مثل «حلم ليلة صيف»
دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل شركة طيران أمريكية تجبر أحد الركاب على ترك مقعده في الدرجة الأولى لصالح كلب مرافق مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل مطار دمشق الدولي يُعلن تمديد تعليق الرحلات الجوية حتى الأول من يناير 2025 الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق
أخر الأخبار

مثل «حلم ليلة صيف»!

المغرب اليوم -

مثل «حلم ليلة صيف»

بقلم - جمال بودومة

اللهم كثّر أفراحنا. البارحة احتفلنا بعيد الشعر وغدا نخلد عيد المسرح، وبعد غد لا أعرف أي احتفال، وكما يقول الشاعر المائز: «دامت لكم الأفراح والمسرات!»

مثل كثير من المغرر بهم في أول العمر، عشقت القصيدة وأُغرمت بالخشبة، لكنني، لحسن الحظ، تركتهما في الوقت المناسب وتزوجت الصحافة. زواج مصلحة. ومازلت أعيش عالة على زوجتي منذ عشرين عاما! 

من حين لآخر يشدني الحنين لحبيبتي السابقة، أقصد الخشبة، خصوصا في اليوم العالمي للمسرح، الذي يذكرني بأيام الدراسة في «المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي»، حين كان  ستانسلافسكي وغروتوفسكي وموليير وشكسبير أفرادا من العائلة، وكان الجهل والادعاء صديقين حميمين.

شكسبير أعظم مسرحي في التاريخ ومريم أعظم ممثلة في المعهد، وعندما يلتقي العباقرة تحدث المعجزات. شكسبير شاعر عبقري، هكذا كان يردد الجميع، وكنا نردد نحن، أيضا، دون أن نفهم لماذا على وجه التحديد، خصوصا أننا لم نكن قد قرأنا شيئا للمسرحي الإليزابيتي، وأقصى ما كنا نعرف عنه أنه صاحب مقولة: أكون أو لا أكون هذه هي المسألة»، التي كنا نردد بمناسبة وبدون مناسبة، كي نبهر من يستمع إلينا ونقنعه بسعة اطلاعنا وانغراسنا العميق في تربة المسرح.

فيما بعد، درسنا «هاملت» و»ماكبث» و»عطيل» و»روميو وجولييت» و»الملك لير» و»حلم ليلة صيف»… ولم يعد المسرحي الإنجليزي غريبا عنا. تعرفنا على شخصياته المرسومة بدقة مدهشة، وحبكاته التي تقطع الأنفاس، وجمله الشعرية الثاقبة. لكن في تلك الأيام البعيدة، حين قرر أستاذ التشخيص أن نشتغل على «حلم ليلة صيف» كي نعرضها في اليوم العالمي للمسرح، كنا مجرد طلاب في السنة الأولى، ولم يكن بيننا وبين الأستاذ شكسبير إلا الخير.  قضينا أسابيع طويلة في التداريب. «حلم ليلة صيف» بالعربية الفصحى. الترجمة  عصية على القراءة، مثل معظم النصوص الصادرة عن سلسلة المسرح العالمي، التي تدر نقودا محترمة على مترجمين رديئين، ماعدا استثناءات قليلة. لكن السلسلة، رغم الركاكة، ساهمت في محو الأمية المسرحية بالعالم العربي.

في البداية، خصصنا حصصا لقراءة المسرحية على «الطريقة الإيطالية». أي جلسنا حول طاولة ووزعنا الحوارات بيننا وشرعنا في قراءتها. تهجينا النص جماعة وقطّعناه إلى فصول، ووزع الأستاذ- المخرج  الأدوار على الفصل بأكمله. لم أكن موهوبا في التمثيل، ومع ذلك وجدتني ألعب دورا مهما في المسرحية:  دوق أثينا الذي يستعد للزواج من هيبوليتا الجميلة، وأوبيرون ملك الجن مع عفاريته الخارقين للعادة.  بدأنا التداريب. يرفع الستار ويظهر الدوق على الخشبة ماسكا بيدي حبيبته هيبوليتا. هيبوليتا هي مريم، زميلة قذفت بها صدفة طائشة إلى المسرح، علاقتها مع  الخشبة مثل علاقة إدريس الخوري- أطال الله في عمره- مع الفيسبوك. أقول لها: «حبيبتي هيبوليتا إن ساعة زواجنا تقترب بسرعة»… أقبل يديها وجبينها، أمسك بيدها وأدور بها على الخشبة، من الـ»كوتي كور» إلى الـ»كوتي جاردان»، ومن الـ»كوتي جاردان» إلى الـ»كوتي كور». بدل أن تتجاوب معي وترد بالحوار المناسب، تحدق فيّ بدهشة وامتعاظ، وهي تحاول أن تتذكر النص، وينعقد لسانها ونضطر لإعادة المشهد…  أمضينا أياما متواصلة ونحن نعيد المشهد الأول. كانت التداريب تجري في قاعة عبدالصمد الكنفاوي بالمعهد العالي للفن المسرحي ثم في مقر الاتحاد المغربي للشغل، بمنطقة «ليزورانجي». كنا نتناوب مع المعطلين على القاعة، نتدرب فيها صباحا ويعتصمون فيها مساء. كنا نحس أننا أعدنا المسرح المغربي إلى جذوره، أيام المسرح العمالي، وعبدالصمد الكنفاوي الذي كان قياديا في النقابة العريقة، التي تحولت إلى بناية مسجلة باسم موخاريق…

«هيبوليتا الجميلة، إن ساعة زفافنا تقترب سريعا». العرض أيضا يقترب، والضغط يرتفع، و»الستريس» يزيد. لم تستطع مريم مسايرة إيقاع التداريب. لم تتمكن حتى من حفظ الحوارات، كي نتحدث عن الدخول في الدور. المشكلة أنها وصلت إلى هذه القاعة عن طريق الصدفة، لم تكن مقتنعة أصلا بالمشاركة في المسرحية، لكن الأستاذ قرر أن الجميع سيؤدي دورا في العرض، لأن الأمر يتعلق بدرس في التشخيص، سينقّطنا عليه في النهاية. مريم جاءت للمعهد كي تدرس «التنشيط الثقافي» وتحصل على الدبلوم ثم تشتغل في مكتب بوزارة الثقافة، ووجدت نفسها ترتدي قفطانا قديما وتضع تاجا وتتزوج دوقا غريب الأطوار. كان لها صوت جميل وتحب أن تغني وردة أو فايزة أحمد، هذه كل علاقتها مع الفن. تتصرف مثل فتاة أرستقراطية لا يمكن أن تسقط على الأرض أو توسخ ملابسها، فيما كنا نحن مثل أطفال شوارع جمعهم أحد المحسنين في قاعة وقال لهم عيثوا فسادا على الخشبة. كان الأستاذ ينتف شعره عقب كل مشهد. لكنه يضحك أحيانا. كان مؤمنا برسالته الفنية، سرعان ما يستعيد هدوءه ويعطينا ما يلزم من توجيهات وملاحظات وتصويبات، رغم أن الوقت نفذ والعرض بات على الأبواب. كان يحاول أن يعملنا، كما يقول، «حرفة التمثيل». مريم ظلت منكفئة على نفسها، لا تحقق أي تقدم في الدور.

لكي يفك عقدتها على الخشبة، عنت له فكرة جهنمية: بينما كنا نحاول تأدية المشهد المستحيل، طلب مني فجأة أن أخلع قميصي. خلعت القميص. طلب مني أن أخلع حذائي. خلعت الحذاء. طلب أن أخلع السروال… تعالت الضحكات وساد الترقب والتشويق. خلعت السروال. بقيت بـ»الكيلوت» وسط الخشبة، جنب الملكة مريم. قال لي المخرج: «أنت الآن في المسبح مع خطيبتك، اقترح عليها الزواج!» قلت لها: «حبيبتي هيبوليتا إن ساعة زواجنا تقترب سريعا»… صارت الأجواء خفيفة ومرحة. هيبوليتا غالبها الضحك، والزملاء يقهقهون. صارت الملكة تبتسم وتضحك وهي تتمنع وتنظر إليّ باندهاش وحبور. حدثت المعجزة وخرج الحوار من فمها بسلاسة. دخلت في الشخصية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثل «حلم ليلة صيف» مثل «حلم ليلة صيف»



GMT 15:33 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر عربي اخترته للقارئ

GMT 15:29 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

شعر المتنبي - ٢

GMT 15:18 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

من شعر المتنبي - ١

GMT 23:58 2021 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

شعر جميل للمعري وأبو البراء الدمشقي وغيرهما

GMT 21:18 2021 الإثنين ,25 كانون الثاني / يناير

أقوال بين المزح والجد

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 09:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع
المغرب اليوم - المغرب تصنع أول دواء من القنب الهندي لعلاج الصرع

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib