دسائس البلاط
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

دسائس البلاط

المغرب اليوم -

دسائس البلاط

بقلم - جمال بودومة

كان قدر الحسن الأول أن يموت عام 1894 في تادلة، تحت شمس الصيف الحارقة، خلال إحدى «حرْكاته» الكثيرة. خليط من المكر والعبقرية دفعا حاجبه باحماد إلى إخفاء الخبر عن الحاشية، كي لا تعم الفوضى في البلاد وينفذ «مخططه الجهنمي» بتواطؤ مع امرأة تركية في الرباط. باحماد الذي أنجبه أحد عبيد القصر، تسلق وصعد نجمه حتى صار رقما أساسيا في مغرب نهاية القرن التاسع عشر، وفجأة وجد نفسه يقرر في مصير «الإيالة الشريفة»، كما كان يسمى المغرب وقتئذ. هكذا أعطى أوامره – باسم السلطان – كي يعود الموكب إلى الرباط. وطوال خمسة أيام، جرّت البغال جثمان الحسن الأول في خيمة ملكية منسدلة، والكل يعتقد أن السلطان على قيد الحياة. عندما وصل الموكب إلى الرباط، كانت الجثة قد تحللت عن آخرها، وكان العبيد المكلفون بحراسة الموكب يتمايلون بسبب الرائحة الكريهة. حتى البغال التي تحمل الجثمان كانت ترفض السير من فرط النتانة، والعهدة على المستر والتر هاريس، المستشار الإنجليزي لمولاي عبدالعزيز، الذي ألف كتابا ثمينا تحت عنوان: «المغرب الذي اختفى».

كان العرف في «المغرب القديم» يقضي ألا تدخل الجثث من أبواب المدن، كي لا تنزل اللعنة على الجميع، لذلك حفر العبيد ثقبا في سور الرباط المحاذي للقصر لتدخل منه جثة السلطان. داخل البلاط، كان يجلس طفل لم تظهر شواربه بعد، يضع التاج مثل لعبة على رأسه وينتظر. كانت خطة باحماد الجهنمية دخلت حيز التنفيذ: الحاجب أرسل خبر الوفاة إلى الرباط على عجل، كي ينصب عبدالعزيز سلطانا للمملكة رغم أنه ليس بكر الحسن الأول وعمره لم يتجاوز 13 سنة. العملية تمت بتواطؤ مع أم عبدالعزيز، لالة رقية التركية، التي لعبت دورا حاسما في تثبيت ابنها على العرش، نكاية في بقية الورثة الشرعيين، وعلى رأسهم بكر الحسن الأول المعروف بـ»مولاي أمحمد الأعور».
أول شيء أقدم عليه باحماد، بعد نجاح الخطة، هو تصفية منافسيه داخل البلاط وفي مقدمتهم آل الجامعي، الذين كانوا يتمتعون بنفوذ كبير في عهد الحسن الأول: الحاج المعطي الجامعي كان يشغل منصب رئيس الوزراء أو الصدر الأعظم، فيما كان أخوه السي محمد الصغير وزيرا للحرب. قرر باحماد أن «يتغذى» بآل الجامعي قبل أن «يتعشوا» به، فاستدرجهما إلى مكناس لعقد أول اجتماع مع السلطان – الطفل بعدما هيّأ كل شيء. بمجرد ما دخل الحاج المعطي الجامعي، طرح عليه مولاي عبدالعزيز سؤالا تافها وهو يرمقه ببرود، وما إن شرع في الكلام حتى أوقفه باحماد متهما إياه بـ»البخل والشطط وارتكاب جرائم سياسية»، طالبا من السلطان أن يعاقبه. وفي رمشة عين «تحول الصدر الأعظم إلى رجل يثير الشفقة»، كما ينقل هاريس، «جرجره العبيد والجنود في باحة القصر وجردوه من عمامته واضعين على رأسه شاشية مخزنية وهم يقهقهون». أما أخوه السي محمد الصغير، وزير الحرب، فقد كان في منزله عندما اعتقله رجال باحماد. هكذا نُقل الأخوان الجامعي إلى تطوان، حيث أنشأ لهما عبدالعزيز سجنا يشبه «تازمامارت»، قرنا قبل أن يشيّد الحسن الثاني «معلمته» الشهيرة. كانت أرجل وأيدي السجينين مقيدة طوال الوقت. وحين توفي الحاج المعطي، بعد عشر سنوات من الاعتقال، لم يتجرأ حاكم تطوان على دفنه، دون إذن من السلطان، وبقي جسده يتفسخ في الزنزانة جنب أخيه، الذي انتهى بأن غادر المعتقل سنة 1908، شبحا آدميا بلا بصر، ليقضي بقية العمر متسولا أعمى في طنجة، كما يروي المستر هاريس، بغير قليل من التأثر. آخر مرة التقاه، نقل  الجامعي إلى المستشار الإنجليزي رجاء حارا: أن يساعده على أن يُدفن مقيدا بالسلاسل… كي يلتقي مع باحماد والمولى عبدالعزيز بكامل أغلاله، في دار الحق!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دسائس البلاط دسائس البلاط



GMT 22:27 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

تل أبيب ــ دمشق... سقوط الضمانات

GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس

GMT 18:37 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

شيرى عادل فى كواليس تصوير "بنات سوبر مان"

GMT 02:51 2017 الجمعة ,27 تشرين الأول / أكتوبر

شيرين سعيدة بنجاح "سابع جار" ودورها في "عائلة زيزو"

GMT 08:44 2016 الثلاثاء ,27 أيلول / سبتمبر

لائحة مغربيات لمعت أسماؤهن في سماء الموضة العالمية

GMT 10:55 2016 الخميس ,21 تموز / يوليو

ماريو غوتزه ينضم إلى بروسيا دورتموند رسمياً
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib