دسائس البلاط
وقوع زلزال شدته 5.1 درجة على مقياس ريختر قبالة ساحل محافظة أومورى شمال اليابان حزب الله يُعلن تنفيذ هجومًا جويّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة شراغا شمال مدينة عكا المُحتلّة استشهاد 40 شخصاً جراء مجزرة اتكبتها ميليشيات الدعم السريع بقرية بوسط السودان المرصد السوري لحقوق الإنسان يُعلن استشهاد 4 من فصائل موالية لإيران في غارة إسرائيلية على مدينة تدمر وزارة الصحة في غزة تعلن ارتفاعاً جديداً لحصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 إغلاق سفارات الولايات المتحدة وإيطاليا واليونان في أوكرانيا خوفاً من غارة روسية منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد
أخر الأخبار

دسائس البلاط

المغرب اليوم -

دسائس البلاط

بقلم - جمال بودومة

كان قدر الحسن الأول أن يموت عام 1894 في تادلة، تحت شمس الصيف الحارقة، خلال إحدى «حرْكاته» الكثيرة. خليط من المكر والعبقرية دفعا حاجبه باحماد إلى إخفاء الخبر عن الحاشية، كي لا تعم الفوضى في البلاد وينفذ «مخططه الجهنمي» بتواطؤ مع امرأة تركية في الرباط. باحماد الذي أنجبه أحد عبيد القصر، تسلق وصعد نجمه حتى صار رقما أساسيا في مغرب نهاية القرن التاسع عشر، وفجأة وجد نفسه يقرر في مصير «الإيالة الشريفة»، كما كان يسمى المغرب وقتئذ. هكذا أعطى أوامره – باسم السلطان – كي يعود الموكب إلى الرباط. وطوال خمسة أيام، جرّت البغال جثمان الحسن الأول في خيمة ملكية منسدلة، والكل يعتقد أن السلطان على قيد الحياة. عندما وصل الموكب إلى الرباط، كانت الجثة قد تحللت عن آخرها، وكان العبيد المكلفون بحراسة الموكب يتمايلون بسبب الرائحة الكريهة. حتى البغال التي تحمل الجثمان كانت ترفض السير من فرط النتانة، والعهدة على المستر والتر هاريس، المستشار الإنجليزي لمولاي عبدالعزيز، الذي ألف كتابا ثمينا تحت عنوان: «المغرب الذي اختفى».

كان العرف في «المغرب القديم» يقضي ألا تدخل الجثث من أبواب المدن، كي لا تنزل اللعنة على الجميع، لذلك حفر العبيد ثقبا في سور الرباط المحاذي للقصر لتدخل منه جثة السلطان. داخل البلاط، كان يجلس طفل لم تظهر شواربه بعد، يضع التاج مثل لعبة على رأسه وينتظر. كانت خطة باحماد الجهنمية دخلت حيز التنفيذ: الحاجب أرسل خبر الوفاة إلى الرباط على عجل، كي ينصب عبدالعزيز سلطانا للمملكة رغم أنه ليس بكر الحسن الأول وعمره لم يتجاوز 13 سنة. العملية تمت بتواطؤ مع أم عبدالعزيز، لالة رقية التركية، التي لعبت دورا حاسما في تثبيت ابنها على العرش، نكاية في بقية الورثة الشرعيين، وعلى رأسهم بكر الحسن الأول المعروف بـ»مولاي أمحمد الأعور».

أول شيء أقدم عليه باحماد، بعد نجاح الخطة، هو تصفية منافسيه داخل البلاط وفي مقدمتهم آل الجامعي، الذين كانوا يتمتعون بنفوذ كبير في عهد الحسن الأول: الحاج المعطي الجامعي كان يشغل منصب رئيس الوزراء أو الصدر الأعظم، فيما كان أخوه السي محمد الصغير وزيرا للحرب. قرر باحماد أن «يتغذى» بآل الجامعي قبل أن «يتعشوا» به، فاستدرجهما إلى مكناس لعقد أول اجتماع مع السلطان – الطفل بعدما هيّأ كل شيء. بمجرد ما دخل الحاج المعطي الجامعي، طرح عليه مولاي عبدالعزيز سؤالا تافها وهو يرمقه ببرود، وما إن شرع في الكلام حتى أوقفه باحماد متهما إياه بـ»البخل والشطط وارتكاب جرائم سياسية»، طالبا من السلطان أن يعاقبه. وفي رمشة عين «تحول الصدر الأعظم إلى رجل يثير الشفقة»، كما ينقل هاريس، «جرجره العبيد والجنود في باحة القصر وجردوه من عمامته واضعين على رأسه شاشية مخزنية وهم يقهقهون». أما أخوه السي محمد الصغير، وزير الحرب، فقد كان في منزله عندما اعتقله رجال باحماد. هكذا نُقل الأخوان الجامعي إلى تطوان، حيث أنشأ لهما عبدالعزيز سجنا يشبه «تازمامارت»، قرنا قبل أن يشيّد الحسن الثاني «معلمته» الشهيرة. كانت أرجل وأيدي السجينين مقيدة طوال الوقت. وحين توفي الحاج المعطي، بعد عشر سنوات من الاعتقال، لم يتجرأ حاكم تطوان على دفنه، دون إذن من السلطان، وبقي جسده يتفسخ في الزنزانة جنب أخيه، الذي انتهى بأن غادر المعتقل سنة 1908، شبحا آدميا بلا بصر، ليقضي بقية العمر متسولا أعمى في طنجة، كما يروي المستر هاريس، بغير قليل من التأثر. آخر مرة التقاه، نقل  الجامعي إلى المستشار الإنجليزي رجاء حارا: أن يساعده على أن يُدفن مقيدا بالسلاسل… كي يلتقي مع باحماد والمولى عبدالعزيز بكامل أغلاله، في دار الحق!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دسائس البلاط دسائس البلاط



GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

GMT 17:32 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

عودة ترمبية... من الباب الكبير

GMT 21:28 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

«هي لأ مش هي»!

GMT 21:25 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

الفعل السياسي الأكثر إثارة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 07:39 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
المغرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 08:04 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
المغرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:49 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
المغرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:10 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
المغرب اليوم -

GMT 20:49 2019 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

دراسة حديثة تبيّن تهديد أمراض السمنة المفرطة لكوكب الأرض

GMT 02:25 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

مديرة صندوق النقد أسعار السلع المرتفعة ستستمر لفترة

GMT 16:15 2023 الأحد ,22 تشرين الأول / أكتوبر

المغربي نصير مزراوي يواصل الغياب عن "بايرن ميونخ"

GMT 04:58 2023 الإثنين ,16 تشرين الأول / أكتوبر

وقوع زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر جنوب غرب إيران

GMT 10:06 2023 الثلاثاء ,27 حزيران / يونيو

المغرب يسعى لاستيراد ما يصل إلى 2.5 مليون طن من القمح

GMT 07:08 2023 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

أفكار لتجديد ديكور المنزل بتكلفة قليلة

GMT 07:17 2023 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

كاليفورنيا تتأهّب لمواجهة عاصفة مطرية عاتية و "وحشيّة"

GMT 07:44 2022 الأربعاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مكياج كلاسيكي لعروس موسم خريف 2022

GMT 14:16 2021 الجمعة ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أبل تطلق خاصية جديدة تسمح لك بإصلاح أجهزة "آيفون" بنفسك
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib