ما زرعه حافظ الأسد… قبل 45 عاما
الحوثيون يؤكدون إفشال هجوم أميركي بريطاني على اليمن باستهداف حاملة الطائرات "يو إس إس هاري إس ترومان" إسرائيل تنفي مغادرة أي وفد لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة إلى القاهرة 10 جنود إيرانيين شباب لقوا حتفهم في حادث سقوط حافلة في واد غرب إيران سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023
أخر الأخبار

ما زرعه حافظ الأسد… قبل 45 عاما

المغرب اليوم -

ما زرعه حافظ الأسد… قبل 45 عاما

خير الله خير الله

في مثل هذه الأيّام قبل خمسة وأربعين عاما، في السادس عشر من نوفمبر 1970 انقلب حافظ الأسد على رفاقه في السلطة وانفرد بها كلّيا تحت شعار “الحركة التصحيحية”. زرع بذور ما نشهده اليوم في سوريا، حيث كيان يتفكّك وشعب صار أكثر من نصفه لاجئا داخل وطنه وخارجه. هذا لا يعني أن رفاقه البعثيين كانوا أفضل منه بأي شكل بمقدار ما أنّهم كانوا في غاية السذاجة عندما لم يدركوا إلى أي حد الرجل ماكر…
قام نظام حافظ الأسد الذي ورثه بشّار على فكرتيْن. العصبية العلوية أولا، والابتزاز ثانيا وأخيرا. كانت ممارسة الإرهاب، بكلّ أشكاله داخل سوريا وخارجها، القاسم المشترك بين الفكرتين.

وضع حافظ الأسد، تحت غطاء حزب البعث، الأسس لنظام جديد أوصل سوريا إلى ما وصلت إليه اليوم، خصوصا بعدما قرّر توريث السلطة إلى نجله بشّار من منطلق أن اسم سوريا صار “سوريا الأسد”.

أسّس حافظ الأسد لدولة بوليسية تقوم على الأجهزة الأمنية. الثابت الوحيد في سياسته الخارجية كان التفاهم مع إسرائيل في شأن قضايا حيوية تهمّ الجانبين. وهذا ما يفسّر حاليا الاهتمام الإسرائيلي بالمحافظة على النظام الذي يؤمّن بقاؤه الأمن في الجولان واستمرار احتلاله… ويؤمّن في الوقت ذاته استمرار عملية الانتهاء من سوريا التي تمرّ منذ استقلالها بأزمة نظام وكيان في الوقت ذاته.


عمل نظام حافظ الأسد القائم على التفرّد بالسلطة وعلى استخدام الأجهزة الأمنية على ضبط سوريا وقمع السوريين. حاول مدّ تجربته إلى لبنان. نجح في ذلك إلى حدّ كبير. فبعد تدجين سوريا والسوريين، سعى إلى تدجين لبنان واللبنانيين. كانت لعبته تقوم على إلغاء الآخر. ألغى كلّ سوري يمكن أن تكون له حيثية، خصوصا أهل المدن الكبرى. وألغى كلّ لبناني كان يمكن أن يدرك أبعاد مخططه.

في عهد حافظ الأسد، لم يعد من سنّي أو مسيحي أو درزي يمتلك نفوذا غير مستمدّ من العلاقة المباشرة بالأجهزة. اختزل الطائفة العلوية في شخصه بعد سجنه لصلاح جديد واغتياله محمد عمران في طرابلس، عاصمة الشمال اللبناني.

كان الانفجار السوري في السنة 2011 بمثابة بداية النهاية الطبيعية لنظام عمل على إفقار سوريا والسوريين وعلى قيام طبقة طفيلية قائمة على المنافع المتبادلة بين أفراد العائلة ومجموعة من كبار الضباط العلويين من جهة وبعض رجال الأعمال من جهة أخرى.

في خمس وأربعين سنة لم تحصل في سوريا أي تنمية، باستثناء بعض الطرقات والمشاريع التي لم تغيّر شيئا في مستوى المعيشة لدى المواطن العادي. لا يزال فيلم عمر أميرالاي “طوفان البعث” خير مثال على الطبيعة الحقيقية للنظام الذي حاول تغطية عجزه عبر مشاريع كبيرة لم تؤدّ سوى إلى كوارث طبيعية، وضرب النسيج الاجتماعي في المحافظات التي تمتلك ثروة زراعية.

خلافا لكلّ ما قيل ويقال عن الحرص على الأقلّيات، زادت الهجرة من سوريا في عهد حافظ الأسد، هجرة العقول خصوصا. زادت هجرة المسيحيين الذين همّشهم النظام إلى أبعد حدود ورفض أن يكونوا سوى مجرّد خدم عنده.

دمّر مسيحيي سوريا ودروزها والإسماعيليين، وحاول أن يفعل الشيء نفسه في لبنان عندما سلّط المسلّحين الفلسطينيين على المسيحيين وأجبرهم على طلب النجدة من دمشق. للأسف الشديد، سقط الفلسطينيون، على رأسهم ياسر عرفات، الذي كانت لديه دائما عقدة السيطرة على أرض ما في مكان ما، في الفخ الذي نصبه لهم حافظ الأسد وخدموا مشروعه الهادف إلى وضع اليد على لبنان وعلى قضيتهم ومصيرهم في الوقت ذاته.

كانت فلسفة حافظ الأسد تستند في كلّ وقت إلى استمرار حال اللاحرب واللاسلم في المنطقة. كان التفاهم واضحا في هذا المجال بينه وبين إسرائيل. أكثر من ذلك، كانت هناك مصلحة مشتركة بين الجانبين في بقاء جنوب لبنان جرحا ينزف، سواء أكان ذلك قبل العام 1982، قبل الخروج الفلسطيني المسلّح، شبه الكامل، من لبنان أو بعد ذلك عندما بدأ صعود “حزب الله”، اللواء في “الحرس الثوري” الإيراني، الذي استطاع في مرحلة معيّنة جعل النفوذ السوري في لبنان تحت رحمته، بعدما كان هذا النفوذ قائما قبل العام 2005 في ظلّ معادلة مختلفة.

لم يستطع النظام السوري يوما الدخول في عملية سلام جدّية مع إسرائيل، حتّى عندما سنحت له فرصة استعادة الجولان في منتصف تسعينات القرن الماضي. كان همّه الدائم المتاجرة بالجولان وليس تحريره واستغلال الجنوب اللبناني إلى أبعد حدود، فضلا عن المتاجرة بالفلسطينيين وقضيّتهم. كان يعرف ماذا تريد إسرائيل ويتفهّم همومها، بما في ذلك رفضها أيّ تسوية عادلة، إلى حدّ ما طبعا، تضمن الحد الأدنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

كان الانفجار السوري في 2011 انفجارا داخليا قبل أي شيء. كان انفجارا طبيعيا. كان النظام يمارس باستمرار الهروب إلى الأمام. هرب باستمرار إلى لبنان… إلى أن جاء اليوم الذي ارتدّت جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه عليه.

لم يمتلك النظام، إن في عهد الأسد الأب أو في عهد الابن أي رغبة في الاهتمام حقيقة بسوريا. كان همّ الأب منصبّا على الطائفة وحمايتها وكيفية الانتقام من سنّة المدن، عقدته التاريخية، فيما ركّز الابن على مصالح العائلة وتنمية ثروتها. كان الأب يبتزّ العرب الآخرين، خصوصا أهل الخليج. استخدم في هذا المجال غباء صدّام حسين إلى أبعد حدود واستغل في الوقت ذاته العلاقة التي أقامها، من منطلق مذهبي مع إيران. أما الابن، الذي كان ينظر بازدراء إلى معظم العرب، فقد حاول التذاكي حتّى على إيران… قبل أن يكتشف في النهاية أنّه لم يعد أمامه سوى الجلوس كتلميذ صغير في حضرة فلاديمير بوتين!

كان يمكن لسوريا، بما تملكه من ثروات طبيعية وثروة بشرية، أن تكون متفوّقة في كلّ الميادين على الصعيد الإقليمي.

لم يستثمر حافظ الأسد إلّا في الأجهزة الأمنية ومشروع حلف الأقلّيات الذي كان يعتقد أنّه سيجعل منه قوّة إقليمية. كان في كلّ وقت قوّة إقليمية في خدمة المشروعيْن غير العربييْن في المنطقة، وهما المشروع الإسرائيلي والمشروع الإيراني اللذان يلتقيان عند نقطة واحدة، لا تبدو روسيا ـ بوتين بعيدة عنها.

إنّها البذور التي زرعها حافظ الأسد قبل خمسة وأربعين عاما، وحتّى قبل ذلك عندما كان وزيرا للدفاع في العام 1967. أينعت البذور وجاء من يحصد. نعم صنع حافظ الأسد التاريخ السوري الحديث. تكفّلت البذور التي زرعها بتفتيت سوريا. أتقن القتل والهدم والابتزاز ولعبة الإرهابي الذي يشعل الحرائق… ثم يتظاهر بأنه الوحيد القادر على إطفائها. هذه سياسة لا تبني دولا، بل تدمّر بلدا مثل سوريا، وصولا إلى ما حول سوريا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما زرعه حافظ الأسد… قبل 45 عاما ما زرعه حافظ الأسد… قبل 45 عاما



GMT 19:12 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 19:05 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 19:03 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 19:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 18:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 18:57 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 18:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الأفلام القصيرة في قرطاج!

GMT 18:52 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

توفيق الحكيم!

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:49 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني
المغرب اليوم - الفنانة زينة تكشف عن مفاجأة جديدة في مشوارها الفني

GMT 18:10 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 09:12 2024 الأربعاء ,12 حزيران / يونيو

لاعبو منتخب "الأسود" يؤكدوا ثقتهم في الركراكي

GMT 08:54 2023 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

العام الحالي 2023 الأكثر حرّاً في التاريخ المسجّل

GMT 16:07 2023 الثلاثاء ,10 تشرين الأول / أكتوبر

علماء الآثار يزعمون اكتشاف "خريطة كنز عملاقة"

GMT 05:19 2018 الخميس ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زينّي حديقة منزلك بـ"فانوس الإضاءة الرومانسي"

GMT 09:00 2018 الثلاثاء ,12 حزيران / يونيو

" ديور " تطرح ساعات مرصعة بالألماس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib