ارجع يا إدريس
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

ارجع يا إدريس!

المغرب اليوم -

ارجع يا إدريس

بقلم - جمال بودومة

عندما سمعت الأحكام التي وزعها القاضي على الزفزافي ورفاقه -باسم جلالة الملك- فكرت مباشرة في المرحوم إدريس بنزكزي، لا شك أنه يتقلب في قبره من هول الصدمة، ووجدتني أردد بصوت مرتفع: “ارجع يا إدريس إنهم يبصقون على الإنصاف، ارجع يا إدريس إنهم يبولون على المصالحة!”. أما ورثته في “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”، فلا أحد ينتظر منهم أي شيء،  لأنهم “باعو الماتش” من زمان، بل إن تواطؤهم وسكوتهم عن الانتهاكات هو الذي أعادنا كل هاته الأعوام إلى الوراء. خلال ما يعرف بـ”سنوات الجمر”، كان هناك ممرض اسمه بو بكر الحسوني، مهمته “الإشراف الطبي” على تعذيب الضحايا، وإخفاء الكدمات والندبات كلما استدعت الضرورة. الحسوني اليوم لم يعد شخصا، بل مؤسسة اسمها “المجلس الوطني لحقوق الإنسان”، مهمتها أن تخفي الانتهاكات وتبرر التعذيب وتتستر على المعتقلات السرية. الملايين التي يتقاضاها اليزمي ورفاقه كل شهر، جعلتهم يديرون ظهرهم لملايين المغاربة الذين يخرجون للتظاهر بحثا عن الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، دون أن يرف لهم جفن. لو بقيت لديهم ذرة من الغيرة على حقوق الإنسان لخلعوا “طابلية” الحسوني وقدموا استقالتهم، لكن الخجل لم يعد يزور وجوههم من زمان، بعد ما أعطوا لضمائرهم عطلة مفتوحة!

الأحكام السريالية التي صدرت في حق نشطاء الريف، تتويج لسيطرة الأمنيين على دواليب السلطة، بعد ست سنوات من التراجعات السياسية والحقوقية. نجاح الدولة في امتحان 20 من فبراير، وتهدئة الشارع مقابل دستور وحكومة “إسلامية”، جعلها تفكر في اجتثاث الشر من أصله، كي لا تضطر إلى مواجهة موجة جديدة من التظاهرات المفاجئة في المستقبل. هكذا تفتقت العبقرية الأمنية عن عصا مرفوعة في وجه الجميع ومجموعة من الخطوات الاستباقية: التضييق على الحقوقيين، إسكات الأصوات المعارضة، استعمال القوة في تفريق الاحتجاجات… الرسالة كانت واضحة: “اللي دوا يرعف!”

هذه الأحكام تسدل الستار على مسار سياسي استغرق بناؤه عشرون سنة تقريبا، منذ اعتلاء محمد السادس العرش خلفا للمرحوم الحسن الثاني، الذي ختم عهده بتنظيف البلاد من الدم والضحايا والمعتقلات السرية، والتصالح مع من كانوا يتصارعون معه حول السلطة بكل الوسائل. طبعا، من التبسيط أن نقارن ما يجري الآن في البلاد مع “سنوات الجمر”، لأن الصراع على السلطة وقتها كان بين أحزاب سياسية قوية، خرجت من الحركة الوطنية التي طردت الاستعمار وأجبرته على إعادة الملك إلى العرش، وبين ملك طموح يملك رؤيته الخاصة للسلطة، المتناقضة مع تصور بنبركة وبوعبيد وعلال الفاسي. اليوم، نحن أمام دولة متصالحة مع مواطنيها، أمضينا سنوات في بنائها على أسس جديدة، ومؤسسات يفترض أنها تحمل المشروع الديمقراطي، تخرج عن دورها وتصطدم بالشعب، بعد تسليم شهادة الوفاة إلى الأحزاب السياسية. المواجهة باتت مفتوحة ومباشرة بين المخزن والجماهير، بلا وسيط.

لقد أصيبت السلطة بالارتباك بعد ما عجزت عن إيجاد حل لاحتجاجات الريف، التي تعبر عن مأزق “الخيار الأمني”، وبدأت تتخبط وتستخدم كل ما تجده أمامها، كما يفعل الخائف، والنتيجة تكسير مؤسسات بأكملها، كما يحدث في مشاجرة ليلة بإحدى الحانات. في البداية دفعت بالمؤسسة الأمنية إلى المحرقة، وجعلت أصحاب البذلة العسكرية ينزلون بهراواتهم على متظاهرين عزلا، يرفعون مطالب اجتماعية مشروعة، بعناد وعزيمة وصمود. شرطة ودرك ومخازنية يتواجهون مع نساء وأطفال وشباب وشيوخ، لم يرتكبوا أي جرم. في المرحلة الثانية، ألقي القبض على زعماء الاحتجاج، وزجت الدولة بالمؤسسة القضائية في هذه المعركة الخاسرة: عشرون سنة في حق شباب يطالبون بمستشفى ومناصب شغل… “خايبة حتى للتعاويد”!

لقد أوصلنا “الخيار الأمني” إلى مأزق حقيقي. حتى لو صدر عفو عن المعتقلين، ستخرج المؤسسات مضعضعة من التجربة، لأن إلغاء حكم بعشرين سنة عن طريق العفو يعني أن الجهاز القضائي برمته ينبغي أن يحل ويعاد بناؤه من جديد، وأن المؤسسات التي قضينا عشرين سنة في بنائها تهدمت. أما ترك هؤلاء الشباب في السجن، فهي فضيحة لا تستطيع الدولة تحملها عواقبها الخارجية والداخلية… “إيوا فكها يا من وحلتيها”!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ارجع يا إدريس ارجع يا إدريس



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 03:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مواعيد مباريات اليوم الاثنين 23 - 12 - 2024 والقنوات الناقلة

GMT 21:42 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة ناسي تثير التساؤلات قبل مواجهة الرجاء

GMT 21:48 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

لاعبين مغاربة ضمن لائحة الأفارقة الأعلى أجرا في العالم

GMT 23:43 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيليان مبابي وصل للقاع بعد إهداره ركلة جزاء أمام بيلباو

GMT 22:13 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مونزا متذيل ترتيب الدوري الإيطالي يقيل مدربه نيستا

GMT 01:25 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

جافي لاعب برشلونة الإسباني يعترض على أداء ليفاندوفسكي

GMT 00:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

روبن أموريم يُعلن أن المحيطون براشفورد يتخذون قرارات خاطئة

GMT 23:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

يو إف سي تُعلن عن نزالات بطاقة الرياض رسمياً

GMT 20:33 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تواجهك أمور صعبة في العمل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib