الفارق بين معمر القذافي… وحافظ الأسد
وفاة الموسيقار المغربي محمد بن عبد السلام عن عمر يناهز 94 عاماً الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران تُحذر من مخاطر كبيرة تواجهها الطائرات عند التحليق في الأجواء الروسية المحكمة العليا الأميركية ترفض تأجيل نطق الحكم الجنائي ضد الرئيس المنتخب دونالد ترامب البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي
أخر الأخبار

الفارق بين معمر القذافي… وحافظ الأسد

المغرب اليوم -

الفارق بين معمر القذافي… وحافظ الأسد

خيرالله خيرالله

مرّت ذكرى “الفاتح من سبتمبر” وكأنها من ماض سحيق. طوى النسيان الذكرى التي كانت ليبيا تحتفل بها منذ العام 1969 بمناسبة وصول معمّر القذافي إلى السلطة إثر انقلاب عسكري قضى على كل ما هو حضاري في البلد، كما قضى على أي مستقبل له. لم يكن مرور الذكرى مرور الكرام أمرا طبيعيا بأي شكل، خصوصا إذا أخذنا في الاعتبار ما ارتكبه فرد في حق شعب بكامله وببلد كان، إلى ما قبل فترة قصيرة، موجودا على خريطة العالم.

رحل معمّر القذافي بالطريقة التي تليق به وبما ارتكبه، ولكن ليس قبل تدمير البلد. المؤسف أكثر من أيّ شيء آخر، أنّ ليس ما يشير إلى أنّ في ليبيا من هو قادر على الاستفادة من تجارب الماضي القريب والوقوف، ولو دقيقة صمت، على أرواح ضحايا القذافي الذي قتل في خريف العام 2011 على يد شبّان هائجين لم يكن لديهم سوى هاجس الانتقام.

ليس واردا أن تعود ليبيا. انتصرت فكرة “الجماهيرية”، أي الفوضى المدروسة التي اعتمدها القذّافي في إدارة شؤون الدولة. كانت النتيجة الأولى لما فعله الرجل، الذي حكم طوال اثنين وأربعين عاما، القضاء على الدولة ومؤسساتها… كي لا تقوم لها قيامة في يوم من الأيّام. هل من سمى نفسه “القائد” كان يعي ذلك ويهدف إليه؟ الأرجح أنه كان يستوعب تماما النتائج التي ستترتب على أعماله وخطواته المدروسة. لم يكن معمر القذّافي يعبد إلّا معمر القذافي. كان معمر القذّافي يحسد حتى نجله سيف الذي يمكن القول، على الرغم من رعونته، أنه أضحى الضحية الأولى لوالده.
    
    

عفوا، وجد من يتذكر الفاتح من سبتمبر ومثل هذا النوع من “الثورات”. لم يجد النظام السوري أفضل من ذلك اليوم كي يحتفل بإقامة ساحة في دمشق سميّت ساحة كيم إيل سونغ وذلك بمناسبة الذكرى السبعين لقيام جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، أي كوريا الشمالية، التي تعتبر بكل المقاييس، إلى جانب سوريا-النظام العلوي، أسوأ دولة في العالم. كوريا الشمالية هي الدولة الستالينية الوحيدة الموجودة على الكرة الأرضية. لم تجد هذه الدولة من يحتفل بذكرى قيامها سوى النظام السوري. هل أراد بشّار الأسد شكر بيونغ يانغ على الصواريخ التي ترسلها إليه كي يمعن في قتل السوريين وتدمير ما بقي من البلد؟

هناك حكام نذروا أنفسهم لتدمير بلدانهم. كان معمّر القذافي من هذه الطينة لا أكثر ولا أقلّ. كان التدمير بالنسبة إليه هدفا بحدّ ذاته. كان رجلا مريضا بالفعل. لعل أخطر ارتكاباته أن الليبيين صاروا على شاكلته، في معظمهم طبعا. صاروا وحوشا بشرية. لا يوجد تفسير آخر لما حلّ بالبلد بعد رحيل القذافي. تحوّلت ليبيا إلى قاعدة للإرهاب والإرهابيين بعدما اجتاحها التطرف الديني، الذي تعتبر حركة الإخوان المسلمين حاضنته وأساسه.

باتت ليبيا تشكل تهديدا لكلّ جيرانها، في وقت صار المواطن الليبي على استعداد للهجرة بكلّ الوسائل المتاحة إلى أي بلد في العالم هربا من الأرض التي كان يفترض بها أن تحتضنه وأن ترعى أولاده.

يسير النظام السوري على خطى القذافي. من يكافئ كوريا الشمالية على الصواريخ التي ترسلها إليه من أجل قتل شعبه، لا يكون لديه مثل أعلى غير القذافي والتجربة الليبية. الفارق أن حافظ الأسد استطاع توريث ابنه كي يكمل مهمة تدمير سوريا وتفتيتها، في حين تولى القذافي المهمة بنفسه، ولم يكن في حاجة إلى الابن لتنفيذ عملية التدمير الشاملة لليبيا. ربما خشي أن لا يكون الابن على الموجة نفسها وأن يقوم بجهد ما يصبّ في إعادة الحياة إلى البلد، هذا إذا افترضنا حسن النية تجاه ما كان ينادي به سيف الإسلام القذافي. سيف الإسلام موجود في السجن حاليا، ولا يزال الرجل ينتظر محاكمة عادلة تشير إلى أن شيئا ما تغيّر في البلد منذ رحيل معمّر القذافي.

سيحاسب التاريخ النظام السوري مثلما حاسب الجماهيرية. ولكن هل يمكن أن ينصف التاريخ سوريا والسوريين الذين يدفعون اليوم ثمن الانقلاب العسكري الأوّل لحسني الزعيم الذي كان في العام 1949 بداية القضاء على الحياة السياسية والاقتصادية في بلد كان مؤهلا لأن يكون بين الدول الأكثر تقدما في الشرق الأوسط.

لم تشهد ليبيا سوى انقلاب عسكري تكفّل بالقضاء عليها. أمّا سوريا، فإنّ تاريخها الحديث حافل بالانقلابات، وصولا إلى انقلاب حافظ الأسد عام 1970 والذي يبدو أنّه نهاية الانقلابات ونهاية سوريا في الوقت ذاته. تحصد دول مثل ليبيا وسوريا ما زرعته الانقلابات العسكرية التي أوصلت العراق والسودان إلى ما وصلا إليه، خصوصا بعد الإطاحة بالملكية في مصر عام 1952.

ليست دول الخليج وحدها التي نجت من شرّ الانقلابات العسكرية. لبنان نجا أيضا، ولكن إلى حدّ ما فقط. كانت تجربته قابلة للحياة لولا إصرار حافظ الأسد على مدّ تجربته السورية، ذات الطابع المذهبي الطائفي، إليه. اعتمد خصوصا على ضرب النظام اللبناني، كي لا يكون من أمل بتسرّب الحرية إلى سوريا. استفاد من الانقسامات الطائفية والوجود الفلسطيني المسلّح في الوقت ذاته. تظاهر بحماية حقوق المسلمين من السطوة المسيحية من جهة، وعمل على تخويف المسيحيين من السلاح الفلسطيني بصفة كونه سلاح المسلمين من جهة أخرى. كان الأسد الأب تجربة مميزة بحد ذاتها في مجال ضرب نسيج المجتمعيْن السوري واللبناني. كان هدفه في كلّ وقت وضع اليد على لبنان وتحويله إلى محافظة سورية يحكمها الضابط السوري المقيم في عنجر.

في ذكرى الفاتح من سبتمبر، يمكن الحديث طويلا عن مآثر الانقلابات العسكرية التي قضت أوّل ما قضت على المدن العربية بهدف ترييفها. في السنة 2015، نجد أن الأمر لم يعد مقتصرا على هذه المدينة أو تلك. هناك دول باتت مهددة في وجودها. ما يجمع بين هذه الدول هو البيان الرقم واحد الذي لم يجد، لحسن الحظ من يذيعه لا في المملكة المغربية ولا في المملكة الأردنية الهاشمية… ولا في أي دولة عربية في الخليج.

الصورة سوداء في كل دولة عربية أذيع فيها البيان الرقم واحد. لا مستقبل لأي دولة عربية حصل فيها انقلاب عسكري. ليبيا مثل على ذلك وعلى إفلاس كلّ الأنظمة العسكرية-الأمنية التي أوصلتنا إلى وضع لم يعد من مصير ينتظر سوريا غير المصير الليبي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفارق بين معمر القذافي… وحافظ الأسد الفارق بين معمر القذافي… وحافظ الأسد



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:11 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا
المغرب اليوم - المغرب يستعيد مكانته كأول وجهة سياحية في إفريقيا

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib