار الأمازيغية بقدر ما يفيد عددا محدودا من «الخبراء»، الذين يحتكرون «المعرفة»، ويهيمنون على أي شيء له علاقة بالأمازيغية، التي يفترض أنها «رصيد مشترك لجميع المغاربة بدون استثناء» كما جاء في الفصل الخامس من الدستور. أحيانا، يبدو الرجوع إلى الوراء مكلفا لكن الاستمرار في الخطأ يكلف أكثر!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تيفيناغ ليس قرآنا تيفيناغ ليس قرآنا



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib