طهران والاثنا عشر شرطاً
ريال مدريد يدرس ضم أرنولد من ليفربول في يناير القادم تقديم 21 شخصا أمام وكيل الملك بتارودانت على خلفية أحداث شغب مباراة هوارة وأمل تزنيت وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3365 شهيداً و14344 مصاباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي "حزب الله" يجبر طائرتين مسيرتين لقوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة الأجواء اللبنانية أوكرانيا تعلن مسئوليتها عن اغتيال ضابط روسي في شبه جزيرة القرم جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم ببناء بؤر الاستيطانية وفتح محاور جديدة للبقاء أطول في قطاع غزة إرتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,712 أغلبيتهم من الأطفال والنساء منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي فرنسا تستنفر وتمنع العلم الفلسطيني قبل مباراتها مع إسرائيل خشية تكرار أحداث أمستردام حزب الله يُنفذ هجوماً جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة راميم في ثكنة هونين شمال مدينة صفد مقتل مستوطنيين إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين جراء سقوط صواريخ لحزب الله في نهاريا
أخر الأخبار

طهران والاثنا عشر شرطاً

المغرب اليوم -

طهران والاثنا عشر شرطاً

مصطفى فحص
الرباط - المغرب اليوم

وأخيراً أدركتْ طهران أن مرحلة السماح الأميركي شارفت على نهايتها، وأنها أمام مشهد إقليمي ودولي مختلف تماماً عن الاثنتي عشرة سنة التي مضت، تمكنت خلالها من تجيير اندفاعة جورج بوش الابن لصالحها إقليمياً، وفي استثمار انكفاء باراك أوباما دولياً، معادلة مكنتها من شرعنة نفوذها الإقليمي تحت غطاء دولي بعد نجاحها في ربطه بالاتفاق النووي، الذي فرضه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما على حلفائه الأوروبيين والتقليديين في الشرق الأوسط تحت ذريعة أن القبول باتفاق سيئ أفضل من عدم وجوده أبداً. 

فالإنذار الأميركي الأخير لطهران بضرورة تغيير سلوكها لم يعد بحاجة لتأويل أو تفسير، بعدما أعلن وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو عن استراتيجية بلاده الجديدة حول التعامل مع إيران، التي تضّمنت شروطاً تعجيزية على طهران لكي تتجنب المواجهة الاقتصادية والدبلوماسية مع واشنطن، إضافة إلى عدم عزلها دولياً.

الجديد في شروط واشنطن الاثني عشر أنها تمس جوهر النظام وتهدد بقاءه، أكثر مما هي معنية بإصلاح بنود الاتفاق النووي أو التوصل إلى اتفاق جديد، بعدما تضمنت استراتيجية بومبيو إشارات هي الأخطر منذ عام 1979 حول مستقبل النظام، التي التقطها أحد كبار الشخصيات الإيرانية الذي صرح لوكالة «رويترز» قائلاً: «أميركا تريد الضغط على إيران للإذعان وقبول مطالبها غير المشروعة. تصريحات بومبيو تثبت أن أميركا تسعى بالتأكيد لتغيير النظام في إيران».

بين اثني عشر شرطاً قاسياً، وبين هامش مرونة أميركية ضعيف لوّحت به فقط من أجل إبقاء متسع ضئيل أمام الجهود الدبلوماسية في اللحظات الأخيرة، نجحت واشنطن في تحويل خلافها مع طهران حول مشروعها النووي إلى أزمة إيرانية داخلية، في بلد يعاني من انقسام عامودي بين نخبه السياسية المنقسمة بدورها بين جهات مطالبة بضرورة الاستجابة جزئياً للشروط الأميركية تفادياً لما هو الأسوأ، وبين أطراف تعتقد أن الأسوأ قد وقع، وأن إيران دخلت فعلياً مرحلة المواجهة التي تجنبتها كافة الأطراف في السابق، بسبب تكاليفها القاسية والمرتفعة بشرياً ومادياً، والتي لو حصلت ستتسبب بخسارة طهران لكثير من أوراقها الخارجية وإلى زعزعة تماسكها الداخلي، خصوصاً أن الداخل الإيراني لم يعد مطمئناً بعد موجة الاحتجاجات المعيشية والخدماتية التي عمت المدن الإيرانية الكبرى اعتراضاً على تردي الأوضاع الاقتصادية والمالية منذ بداية السنة الحالية، والتي من المتوقع أن تعود الموجة الثانية منها، ولكن بشكل أضخم وأوسع في حال قامت واشنطن بتنفيذ تهديداتها بفرض عقوبات اقتصادية ومالية هي الأكثر شدة في التاريخ وفقاً لتصريح بومبيو، الذي قال: «سنمارس ضغوطاً مالية غير مسبوقة على إيران، والعقوبات ستزداد إيلاماً ما لم تغير إيران مسارها».

بعد اثني عشر عاماً على تراجع الدور الأميركي في منطقة الشرق الأوسط، الذي بدأ مع الولاية الثانية لجورج بوش الابن، وتبلور أكثر في مرحلة باراك أوباما، أعادت الاثنا عشر شرطاً التي عرضها بومبيو، واشنطن، إلى ساحة الشرق الأوسط من بوابة التلويح بالحرب إذا فشلت العقوبات في إجبار طهران على تغيير سلوكها المرتبط بنفوذها الخارجي، الذي تحول إلى أبرز أزماتها في علاقتها بجوارها الإقليمي. فنظام طهران القائم أساساً على فكرة تصدير الثورة، الذي بات يربط بينها وبين مدى الصواريخ الباليستية في مشروعه الجيوسياسي التوسعي، الذي أدى إلى زعزعة استقرار المنطقة، ما جعله أحد أبرز الشروط الأميركية المطلوب تنفيذها إيرانياً، إلا أن قرار وقف التوسع الإقليمي يتطلب جرأة إيرانية غير متوفرة، أشبه بتلك اللحظة التي تجرأ فيها آية الله الخميني بتجرع كأس السم حماية للثورة والدولة، وتجنباً لمزيد من الخسائر المادية والبشرية. في ثمانينات القرن الماضي كانت النخب السياسية الإيرانية الأولى أكثر براغماتية وأقل آيديولوجية تسعى إلى حماية مصالح النظام الدولة والشعب، وكان الجنرالات إما على الجبهات، وإما في الثكنات ملتزمين قرار مرشدهم عدم التدخل في السياسة، بينما تمارس «العسكريتاريا» الإيرانية المؤثرة والقريبة من صناعة القرار دوراً سلبياً في زيادة التوترات من خلال تحديها المستمر للإرادة الدولية الإقليمية، وتمسكها بخيارات التعنت والمراوغة واللعب على حافة الهاوية.

من المؤكد أن الجيش الأميركي يمر بحالة تضخم عسكرية، وهو بحاجة إلى أن يستعرض قوته لاستعادة هيبته بعد سلسلة إحباطات جرت في العراق وأفغانستان، لذلك فإن الترسانة العسكرية الأميركية المتضخمة، هي بحاجة أصلاً إلى مناورة بالرصاص الحي من أجل تفريغ طاقتها، وبات تجنبها السبيل الوحيد للبقاء في عالم يتغير فيما جنرالات الأعراس في طهران الأشبه بجنرالات القيصر، كما وصفهم الأديب الروسي الكبير تشيخوف، لم يتغيروا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طهران والاثنا عشر شرطاً طهران والاثنا عشر شرطاً



GMT 14:15 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

في ذكرى النكبة..”إسرائيل تلفظ أنفاسها”!

GMT 12:08 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

مشعل الكويت وأملها

GMT 12:02 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

بقاء السوريين في لبنان... ومشروع الفتنة

GMT 11:53 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

“النطنطة” بين الموالاة والمعارضة !

GMT 11:48 2024 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

نتنياهو و«حماس»... إدامة الصراع وتعميقه؟

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:50 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة
المغرب اليوم - فساتين الكاب تمنحك إطلالة ملكية فخمة

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد
المغرب اليوم - أفكار هدايا مبتكرة ومميزة في موسم الأعياد

GMT 00:06 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل خبز الذرة للإفطار

GMT 16:46 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

الشوفان سلاح ضد السرطان

GMT 03:39 2017 السبت ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

دخول سيارتين قديمتين لـ"مرسيدس بنز" إلى المزاد العلني

GMT 07:11 2015 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

ارتفاع معدل التلوث جراء حرائق الغابات في إندونيسيا

GMT 19:47 2017 الأربعاء ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ميس حمدان تسجّل حلقة رائعة لبرنامج "بيومي أفندي"

GMT 11:02 2022 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

بيروت تتوالد من رمادها وتتزين بكُتابها.

GMT 22:37 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

وفاة رجل الأعمال السعودي صالح كامل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib