حكومة التطبيع مع قتل النساء
استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان الجيش الروسي ينفذ هجومًا بالصواريخ والطائرات المُسيرة على مدينة أوديسا مما أسفر عن مقتل شخصًا وإصابة عشرة آخرين على الأقل حارس منتخب تونس أمان الله مميش يرتكب خطأ فادحاً خلال مواجهة مدغشقر في التصفيات المؤهلة لكاس أمم إفريقيا 2025 زلزال قوي يضرب إندونيسيا بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر يضرب ولاية ملاطيا وسط تركيا اليويفا يفرض غرامات على الاتحاد الفرنسي لكرة القدم والإسرائيلي عقب الأحداث التي وقعت أمس في باريس ضمن منافسات دوري الأمم الأوروبية وفاة الأميرة اليابانية ميكاسا أكبر أعضاء العائلة الإمبراطورية عن عمر يناهز 101 عاماً
أخر الأخبار

حكومة التطبيع مع قتل النساء

المغرب اليوم -

حكومة التطبيع مع قتل النساء

احمد عصيد

أعدت وزارة التضامن والمرأة والأسرة مشروع قانون لمحاربة العنف ضد النساء ، أعدته بدون أي تعاون أو شراكة أو استشارة مع المنظمات النسائية المغربية التي ما فتئت تناضل منذ عقود طويلة من أجل حق المرأة المغربية في الكرامة والمساواة، وسلمت الوزيرة المشروع على علاته لرئيس الحكومة الذي سكت عنه وأقبره إلى حدود الساعة، ولم تكلف الأحزاب المشاركة في الحكومة نفسها عناء تحريك الملف بل اكتفت بتقديم "ملاحظاتها"على المشروع، أثناء ذلك تعرضت آلاف النساء للعنف اليومي سواء من طرف أزواجهن أو أقربائهن أو من لا تربطهن به أية صلة قرابة، بل قام رجل بذبح زوجته بالقنيطرة "من الوريد إلى الوريد" كما نشرت صحافة الإثارة، وقام آخر بطعن طليقته بالمحمدية طعنات قاتلة أدت إلى وفاتها على الفور، بعد نجاحها في الحصول على طلاقها منه.
وفي أكادير لم تستطع امرأة العودة إلى بيتها بسبب تهديد الزوج لها بذبحها، وعندما قدمت شكايتها إلى الأمن، "نصحوها" بالعودة إلى بيتها، فعادت وكان زوجها عند وعده فذبحها بوحشية. وفي تارودانت أقدمت سيدة في الواحدة والعشرين من عمرها على الانتحار رفقة ابنيها أحدهما طفل في شهره السابع وطفلة في سنتها الثالثة، وذلك بالسقوط في بئر عميقة، بعد طول عذاب مع زوجها الذي ما فتئ يمارس عليها كل أشكال التعذيب، ليتوج كل ذلك بالزواج عليها، وعكس ما يقوله دهاقنة الإسلاميين وفطاحل الفقهاء في تبرير "حكمة التعدّد"، فالمرأة لم تكن عاقرا ولا هي بالعجوز التي أقعدها المرض، كانت شابة في مقتبل العمر، عقدت العزم على إنهاء كابوس حياة زوجية ما زالت في بدايتها، بسبب عدم استجابة أي من الأطراف التي استنجدت بها لنداءاتها المتوالية، ولو حتى بالسؤال عن حالها.
إنها حكايات دامية لا تنتهي، لكن السؤال قبل أن يتعلق بأسباب السلوك الوحشي للرجال، مطروح على المسؤولين الذين لا يبدو أن ما يجري يحرك مشاعرهم أو يخز ضمائرهم.
ففي الوقت الذي ما زال فيه رئيس الحكومة منشغلا بصراعاته الصغيرة، وتلاسناته السطحية التي لم تعد تسلي أحدا، لا شيء يبدو قادرا على إيقاف عنف الرجال ضدّ النساء، والذي تجاوز طور الحالات المعزولة ليصبح ذهنية سائدة، ترسخها الحكومة بتجاهل الموضوع والتثاقل في إصدار القوانين اللازمة لوضع حدّ لهذه الظاهرة الخطيرة.
تقول الإحصائيات إن العنف ضد النساء قد تزايد بنسب كبيرة (يطال امرأتين من كل ثلاث نساء تتراوح أعمارهن بين 18 و64 سنة)، كما أنه متنوع في مجالاته وأشكاله، فمن المجال الأسري والحياة الزوجية، إلى الشارع العامّ ومؤسسات التربية والتكوين والإدارة والمجال المهني، يشمل العنف جميع الأنواع من العنف الجسدي والنفسي إلى الاقتصادي والجنسي، إضافة إلى العنف الناتج عن انتهاك الحريات الفردية للمرأة، والعنف القانوني.
غياب قانون تجريم العنف ضد النساء يجعل إمكانيات حماية النساء ضئيلا، فالضابطة القضائية والنيابة العامة لا تقومان بدورهما في المواجهة الحازمة للتهديدات التي تتعرض لها النساء قبل فوات الأوان، والعقلية الذكورية تجعل الأمر يبدو كما لو أن جميع أشكال العنف مقبولة وطبيعية ما دام الرجل حرا في تصرفه في جسد زوجته.
أمام هذه الأوضاع المتردية التي تشرعن فيها القوة العضلية كل شيء في غياب العقل والحس الإنساني، تتحمل وزارات الداخلية والعدل والأسرة مسؤولية مباشرة عما يجري، (مع العلم أن الحكومة المغربية تلقت تمويلا أجنبيا هاما من أجل التحرك لوضع حدّ للعنف الممارس على النساء) وفي غياب الإطار القانوني الذي يلزمها باحترام مهامها في حماية حياة مواطنات في خطر، على القوى الديمقراطية أن تتكتل لمحاسبة حكومة أخلفت مواعيدها مع التاريخ ومع المغاربة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكومة التطبيع مع قتل النساء حكومة التطبيع مع قتل النساء



GMT 17:00 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 16:59 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 16:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 16:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 16:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 16:41 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 16:40 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بين قاهر.. وقاتل

GMT 16:38 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مصمم الأزياء إيلي صعب.. هل تآمر على مهرجان القاهرة؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 05:49 2022 الخميس ,01 كانون الأول / ديسمبر

أفضل الطرق العصرية لتنسيق الجينز الفضفاض

GMT 18:53 2022 السبت ,05 شباط / فبراير

الوداد يكتفي بالتعادل أمام إتحاد طنجة

GMT 18:18 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib