تجويع مضايا والمشروع الإيراني في سوريا
وزارة الصحة في قطاع غزة تُعلن إرتفاع عدد الشهداء منذ العام الماضي إلى 43799 ونحو 103601 مصاباً الخارجية الإيرانية تنفي المزاعم بشأن لقاء إيلون ماسك بممثل إيران في الأمم المتحدة وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على البلاد إلى 3452 شهيداً و14.664 مصاباً استشهاد اثنين من قيادات حركة الجهاد الفلسطينية في غارة إسرائيلية على سوريا استشهاد 5 أشخاص في غارة إسرائيلية على مدينة النبطية جنوبي لبنان مئات الإسرائيليين يتظاهرون في تل أبيب احتجاجاً على"تخريب صفقات الأسرى" استقالة وزيرة هولندية من أصول مغربية بسبب "تصريحات عنصرية" صدرت داخل اجتماع لمجلس الوزراء إستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على خيم النازحين بمواصي خان يونس وزارة الصحة اللبنانية تُعلن ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على البلاد إلى 3445 شهيداً و14599 مصاباً استشهاد 3 أشخاص وجرح 9 في الغارة التي شنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على منطقة المساكن الشعبية في صور جنوب لبنان
أخر الأخبار

تجويع مضايا والمشروع الإيراني في سوريا

المغرب اليوم -

تجويع مضايا والمشروع الإيراني في سوريا

خيرالله خيرالله

أبعد من حصار مضايا، ثم سماح النظام السوري و”حزب الله” بإدخال مواد غذائية إليها، الإصرار لدى جهة معيّنة تقف وراء الحزب على الربط بين مضايا السنّية وقريتيْ كفريا والفوعة الشيعيتين. هناك نيّة واضحة لدى إيران في إعطاء الصراع الدائر في سوريا طابعا مذهبيا، على الرغم من أنّه صراع بين شعب يسعى إلى استعادة كرامته من جهة، ونظام يعمل من أجل استعباده.
من هذا المنطلق، لم يكن الحصار الذي استهدف مضايا وتجويع أهل البلدة القريبة من الحدود اللبنانية والذين يقدّر عددهم بنحو أربعين ألفا، مستغربا. إنّه حصار يأتي في سياق عمليات التهجير والحصار التي مارسها النظام السوري منذ قيامه، أي منذ تفرّد حافظ الأسد بالسلطة في خريف العام 1970.

الجديد الآن البعد الذي أخذه حصار مضايا. يتمثّل هذا البعد في الانتقال من إفقار سوريا والسوريين.. إلى تجويع البلدة. لم يتغيّر شيء في نصف قرن. كان مطلوبا في كلّ وقت إخضاع السوريين بكلّ الوسائل المتاحة، بما في ذلك تيئيسهم وتحويلهم إلى عبيد في خدمة النظام الأقلوي. لذلك استُحضر علويون لاستيطان مناطق خاصة بهم في المدن الكبرى، مثل دمشق وحلب وحمص وحماة وفي طول الساحل السوري وحيث وجدت مدينة سورية ذات شأن.

حيث لا وجود لكثافة سكّانية علويّة، خصصت أحياء جديدة في المدن الكبرى لهؤلاء. شغل هذه الأحياء جنود وضباط ينتمون إلى حاميات مرابطة في تلك المدن أو في مواقع قريبة منها. أما القرى الجبلية التي جاء منها العلويون إلى المدينة ليكوّنوا السلطة الأمنية فيها، فقد اشترى أراضيهم فيها المتمولون الكبار من أبناء الطائفة. وبين هؤلاء عدد لا بأس به من كبار الضبّاط المعروفين.

استطاع حافظ الأسد، منذ احتكاره السلطة، تغيير طبيعة المدينة السورية وذلك في ظلّ كرهه لأهلها وحذره منهم. كان هدفه الدائم، وهو البعثي القديم المؤمن بحلف الأقلّيات، ترييف المدينة وفي باله كبار الضباط السنّة، الآتين من المدن الكبيرة، الذين تخلّص منهم الواحد تلو الآخر بعدما استطاع إعادة تركيب الجيش على طريقته، وبما يتلاءم مع النظام الأمني الذي أقامه.

خضع أهل دمشق الذين يمتلكون مزاجا مسالما، فيما جرى تطويع حلب وحمص وحماة بالحديد والنار. كانت هناك انتفاضة في حلب في العام 1980. بلغت حصيلة تلك الانتفاضة التي لم يعد يتحدّث عنها أحد ما يزيد على خمسة آلاف قتيل.

وفي العام 1982، انتفضت حماة فأزيلت أحياء كاملة من المدينة عن بكرة أبيها وشرّد أهلها. أمّا عدد الضحايا، فزاد على عشرين ألف قتيل. هناك عائلات كاملة أُبيدت على يد قوات تابعة للنظام. كان كبار الضباط العاملين في خدمة النظام، على رأسهم رفعت الأسد، يتبارون في مجال ممارسة الوحشية في المدينة وحيال أهلها بحجة أن القتال دائر مع “جماعات إسلامية متطرّفة لجأت إلى الإرهاب”.

أمّا حمص، فكانت موضع ضغوط مستمرّة. كان مهمّا للنظام تعزيز الوجود العلوي فيها، على حساب السنّة والمسيحيين أيضا، نظرا إلى موقعها الاستراتيجي على الطريق الذي يربط بين دمشق والساحل السوري حيث الثقل العلوي.

كان الهدف من تدجين المدن الكبرى، أيّام الأسد الأب، تدريب المواطن السوري على الانصياع والرضوخ لشعار “سوريا الأسد”، أي لسوريا التي تمتلكها العائلة الحاكمة.

ما يحصل في مضايا التي تعرّضت ولا تزال تتعرّض الآن لحصار يشارك فيه “حزب الله” اللبناني، لم يعد يستهدف الترويج لـ”سوريا الأسد” وفرضها كواقع على السوريين الانصياع له. ما يحدث اليوم يأتي في سياق إقامة الدويلة العلوية المرتبطة بممرّ إلى قسم من الأراضي سهل البقاع اللبناني يسيطر عليها “حزب الله”. يحصل ذلك بعدما حوّل الحزب نفسه وصيّا على الدولة اللبنانية وعلى شؤون اللبنانيين.

المخيف أن العالم، على رأسه الإدارة الأميركية، يتفرّج على المأساة السورية، وهي مأساة تتمّ فصولا وتشمل عمليات تطهير ذات طابع مذهبي.

المؤسف، أن لا وجود لأيّ رد فعل دولي على الجرائم التي يتعرّض لها السوريون يوميا. من الواضح أنّ هناك مشاركة روسية وإيرانية في عملية تهجير السوريين من أرضهم، وتنفيذ عملية تبادل سكاني من منطلق مذهبي. كان ملفتا مسارعة إيران والناطقين باسمها من لبنانيين وغير لبنانيين إلى الربط بين حصار مضايا من جهة، والقرى الشيعية، مثل الفوعة وكفريا، القريبة من حلب من جهة أخرى. الهدف الإيراني بات مكشوفا. خلاصته أنّه ما دام ليس في الإمكان السيطرة على سوريا كلّها، خصوصا في ضوء سقوط النظام، ليس ما يمنع القيام بعملية جراحية تؤدي إلى تقسيم الكيان السوري بإشراف بشّار الأسد الذي فقد منذ فترة طويلة قدرته على اتخاذ أيّ قرار ذي شأن.

مفهوم لماذا تريد إيران ذلك وتسعى إلى تحقيقه عبر “حزب الله” وميليشيات جاءت بها من العراق وغير العراق. هناك مشروع توسّعي إيراني يقوم أساسا على إثارة الغرائز المذهبية، ولكن ما ليس مفهوما أين مصلحة روسيا التي تستهدف المعارضة المعتدلة في تقسيم سوريا؟ هل التغاضي عن تجويع مضايا يمكن أن يفيد موسكو في شيء؟

يعتقد فلاديمير بوتين أن في استطاعته استغلال السياسة الأميركية المتسمة باللامبالاة تجاه المأساة السورية لإثبات أنّ روسيا استعادت مواقعها في الشرق الأوسط. إنه تفكير ينمّ عن قصر نظر في أحسن الأحوال. يمكن أن تربح روسيا في المدى القصير، خصوصا أنّها تنسّق عن كثب مع إسرائيل. ولكن هل سينسى أهل المنطقة من العرب، خصوصا أهل سوريا، من وقف معهم ومن تعمّد تجويعهم وتهجيرهم؟

لن يصنع تجويع مضايا من روسيا قوّة عظمى، ولن تحقّق إيران أي هدف من الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، مهما طال الزمن ومهما تفنّن “حزب الله” في تطوير أساليب الحصار للقرى والبلدات السنّية السورية القريبة من الحدود اللبنانية.

سيبقى تجويع مضايا وصمة عار على جبين كل من ساهم في الحصار وكلّ من عمل من أجل تقسيم سوريا. صحيح أنّ هذا التقسيم صار واقعا، لكنّ الصحيح أيضا أنّ المأساة السورية لا يمكن إلا أن ترتدّ على الذين أشعلوا نارها. من كان يصدّق أن الشعب السوري مستمرّ في ثورته منذ أربعة أعوام وعشرة أشهر.

من كان يصدّق أن السوريين سيصمدون كلّ هذا الوقت في وجه “داعش” وكلّ الدواعش السنّية والشيعية.. وفي وجه الإمبريالية الروسية التي تدّعي قتال “داعش” في حين أنّها في الواقع شريك فعّال في الحرب على الشعب السوري لا أكثر ولا أقل؟

هذه الإمبريالية الروسية تبدو أكثر من أيّ وقت شريكا في عملية التبادل السكّاني التي تشهدها الأرض السورية، والتي هي جزء لا يتجزّأ من المشروع التوسّعي الإيراني في المنطقة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تجويع مضايا والمشروع الإيراني في سوريا تجويع مضايا والمشروع الإيراني في سوريا



GMT 18:40 2023 الخميس ,07 أيلول / سبتمبر

سورية... كرة نار في يد «الجمهوريّة الإسلاميّة»

GMT 20:06 2023 الأحد ,20 آب / أغسطس

3 سوريات من مصر: «خلي بالك من زوزو»

GMT 23:06 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

وضوح إيراني... وغموض أميركي!

GMT 23:19 2023 السبت ,20 أيار / مايو

الإيراني في سورية... في غياب الروسي

GMT 14:26 2023 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

الزلزال يصيب النظام السوري في بيئته الحاضنة

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:16 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين
المغرب اليوم - منزل نتنياهو تعرض لسقوط قنبلتين ضوئيتين

GMT 18:09 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية
المغرب اليوم - محمد فراج يكشف تفاصيل أحدث أعماله الفنية

GMT 04:24 2024 الأحد ,20 تشرين الأول / أكتوبر

صندوق النقد يوافق على صرف 1.1 مليار دولار لأوكرانيا

GMT 05:58 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

مناخا جيد على الرغم من بعض المعاكسات

GMT 15:25 2019 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

عمرو خالد يكشف طرق رؤية الله في كل شيء حولنا

GMT 13:38 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

مقتل راعي أغنام بسبب لدغة أفعى سامة في أزيلال

GMT 01:44 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

قاصر مغربي يقدم على مغامرة خطيرة للهجرة السرية

GMT 15:14 2019 السبت ,02 شباط / فبراير

تعرفي على أفضل تصاميم الديكورات الزجاجية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib