الثامنة بتوقيت بيروت
وفاة 13 طفلا في المكسيك وشكوك بتلوث أكياس التغذية الوريدية تأجيل مهمة أرتميس لوكالة ناسا التي ستعيد البشر إلى القمر مرة أخرى حتى عام 2026 الفصائل المسلحة تُنهي حظر التجول في مدينة حلب السورية وتعيد نشر الشرطة المحلية استشهاد أكثر من 30 فلسطينياً ووقوع عدد من الجرحى في قصف إسرائيلي منازل بمحيط مستشفى كمال عدوان شمالي قطاع غزة الجيش الإسرائيلي يُواصل خرق اتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله ويشن عدة غارات على جنوب وشرق لبنان جهاز "الشاباك" يعتقل شخصين بتهمة التجسس لصالح إيران وجمع معلومات حول أنشطة الجيش الإسرائيلي مكتب المدعي العام العسكري في كوريا الجنوبية يُطالب بمنع 10 ضباط من مغادرة البلاد خروج مدرب أتلتيكو مدريد مطروداً بالبطاقة الحمراء خلال مباراة فريقه أمام كاسيرينيو في ثاني أدوار كأس ملك إسبانيا توقيف شمس الدين قنديل لاعب السوالم ست مباريات مع تغريمه 50 ألف درهم بسبب "تصرف غير أخلاقي" قوات الاحتلال تداهم منازل الفلسطينيين وتنفذ حملة اعتقالات في بلدة دير أبو ضعيف شرق جنين
أخر الأخبار

الثامنة بتوقيت بيروت

المغرب اليوم -

الثامنة بتوقيت بيروت

بقلم - مصطفى فحص

في تمام الثامنة مساءً يوم الأحد الماضي، وقف اللبنانيون في شرفات منازلهم وصفقوا تحيةً للفريق الطبي الصامد في وجه عدو مجهول. لم يسأل الطبيب أو الطبيبة؛ والممرض أو الممرضة، والمسعف أو المسعفة، عن مذهب المصاب أو انتمائه الحزبي أو العقائدي... لم يحضر سؤال اللبناني المعتاد: «حضرتك من وين؟». في الثامنة مساءً؛ تكونت صورة لبطل جديد تموضع في ذاكرة اللبنانيين من دون الحاجة إلى إطلالات وخطابات، أو إعلان انتصارات في الداخل أو الخارج، ولم يستخدم البطل في هذه المواجهة هويةً خاصةً أو عقيدةً أو انتماءً... لم يكن يحمل سوى سلاح إنسانيته ويقوم بواجبه الأخلاقي، ففي هذه المواجهة أعيد تموضع البطل، ورفع من الانتماء الخاص إلى الفضاء العام.
في صورة البطل الجديد ضاعت المحاور؛ أغلقت زواريب السياسة. استشاط أهل السلطة غضباً؛ لم يستوعب الأقوياء منهم أن صناعة المنتصر ليست حكراً عليهم، ولم تعد تخضع لشروطهم، فضاقت صدورهم من مبادرة ردَّت لجنود مجهولين جميلَهم، ولأنها لم تخرج من كنفهم، عدَّوا أنها خرجت عليهم، فرفضوها وحرضوا على من دعوا إليها، نبشوا في هوياتهم... في ملامح وجوههم وأسمائهم، فسّروا كلامهم وفقاً لأهوائهم، ليصلوا إلى ضالتهم، فاتهموهم بأنهم ينتمون إلى مؤامرة حيكت في «17 أكتوبر (تشرين الأول)» الماضي.
في الثامنة مساءً؛ أعادت بيروت العمل بتوقيت «17 أكتوبر»، فاستفزّ الحزب الحاكم؛ استنفر قواعده، واستحضر الموروث والغيبيات، واستخدم التراث الديني العام من أجل الخاص، وحضر الخاص بكل تفاصيله وفروعه، وعصبياته وخصوصياته، كأنَّه يفرض على بيئته مجدداً حواجز عقائدية تفصلهم عن بقية اللبنانيين، كأنه يفضل الكونفدرالية على التعددية، وصراع العصبيات بديلاً للهوية المركبة، في الوقت الذي كان فيه الهمّ والخوف والخلاص، والعدو والواجب، والحزن والحب، مشتركاً؛ كما هي المشتركات الوجدانية والأخلاقية والإنسانية ما بين مطالب غيفارا الثائر الأممي، والقاضي محمد المناضل من أجل حرية الشعب الكردي في مهاباد، وعبد الباسط الساروت حارس ثورة الشعب السوري، وصفاء السراي في ساحة التحرير ببغداد، وعلاء أبو فخر في بيروت... ومنهم إلى كل الفرق الطبية في جميع أنحاء العالم وهي تحارب على جبهة واحدة من أجل سلامة البشرية وكرامة الإنسان.
مما لا شكَّ فيه أن جائحة «كورونا» قد منحت سلطة العهد فرصة حتى تستعيد بعضاً من زمام المبادرة، واستثمار الوقت الذي ينشغل فيه اللبنانيون بمكافحة «كورونا»، لإعادة فرض هيبتها السياسية والأمنية، وفرض هيكلية جديدة للحكم يخضع فيها الجميع لسلطة الحزب الحاكم... يرسم حدود الصلاحيات لأفراد الرعية، في إطار سلطة أبوية يمارسها مرشد العهد وناظمه السياسي؛ أبوية عبّر عنها الصحافي اللبناني علي الأمين بقوله: «... هذا الخطاب (الأبوي) الذي قام على التعامل مع اللبنانيين وقبلهم المسؤولين اللبنانيين، باعتبارهم الأبناء الذين يحبّهم وهو أعلم بمصلحتهم من أنفسهم، لكنه الحب المشروط ضمناً بالطاعة، وعدم الخروج على سلطة الأب وهيبته واحترامه، لأنه حينذاك فإن الأب يبطش بابنه الذي يحبه، فيما لو خرج عن سلطته، وتجاوز شروط البنوّة وحدودها».
فعلياً لا يزال تاريخ «17 أكتوبر» يقضّ مضاجع العهد، ويشكّل كابوساً يصعب الشفاء منه؛ يلاحق قراراته، وفساده ومحاصصاته. ورغم توقف التظاهر والاعتصامات بفعل الوباء، فإن الحكومة انتهزت الفرصة، وتحت ذريعة الفيروس، قامت بهدم خيام المعتصمين في ساحة الشهداء وسط العاصمة بيروت، في محاولة لإلغاء رمزية الانتفاضة وإعادة الأمور إلى ما قبل «17 أكتوبر» قبل الانتهاء من الحرب على «كورونا». فالإطباق على الانتفاضة بات مشروعاً تنفذه الحكومة بتغطية كاملة من الحزب الحاكم الذي فشل في السابق في النيل من وطنية الانتفاضة، وصدم بصمودها أمام الترهيب الذي تعرضت له، وهي، رغم غيابها الميداني، لا تزال احتمالاً جدياً سيعود عندما تتاح الفرصة.
في الثامنة مساءً؛ قرعت الانتفاضة جرس الإنذار مجدداً، وأعلن شبانها وشاباتها عن موعد مفتوح مع ساحة الشهداء، ليكونوا شهوداً على ما ارتكبت السلطة تحت جنح الجائحة، فالذي أحرق خيامهم يعتقد أنه تمكن من حرق التاريخ، لكنَّه نسي أن القوي، مهما بلغت قوته، لم يعد يملك حصرية كتابته.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثامنة بتوقيت بيروت الثامنة بتوقيت بيروت



GMT 19:37 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

وانفقأ دُمّل إدلب

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:35 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 17:39 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أي تاريخ سوف يكتب؟

GMT 17:36 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تَدَعوا «محور الممانعة» ينجح في منع السلام!

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمّان - المغرب اليوم

GMT 06:52 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يستعيد عافيته رغم قوة الدولار والمخزونات الزائدة

GMT 22:39 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

الدرهم يتراجع بهذه النسبة مقابل الدولار الأمريكي

GMT 03:37 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

تعاون رياضي بين الوداد واتحاد طنجة بهذا الخصوص

GMT 21:44 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

واردات الصين من النفط تهبط للشهر السادس على التوالي

GMT 12:02 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

مدرب المنتخب المغربي يتجه الي ضم اللاعب غانم

GMT 21:50 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب قد يشدد موقفه من نفط إيران ويثير غضب الصين

GMT 21:20 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

جيه.بي مورغان يقلص توقعاته للنمو في إسرائيل خلال 2024

GMT 21:13 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

موانئ أبوظبي توقع 4 مذكرات تفاهم لاستكشاف الفرص في باكستان

GMT 17:44 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الدولار يهبط وسط تقارب نسب التأييد في الانتخابات الأميركية

GMT 08:02 2019 الخميس ,30 أيار / مايو

أبرز صيحات أحذية 2019 من وحي الدور العالمية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib