سقط تلفزيون لبنان لكن لبنان لم يسقط بعد
سقوط نحو 300 قتيل في اشتباكات عنيفة بين قوات سورية الديمقراطية وفصائل مسلحة مدعومة من تركيا في محيط سد تشرين وزارة الصحة في غزة تكشف أن عدد ضحايا عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ارتفع إلى 45,259 شهيداً و107,627 مصاباً من 7 أكتوبر 2023 تسجيل 76 حالة وفاة و768 إصابة جراء إعصار شيدو الذي ضرب مقاطعات "كابو" و"ديلغادو" و"نابولا" و"نياسا" في شمال موزمبيق زلزال متوسط بقوة 5.3 درجة غرب يضرب جنوب إفريقيا تكريم الفنان الكوميدي محمد الخياري في الدورة العاشرة لمهرجان ابن جرير للسينما وفاة الفنان المغربي القدير محمد الخلفي عن عمر يناهز 87 عامًا بعد معاناة طويلة مع المرض ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45227 شهيد و107573 جريح منذ السابع من أكتوبر 2023 توقف مؤقت للعمليات في مطار قازان الروسي إثر هجوم أوكراني ارتفاع عدد ضحايا الانهيار الأرضي إلى 40 شخصاً في أوغندا المكتب الحكومي لدولة فلسطين تعلن احصائيات حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم 440
أخر الأخبار

سقط 'تلفزيون لبنان'.. لكن لبنان لم يسقط بعد

المغرب اليوم -

سقط تلفزيون لبنان لكن لبنان لم يسقط بعد

خيرالله خيرالله

كان ما فعله 'تلفزيون لبنان' سقطة كبيرة. ربما استخدمه 'حزب الله' للرد على الموقف الرسمي اللبناني الذي عبر عنه الرئيس تمام سلام في القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ.

مهين للبنان واللبنانيين ولكلّ عربي يمتلك حدّا أدنى من الوفاء والكرامة أن ينقل التلفزيون الرسمي حديثا للأمين العام لـ”حزب الله” الهدف منه، بين أهداف أخرى، شن حملة على المملكة العربية السعودية.

حشر”تلفزيون لبنان” نفسه في شأن لا دخل له فيه. نقل حديثا كان يجريه حسن نصرالله مع “الإخبارية السورية” وهي محطة تابعة للنظام السوري. أخطأ مرتين وليس مرّة واحدة عندما قبل أن يُستخدم في تصفية حسابات إيرانية مع السعودية، وعندما قبل أن يكون نسخة طبق الأصل عن محطة من محطات النظام السوري.

يدلّ ذلك على أن لا علاقة لوزير الإعلام، الذي يفترض أن يكون مشرفا على التلفزيون الرسمي، بالإعلام. كما يدلّ على أن المشرفين المباشرين على المحطة الرسمية، هواة في الإعلام أكثر من أيّ شيء آخر. ما الذي يُجبر هؤلاء، بدءا برئيس مجلس الإدارة، على إيجاد هذا الرابط مع محطة تروّج لنظام يذبح شعبه يوميا؟

معروف أن الأمين العام لـ”حزب الله” مضطر إلى الحديث إلى مثل هذه المحطة السورية. ثمّة حاجة إيرانية إلى تخفيف الاحتقان الداخلي، في أوساط النظام تحديدا، خصوصا بعدما بدأ الضباط السوريون يشكون من الهيمنة الإيرانية على البلد. إنّها هيمنة عسكرية وسياسية في الوقت ذاته، تشمل كلّ القرارات المرتبطة بمستقبل سوريا والقرارات الكبيرة التي صارت تتخذ في طهران وليس في دمشق.

لعلّ أفضل تعبير عن هذا الواقع ما حلّ باللواء رستم غزالة، بكلّ سفالته، الذي كان على رأس أحد الأجهزة الأمنية (الأمن السياسي) والذي لم يدرك أنّه كان عليه تسليم قصره في قرفا القريبة من درعا لـ“الحرس الثوري”، بدل نسفه وتوثيق عملية النسف وإنزالها في “يوتيوب”.

هناك ما هو أبعد من نقل “تلفزيون لبنان” المقابلة السورية مع حسن نصرالله. تبيّن مدى سيطرة “حزب الله” على المؤسسات التابعة للدولة اللبنانية من جهة، وسلوك الحزب من جهة أخرى. لم يعد من مشرف على مؤسسة لبنانية، باستثناء قلّة، يتجرّأ على قول كلمة لا للحزب، الذي هو في نهاية المطاف لواء في “الحرس الثوري” الإيراني. من لديه أدنى شكّ في ذلك، يستطيع أن يسأل نفسه ما مصلحة لبنان في جعل التلفزيون الرسمي في خدمة إيران؟ هل كان ذلك ممكنا لولا أن الحزب تحوّل إلى دولة، فيما الجمهورية اللبنانية دويلة داخل هذه الدولة؟

أكّدت إيران مرّة أخرى، وبما لا يدع مجالا لشك، أنّها تعتبر لبنان جزءا لا يتجزّأ من المحور الممتد من طهران إلى مارون الراس في أقصى جنوب لبنان. هذا المحور يمرّ ببغداد ودمشق وبيروت.

كان همّ “حزب الله” في السنوات الأخيرة عزل لبنان عن محيطه العربي. لم يعد من سائح أو زائر أو مستثمر عربي في لبنان. مطلوب نشر البؤس في لبنان كي تسهل السيطرة عليه والتحكّم بمؤسساته.

لم يكن اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه “حادثا” كما يقول حسن نصرالله عادة، وكما عاد وردّد في المقابلة الأخيرة التي نقلها “تلفزيون لبنان”. كانت الجريمة نقطة تحوّل في عملية وضع اليد على لبنان. كانت الجريمة خطوة على طريق تفريغ لبنان من العرب، وضرب الاقتصاد تمهيدا لإغراقه بلبنانيين عاطلين عن العمل يأتون من دول الخليج.

لم يحدث شيء بالصدفة في لبنان، بما في ذلك خروج الجيش السوري ليحلّ مكانه “حزب الله” الذي سارع إلى ملء الفراغ الأمني والعسكري الناجم عن الانسحاب السوري.

هل صدفة أن “حزب الله” لم يكن مهتمّا بدخول الحكومة اللبنانية بشكل مباشر في عهد الوصاية السورية؟ لم يعد مصرّا على الوجود المباشر في الحكومة إلا بعد اغتيال رفيق الحريري. أراد التأكيد أن الوصاية ما زالت قائمة، لكنّ انتقالا حصل من السوري إلى الإيراني ليس إلا؟

ما شهدناه عبر “تلفزيون لبنان” كان فصلا جديدا من فصول الانقلاب الكبير، الذي بدأ باغتيال رفيق الحريري الذي ربط العرب بلبنان، وربط لبنان بالعرب. لا يزال “حزب الله”، ومن خلفه إيران طبعا، يعمل على فكّ هذا الارتباط التاريخي ونقل لبنان إلى موقع آخر.

لم تكن حكومة “حزب الله” برئاسة شخصيّة سنّية من طرابلس، هي النائب نجيب ميقاتي، سوى فصل بارز ومفصلي في هذا الانقلاب الكبير. ففي عهد هذه الحكومة التي فرضتها قوّة السلاح غير الشرعي، بدأ السكوت الرسمي عن التهديدات الموجّهة لكلّ خليجي يزور لبنان. لم تتخّذ حكومة “حزب الله” أيّ موقف حازم من “الجناح العسكري” في هذه العائلة أو تلك. وفي عهد تلك الحكومة رُفعت التأشيرة بالنسبة إلى الإيرانيين الراغبين في المجيء إلى لبنان.

انتقلت إيران في سياستها اللبنانية التي تنفّذ عبر ميليشيا مذهبية مسلّحة إلى مرحلة جديدة. إنّها مرحلة جعل اللبناني المقيم في دول الخليج، على رأسها السعودية، مهدّدا بلقمة عيشه. الأمل كبير في تفادي دول الخليج الردّ على ما يصدر عن حسن نصرالله. فأيّ إبعاد لأي لبناني عامل في الخليج، هو بمثابة سقوط في الفخّ الإيراني. ليس لدى إيران ما تقدّمه للبناني غير السلاح وربّما بعض المال الذي يغنيه عن العمل الجدي، أي بما يساهم في جعل الاقتصاد اللبناني اقتصادا ريْعيا، بدل أن يكون اقتصادا منتجا.

كان ما فعله “تلفزيون لبنان” سقطة كبيرة. ربّما استخدمه “حزب الله” للردّ على الموقف الرسمي اللبناني الذي عبّر عنه الرئيس تمام سلام في القمة العربية الأخيرة في شرم الشيخ. بالطبع، كان موقف رئيس مجلس الوزراء اللبناني تعبيرا عن أنّ لبنان ما يزال، إلى إشعار آخر، دولة تحترم نفسها، وعضوا مؤسسا في جامعة الدول العربية.

قبل عشر سنوات، استشهد رفيق الحريري. استشهد من أجل لبنان. من أجل أن يبقى لبنان دولة عربية حضارية موجودة على خريطة الشرق الأوسط بهذه الصفة، وليس بصفة كونها ذيلا لإيران.

واضح أنّ لبنان ما يزال يقاوم. الإصرار على المقاومة زاد من شراسة الهجمة الإيرانية التي كشفت أنّ “حزب الله” ليس معنيا، بمصلحة لبنان ولا بمصلحة أبنائه. كيف يكون هناك مواطن، يحمل الجنسية اللبنانية، يرفض الاعتراف بأنّ السعودية لم تتوقف يوما عن مساعدة لبنان بكلّ الطرق والوسائل الممكنة. هل حاولت المملكة يوما فرض شيء على لبنان واللبنانيين؟

بعض الوفاء ضروري، أقلّه حماية للبنان واللبنانيين واحتراما للذات وللواقع وللحقائق التي تؤكّدها الأرقام قبل أيّ شيء آخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سقط تلفزيون لبنان لكن لبنان لم يسقط بعد سقط تلفزيون لبنان لكن لبنان لم يسقط بعد



GMT 18:56 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 18:54 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 18:51 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 18:49 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 18:47 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 18:44 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 18:41 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

أميركا والفضائيون... أسرار الصمت المدوي

GMT 18:38 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 11:19 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
المغرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:20 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
المغرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 16:35 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"هاكرز" يستولون على 17 مليون دولار في هذه الدولة

GMT 19:10 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

النفط يتجه لخسارة أسبوعية 2% مع انحسار مخاوف الإمدادات

GMT 18:57 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع التضخم في منطقة اليورو 2.3% خلال نوفمبر

GMT 19:05 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

وول ستريت ترتفع في جلسة مختصرة بمستهل موسم التسوق
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib