ما يتجاوز استقالة ممثل الأمم المتحدة في اليمن
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ما يتجاوز استقالة ممثل الأمم المتحدة في اليمن..

المغرب اليوم -

ما يتجاوز استقالة ممثل الأمم المتحدة في اليمن

خير الله خير الله


جمال بنعمر لم يعرف اليمن على حقيقته يوما ولم يحسن في أي وقت التعاطي مع المستجدات والتعقيدات التي تجعل هذا البلد فريدا من نوعه.

على خلفية التطور المهمّ، بل المفصلي، إقليميا المتمثّل بـ”عاصفة الحزم”، استقال جمال بنعمر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن. استقال بنعمر، أم لم يستقل، يظلّ السؤال هل في الإمكان إيجاد صيغة جديدة للبلد، الذي انهارت فيه تلك التي كانت تجعل من صنعاء العاصمة ومركز القرار؟

هناك ما يتجاوز جمال بنعمر الذي لم يعرف اليمن على حقيقته يوما والذي لم يحسن في أيّ وقت التعاطي مع المستجدات والتعقيدات التي تجعل هذا البلد فريدا من نوعه على الكرة الأرضية. هناك عالم بحد ذاته وخصوصياته اسمه اليمن، بل كوكب آخر اسمه اليمن.

أخذ جمال بنعمر اليمن من فشل إلى آخر طوال المرحلة الانتقالية التي بدأت بتسليم الرئيس علي عبدالله صالح السلطة إلى نائبه عبدربّه منصور هادي في فبراير من العام 2012. جاء التسلّم والتسليم استنادا إلى المبادرة الخليجية التي كانت محاولة جديّة، بقيادة المملكة العربية السعودية، لإنقاذ اليمن وإخراجه من أزمته المستعصية. جعلت تلك الأزمة من الصراع على اليمن صراعا داخل أسوار صنعاء بين مجموعة من الشركاء في السلطة والثروة في الوقت ذاته. نجمت الأزمة أساسا من قيام قسم من هؤلاء بمحاولة انقلابية استهدفت الاستيلاء على السلطة، كلّ السلطة. لم يدرك هذا القسم أنّه يضرب الأسس التي في أساس وجوده.

لا مفرّ من الاعتراف بأنّه كانت هناك ثورة شعبية حقيقية في اليمن. كان هناك شبّان صادقون آمنوا بالتغيير ونزلوا إلى الشارع معتقدين أن رياح “الربيع العربي” بلغت اليمن.

لم يدرك هؤلاء في أيّ لحظة أن هناك من انضمّ إليهم من أجل خطف الثورة والقيام بانقلاب توّج بمحاولة اغتيال علي عبدالله صالح في مسجد النهدين الذي يقع ضمن حرم دار الرئاسة.

بقي علي عبدالله صالح حيّا. كانت العبارة التي قالها لأحد الذين التقوه في المستشفى الذي عولج فيه، قبل نقله إلى المملكة العربية السعودية “يظهر أن ‘القاعدة’ اخترقت الحرس الرئاسي”.

حصل ما حصل، وتبيّن أن الإخوان المسلمين كانوا ينوون التخلّص منه وتسلّم السلطة، متجاهلين في الوقت ذاته قوّة الحوثيين وما يمثّلونه على الأرض وأنّهم استغلوا بدورهم “الثورة” كي يعززوا وجودهم في صنعاء.

لم يدرك الإخوان، الذين كان يمثّلهم “التجمع اليمني للإصلاح” المتحالف مع قادة عسكريين، على رأسهم اللواء علي محسن الأحمر، قريب علي عبدالله صالح، أنّ احتواء الحوثيين لم يعد سهلا.

كان مفترضا في المرحلة الانتقالية أنّ تهيّئ ليمن جديد ودستور جديد ولامركزية حقيقية استنادا إلى ما سمّي مخرجات الحوار الوطني. استمرّ مؤتمر الحوار الوطني، الذي شاركت فيه أطراف وأحزاب، لا وزن لها على الأرض، أكثر مما يجب وأقرّ في نهاية المطاف صيغة “الدولة الاتحادية ذات الأقاليم الستّة”.

لم يكن الحوثيون، الذين باتوا يسمّون أنفسهم “أنصار الله”، راضين عن هذه الصيغة وعن حدود الأقاليم، خصوصا أن الإقليم الذي خُصّص لهم لم يكن يمتلك منفذا بحريا.

في كلّ الأحوال تجاهل ممثل الأمين العام للأمم المتحدة التطورات التي كان يشهدها اليمن، بما في ذلك ضعف الرئيس الانتقالي في مقابل صعود “أنصار الله” المرتبطين ارتباطا وثيقا بإيران. ركّز أكثر مما يجب على علي عبدالله صالح العائد من فترة علاج طويلة في المملكة العربية السعودية ساعيا إلى فرض مزيد من العقوبات عليه.. مما دفع إلى تقارب بينه وبين الحوثيين. تحوّل هذا التقارب إلى حلف، خصوصا في مرحلة ما بعد وصول “أنصار الله” إلى تعز وانتقالهم من هناك في اتجاه عدن. مثل هذا التطوّر ما كان ليحصل لولا القوات التي لا تزال موالية للرئيس السابق والتي لديها انتشار في غير منطقة يمنية..

لم يحسن بنعمر تقدير حجم القوى المتصارعة في اليمن والتأثير الحقيقي لكلّ منها. لم يعرف مثلا أنّه كان على عبدربّه منصور استخدام القوّة باكرا لمنع الحوثيين من التمدّد وصولا إلى صنعاء، بدل الرهان على أنّه سيخرج منتصرا من الحروب التي تواجه فيها الحوثيون مع الإخوان المسلمين، خصوصا في محافظة عمران.

الأسوأ من ذلك كلّه، كان انتقال بنعمر إلى استرضاء الحوثيين بقبوله توفير رعاية دولية لـ”اتفاق السلم والشراكة” الذي فُرض بقوة السلاح على اليمنيين بعيد استيلاء هؤلاء على صنعاء. كان الأجدر به الاستقالة في ذلك اليوم أو اتخاذ موقف واضح لا لبس فيه من هذا الاتفاق الذي يتناقض كلّيا مع المبادرة الخليجية. كان لتراكم الفشل السياسي الدور الأكبر في وصول الوضع اليمني إلى ما وصل إليه.

صارت “عاصفة الحزم” أكثر من ضرورية بعدما تفرّج ممثل الأمين العام للأمم المتحدة طويلا على عملية وضع اليد الإيرانية على اليمن. كان الحوثيون يوقعون الاتفاقات من أجل التظاهر بأنّهم على استعداد لمشاركة الآخرين في السلطة من جهة وكي يوفروا غطاء شرعيا لتصرّفاتهم التي شملت الاستيلاء على مؤسسات الدولة وعلى كمّيات كبيرة من أسلحة الجيش اليمني. هذا الجيش الذي أعاد عبدربّه منصور هيكلته في العام 2012 من أجل التحكّم به بطريقة أفضل.

في كلّ الأحوال، دفع اليمن غاليا ثمن تصرّفات جمال بنعمر الذي لم يستطع في أيّ وقت معرفة البلد. ففي نهاية المطاف، لا يمكن بأيّ شكل الخروج باتفاقات سياسية لا تأخذ في الاعتبار التوازنات على الأرض، خصوصا بعدما كشف الحوثيون نيتهم الحقيقية المتمثّلة في تحويل اليمن مستعمرة إيرانية.

آخر الدواء الكيّ. جاءت “عاصفة الحزم”، وهي عاصفة العزم في الوقت ذاته لتعيد التوازن على الأرض إلى طبيعته. لا شكّ أن علي عبدالله صالح ارتكب خطأ كبيرا بذهابه مع الحوثيين إلى عدن. لا شكّ أيضا أن هناك حاجة إلى تغيير لممثل الأمين العام للأمم المتحدة كي تكون هناك مواكبة سياسية ذات طابع دولي للقرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن والذي يعتبر انتصارا كبيرا للديبلوماسية السعودية.

ما نشهده، من خلال استقالة بنعمر، هو طيّ لصفحة وفتح لصفحة جديدة يمكن أن تفتح الباب لمؤتمر حوار وطني يأخذ فيه كلّ طرف حجمه الحقيقي بدل أن يكون المؤتمر مكانا يتفاوض فيه طرف مسلّح مع أناس عاديين لا يمتلكون ما يقاومون به المشروع التوسعي الإيراني..

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما يتجاوز استقالة ممثل الأمم المتحدة في اليمن ما يتجاوز استقالة ممثل الأمم المتحدة في اليمن



GMT 19:12 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 19:05 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 19:03 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 19:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 18:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 18:57 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 18:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الأفلام القصيرة في قرطاج!

GMT 18:52 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

توفيق الحكيم!

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib