كيف ينشأ الفرعون،، وكيف ينتهي
استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان الجيش الروسي ينفذ هجومًا بالصواريخ والطائرات المُسيرة على مدينة أوديسا مما أسفر عن مقتل شخصًا وإصابة عشرة آخرين على الأقل حارس منتخب تونس أمان الله مميش يرتكب خطأ فادحاً خلال مواجهة مدغشقر في التصفيات المؤهلة لكاس أمم إفريقيا 2025 زلزال قوي يضرب إندونيسيا بلغت قوته 6.5 درجة على مقياس ريختر زلزال بقوة 4.9 درجة على مقياس ريختر يضرب ولاية ملاطيا وسط تركيا
أخر الأخبار

كيف ينشأ الفرعون،، وكيف ينتهي ؟

المغرب اليوم -

كيف ينشأ الفرعون،، وكيف ينتهي

احمد عصيد

كان الملك الحسن الثاني قد أشار في إحدى خطبه إلى ضرورة إقرار قانون يمنع المسؤولين عن المؤسسات العمومية من البقاء في مناصبهم لأكثر من أربع سنوات، لكنها فكرة لم تتحقق، من جهة لأن الكثيرين من المتحدث عنهم يشغلون مناصبهم بظهائر تصدر عن الملك نفسه، من جهة ثانية لأن الأمر لم يكن أكثر من غضبة من غضبات السلطان المعهودة على فلان أو علان، والتي سرعان ما تعود بعدها الأمور إلى ما كانت عليه من فساد واستبداد، وكأن الدولة لا يمكن أن تستمر بغيرهما.
اليوم تعرف مؤسسات الدولة كثيرا من الديناصورات والفراعنة، الذين يعطون عن أنفسهم صورة المسؤولين الخبراء المحنكين، في الوقت الذي ليسوا فيه أكثر من موظفين نسيهم الزمن ونسوا أدوارهم الأصلية، فأصبحوا من عثرات الدولة والمؤسسات.
لا يولد المرء فرعونا، بل قد يكون من أطيب الناس عند اقتعاده كرسي الرئاسة والمسؤولية، لكن يولد الفرعون داخله وينشأ بالتدريج بسبب توفر العوامل التالية، التي هي العوامل الطبيعية لنشأة الفراعنة:
1) يلعب عامل الزمن دورا محوريا حيث يجعل شخصية المسؤول تنتقل بالتدريج ـ ودون شعور من الشخص المعني ـ من الشخصية المحاورة المنفتحة المتقبلة للرأي والراغبة في الاستفادة من خبرات الآخرين، إلى شخصية متعجرفة متصلبة خشنة الطباع منفعلة بشكل يصل حدّ الفظاظة، ولهذا يلاحظ الناس على الفرعون كلما زادت مدة شغله لمنصبه أنه يتحول بالتدريج إلى شخص يعامل الناس المحيطين به باحتقار ظاهر، وكأنهم خدم في بيته، أو عبيد مملوكون له بالوراثة.
2) العامل الثاني أعوان السوء المحيطون بالفرعون الناشئ، وهم الذين يصورون له القبيح حسنا، والغلظة قوة، والإهانة تدبيرا ومهارة، والمقالب والخدع دهاء وذكاء، فيفقد الفرعون بالتدريج أخلاق الفضيلة، ويعتنق "الماكيافيلية" التي هي فنّ البقاء في المنصب، وعقيدة "الغاية تبرر الوسيلة" .
3) العامل الثالث أولائك المستعدون، بحكم تطبعهم بأخلاق "العبودية الإرادية"، أن يعرضوا خدماتهم على الفرعون حتى ولو اقتضى ذلك أن يطعنوا الجميع في ظهورهم.
4) العامل الرابع أن المكاسب المادية تعلم الفرعون أن الكرسي هو أولوية الأولويات، وليس الأهداف المعلنة للناس، ولهذا يعمل الفرعون ما بوسعه للحفاظ على موقعه، فيكثر بذلك ضحاياه.
5) العامل الخامس كراهية النقد والاعتقاد في الكمال، مما يجعل الفرعون يفاقم الأخطاء تلو الأخرى دون أن تظهر له أنها كذلك، حيث يقدم روايات مموهة عن كل واقعة، ينتهي دائما إلى تصديق صحتها هو نفسه، بعد أن يكون قد اصطنعها اصطناعا.
6) العامل السادس اعتماد التعليمات الشفوية والحرص على تجنب المكتوب، لأن هذا يمنحه إمكانية التملص من المسؤولية وتقديم أكباش الفداء من بين المحيطين به. وقد يصل في ذلك حد إنكار ما شهد الناس عليه جميعا، واعتبارهم ضحايا وهم جماعي.
7) العامل السابع السعي إلى زرع الفرقة بين العاملين تحت إمرته بتقريب الأتباع وإرشاء المريدين وإغرائهم بالمال والأعطيات، وخلق الشنآن من أجل مصادمة الناس بعضهم ببعض، حتى لا يتوحدوا ضدّه عند اتساع رقعة التذمر وتزايد الشكوى.
هكذا ينشأ الفرعون فكيف ينتهي ؟
تكون نهاية الفرعون سعيدة في النادر، مأساوية في الغالب، فإن هو أظهر التزلف والركوع لأولي الأمر غضوا عنه الطرف إلى حين، و إن تمادى في نزعته الفرعونية حتى يتشبه بأسياده عوقب بعد أن يضجّ الناس منه ويشتد لغطهم وشكواهم، فيعزله الحكام بسبب ما صار يمثله من تهديد للاستقرار وتشويش على خطاب الدولة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف ينشأ الفرعون،، وكيف ينتهي كيف ينشأ الفرعون،، وكيف ينتهي



GMT 17:00 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بيت من زجاج

GMT 16:59 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترامب والبعد الصيني – الإيراني لحرب أوكرانيا...

GMT 16:58 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ترمب ومشروع تغيير المنطقة

GMT 16:45 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

طبيبة في عيادة «الترند»!

GMT 16:43 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

ولاية ترمب الثانية: التحديات القادمة

GMT 16:41 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

من الرياض... التزامات السلام المشروط

GMT 16:40 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

بين قاهر.. وقاتل

GMT 16:38 2024 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مصمم الأزياء إيلي صعب.. هل تآمر على مهرجان القاهرة؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 23:38 2024 الخميس ,17 تشرين الأول / أكتوبر

3 أهداف وانتصاران لحمدالله أمام النصر

GMT 23:35 2024 السبت ,19 تشرين الأول / أكتوبر

سعر صرف الدرهم يتحسن مقابل الأورو وينخفض أمام الدولار

GMT 04:03 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

اتحاد طنجة يفوز على أولمبيك آسفي

GMT 18:23 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib